باعة الملاعب… الجحيم

مواد مجهولة المصدر تباع للجماهير أسبوعيا والأمن يشدد المراقبة لا يمكن أن تلج ملعبا بالبطولة الوطنية لكرة القدم دون أن ترصد باعة متجولين يقومون ببيع ما لذ وطاب من الأغذية السريعة، بل منهم من اتخذ من المباريات فرصة لإنعاش دخله المالي. ويلقى هؤلاء الباعة إقبالا كبيرا من قبل الجماهير، التي تصل الملعب في وقت مبكر وتقضي فيه ما يناهز 4 ساعات أو أكثر، وهو ما يتطلب «المعالجة» بالأكل والشراب، دون السؤال حتى عن مصدر تلك السلع، وما قد تشكله عليه من أضرار صحية. ومن بين الأماكن التي يتخذها الباعة المتجولون ملاذا لهم أثناء المباريات، جنبات أبواب الملعب والشوارع المؤدية إليه، فيما يفضل البعض الآخر ولوج المدرجات. "الصوصيص" و"الطون"... "راس السوق" يقدم الباعة المتجولون في الملاعب بعض أنواع المأكولات للجماهير، أهمها «الصوصيص» و»الطون»، إذ يتراوح ثمن «النص» ما بين 5 دراهم إلى 10، كما أن أصحاب هاته المأكولات لا يخول لهم في أغلب الأحيان، ولوج الملعب بحكم صعوبة مهمتهم من المدرجات، وخطورة الوسائل التي يعملون بها، ليتخذوا أبواب الملعب وبعض الشوارع المؤدية إليه ملاذا لهم. ويجد هؤلاء الباعة أنفسهم تحت ضغوط متعددة، بينها الأمن الذي يقوم في بعض الأحيان بحملاته التطهيرية، لتفادي بيع مواد خطيرة للجماهير والعمل على عدم عرقلة السير بما أن بعضهم يتخذ من الأرصفة والطرقات مكانا لبيع سلعهم، ثم ضغط الجماهير التي تريد نيل «المعالجة» بسرعة قبل بداية المباراة. ولكن الغريب في هذه المأكولات هو أن ثمنها يبدأ في التراجع مع كل دقيقة مرت من المباراة، إذ يمكن أن تجد خبزا به «الطون» أو «الصوصيص» يباع بدرهمين فقط في نهاية المباراة، علما أنه كان يساوي 10 دراهم قبل بدايتها بدقائق، وهو ما يدخل الشك حول مكونات كل تلك المواد الغذائية وجودتها. مواد مجهولة المصدر رغم أن أغلب المواد التي توجد في هذه المأكولات الغذائية، مجهولة المصدر، غير أن حالات التسمم قليلة في الملاعب، فيما لا يرى بعض الباعة الذين قابلتهم «الصباح» أثناء إعداد هذا «الربورتاج»، مانعا في مراقبة سلعهم أو التحقق من جودتها وخلائها من أي مواد مضرة بصحة المستهلك. ويقول البعض الآخر إن عرض موادهم وسلعهم أمام أنظار الأمن في الشارع، دليل على أنها لا تشكل خطرا ولا تحتوي على مواد مسمومة كما يدعي البعض، لكنهم حذروا بالمقابل من بعض الأشخاص الذين يحاولون «تلويث» عملهم باعتماد هذه الأساليب، غير أنهم يختفون عن الأنظار بمجرد نهاية المباراة، ولا يعودون أبدا إلى الملعب. ويوجه هؤلاء الباعة أصابع الاتهام إلى أشخاص يعتمدون على التنقلات لبيع سلعهم، إذ يمكن أن تجدهم في ملاعب مختلفة، عوض التركيز على ملعب واحد ومنطقة واحدة، ويفضلون بيع مأكولات جاهزة باردة، لا تخضع للمراقبة ولا يعرف مصدرها. المراقبة في المدرجات تطورت شهدت مراقبة رجال الأمن لهذه المواد، خاصة تلك التي تلج إلى المدرجات تطورا مهما، إذ لا يسمح للكثيرين بولوج المدرجات إلا لمن يقبلون بالمراقبة الدقيقة لسلعهم قبل المباريات بساعات، فيما يفضل البعض الآخر كراء مرافق بالملعب لعرض سلعهم. ويعمل رجال الأمن قبل كل مباراة على مراقبة السلع والمأكولات قبل ولوجها الملعب، بل ويدققون في هوية البائع في بعض الأحيان للتعرف عليه، إذا حدث أي مكروه للجماهير الغفيرة التي تحل بالملعب. ومن بين الأسباب التي دفعت رجال الأمن إلى تطوير أساليب مراقبتهم للسلع والمواد الغذائية التي تلج إلى الملاعب، كثرة الجماهير التي تحضر المباريات، إذ أن أي تسمم لا قدر الله، سيشكل كارثة حقيقية، وسيؤدي إلى سقوط ضحايا كثر جراء التسممات الغذائية. وعاينت «الصباح» حملات أمنية في هذا الاتجاه في بعض المباريات، إذ يخضع الباعة المتجولون الذين يسمح لهم بولوج المدرجات إلى مراقبة شديدة وكبيرة، تستمر حتى بعد دخولهم للملعب، لتفادي أي كارثة. "الحساب كبير" ارتفع عدد الباعة المتجولين في الملاعب في الفترة الأخيرة بشكل كبير، بحكم أن «المشروع» يدر على صاحبه دخلا ماليا محترما، خاصة في المباريات التي تشهد حضورا جماهيريا كبيرا يفوق 40 ألفا. ويعرف ملعب محمد الخامس مثلا، حضور عربات كثيرة قبل المباريات بساعات، تتجمع في الأزقة والشوارع القريبة من الملعب، فيما يتخذ البعض الآخر «فراشة» لبيع سلعهم من مواد غذائية سريعة. وعاينت «الصباح» إقبالا كبيرا على هؤلاء الباعة خاصة من الجماهير التي تحضر مبكرا للملعب، فيما يزداد الإقبال أيضا بعد نهاية كل مباراة، بحكم أن الثمن ينخفض بشكل كبير. وفي انتظار تنظيم هؤلاء الباعة، فإن لكل واحد منهم مكانا خاصا به قرب الملعب، يتخذه في كل مباراة من أجل عرض مبيعاته للجماهير. إعداد: العقيد درغام

باعة الملاعب… الجحيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

2500 متفرج يطالبون برحيل المقتريض

فضيحة العنصرية ... باريس تحت الضغط

مقالات ذات صلة