أحزاب تراجع مواقفها من العدالة والتنمية

طالب قياديون في التجمع الوطني للأحرار، بمراجعة موقف الحزب من العدالة والتنمية. وأفادت مصادر "الصباح" أن وجوها قيادية في حزب الحمامة لم تعد تستسيغ الموقف المتشدد الذي تبناه الحزب منذ قيام الحركة التصحيحية قبل سنتين. وينطلق هؤلاء من أن العدالة والتنمية يمارس السياسة في إطار المؤسسات وثوابت البلاد، وبالتالي، لا معنى للحديث عن مخاطر أو تهديد قد يشكله. وكان محمد أوجار، عضو اللجنة التنفيذية للتجمع الوطني للأحرار، وصف التحول الذي عرفه المغرب بعد اقتراع 25 نونبر، والذي حمل العدالة والتنمية إلى الحكومة بالإيجابي. وقال، في حوار خص به "الصباح"، إن الانتخابات الأولى التي جرت في ظل دستور فاتح يوليوز فتحت المجال لتناوب جديد أمام المغاربة، مكنهم من التعرف على العدالة والتنمية، باعتباره تعبيرا سياسيا يستمد كثيرا من أفكاره من المرجعية الدينية. وأضاف أوجار أنه "لحسن حظنا أننا نشترك مع العدالة والتنمية في الكثير من المرجعيات ويجب أن نبتهج كمغاربة بفوزه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ونتمنى لهذا الفريق النجاح".وأبرز القيادي التجمعي، أن اختيار الحزب التموقع في المعارضة لا يعني رفض الآخر، ولا يعني "أننا نعتزم وضع العصا في عجلة الحكومة التي يقودها، وليس إعلانا لحرب متوهمة بين جزءين من الشعب المغربي". وأبرز قائلا " نسجل المشترك الكبير بيننا وبينهم، في الإيمان بمقدسات البلاد، والاختيار الديمقراطي، وهوية البلاد، ونختلف في تنزيل الكثير من القيم، وهو ما يسمح بوجود عدد من المشاريع السياسية والأفكار المطروحة أمام المغاربة". وتبنى مصطفى بكوري، الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، موقفا موضوعيا من العدالة والتنمية، واضعا بذلك القطيعة مع الموقف المتشدد الذي ظل الحزب يعبر عنه منذ تأسيسه إلى غاية مؤتمره الوطني الأخير. وذهب بكوري إلى حد القول في أحد تصريحاته، أن ليس هناك ما يمنع الأصالة والمعاصرة من المشاركة في حكومة يكون فيها العدالة والتنمية طرفا.يذكر أنه بعد ظهور "البام" تعزز التوجه المعارض للعدالة والتنمية، إذ لم يعد يقتصر على بعض القوى اليسارية بل تعداه إلى بعض القوى المحافظة التقليدية، مثل حزب التجمع الوطني للأحرار الذي اعتبرت قيادته أن كل تحالف معه خط أحمر، ودفع مصطفى المنصوري ثمن تقاربه مع الحزب على مستوى البلديات والجماعات، وكان ذلك أحد الأسباب التي عجلت برحيله. دخل حزب العدالة والتنمية منذ استقبال جلالة الملك محمد السادس، عبد الإله بنكيران، في 29 نونبر 2011 بميدلت، وتعيينه رئيسا للحكومة أول تجربة حكومية له. وجاء مجيئه إلى الحكومة في سياق مخاضات عسيرة عرفها منذ أول مشاركة له في الانتخابات البرلمانية سنة 1997.نهج الحزب سياسة التدرج في الوصول إلى الحكومة حتى لا "يُخيف" أحدا، وكانت هذه هي المقاربة التي اعتمدتها القيادة، حتى لا تزعج الخصوم السياسيين. رغم ذلك ووجه الحزب بمعارضة شرسة من طرف بعض المتطرفين " اليساريين" الذين كانوا يشنون حملات ممنهجة ضد الحزب، خاصة بعد الاعتداء الإرهابي على مدينة الدار البيضاء، إذ كانت تطالب بحله، لكن الحزب تجاوز كل الصعوبات، وتمكن من التجذر في المجتمع، وساعدت موجهة المد الإسلام السياسي في العالم التي تكرست في إطار الربيع العربي من دعم الحزب ومنحه قوة إضافية جعلته يتبوأ الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة. ج. ب

أحزاب تراجع مواقفها من العدالة والتنمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شكاية موظف وراء التحقيق مع موظفي مجلس مدينة البيضاء

الربيع العربي يحمل إسلاميي المغرب إلى السلطة

مقالات ذات صلة