فاجعة “قطار بوقنادل” … يـوم مرعـب

جثث وأشلاء بشرية متناثرة وركاب باشروا عمليات الإنقاذ بتوالي الساعات، ارتفعت حصيلة فاجعة "قطار بوقنادل"، صباح أول أمس (الثلاثاء)، لتستقر في حدود 10 قتلى و122 جريحا، بعدما وافت المنية ثلاثة جرحى، كانت إصاباتهم بليغة، أثناء التدخل الطبي بمصالح مستعجلات المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله، الذي استقبل أغلبية المصابين في الحادث. كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا، حين سمع دوي اصطدام قوي بلغ صداه إلى الإقامات السكنية المتاخمة لمحطة بوقنادل، قبل أن يكتشف السكان ارتطام قطار مكوكي بدعائم قنطرة عين بركة، بعدما انزاح عن السكة، وانشطر إلى جزأين وانقلبت المقصورات الأولى، وظهر أول الجرحى والمعطوبين. مشاهد المشاهد الأولى للحادث تعكس هول الفاجعة. أشلاء بشرية متناثرة، وركاب عالقون، بعضهم يصرخ من شدة الألم ويدعو الناجين إلى تخليص، حتى لو كان الثمن بتر يد أو ساق. "سمعنا أشخاصا يئنون وآخرون يصرخون ألما واستغاثة لنجدة مصابين فقدوا الحركة وبعضهم غارق في دمائه، إلا أنه لا يمكنني أن أنسى ما حييت صوت الشاب الذي طالبنا بقطع يده وإخراجه، حتى يتخلص من ألم سرى في جسده وصار لا يطاق، بفعل اختراق جسم صلب لم يعرف طبيعته"، يحكي أحد الحاضرين، فيما انخرطت البقية في مساعدة العالقين في المقصورات، وتقديم الإسعافات الأولية وسط صراخ النساء. قطار خاص وفور وقوع الحادث، انتقلت مصالح المكتب الوطني للسكك الحديدية إلى المكان، في الوقت الذي تحدث فيه عدد من الحاضرين، الذين عاينوا لحظات الاصطدام الأولى عن استقدام قطار خاص، أعاد ركاب القطار المنقلب إلى الرباط، بمن فيهم المصابون إصابات خفيفة، في انتظار وصول سيارات الإسعاف ونقل الأموات، التي حل العشرات منها بمحطة بوقنادل, بعدما تم إشعار كل مستشفيات ومراكز القرب بالمنطقة واستنفارها استعدادا لاستقبال الجرحى والمصابين، لتنطلق عملية تحديد الضحايا وإخراج المتوفين ويتم الإعلان عن الحصيلة الأولية، منتصف النهار، التي كشف خلالها ربيع الخليع، المسؤول الأول عن القطارات، وفاة ستة ركاب وإصابة 86 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. حصيلة حصيلة سرعان ما ارتفعت، زوال اليوم ذاته إلى سبعة قتلى و125 جريحا، تم توجيههم في البداية إلى المستشفى الإقليمي مولاي عبدالله بسلا، الذي استقبل،في البداية،خمس جثث، و99 مصابا، وعج بعائلات الضحايا، والمستشفى الجامعي ابن سينا الذي حل به 10 جرحى إصاباتهم خطيرة، فيما تم نقل 16 مصابا، وصفت حالتهم بالحرجة إلى المستشفى العسكري بعد صدور التعليمات الملكية، ليتقاطر على مختلف مراكز تحاقن الدم بالعاصمة، عشرات الشباب انتظموا في طوابير امتدت إلى خارج البنايات، للتبرع بدمائهم لفائدة الجرحى. لم يمنع هول الفاجعة جماعة من اللصوص و"الشماكرية"، من نشل أغراض الركاب وسرقة الضحايا، دقائق قليلة على وقوع الحادث، وقبل وصول السلطات الأمنية إلى مكان الحادث، إذ أرغموا العديد من الركاب على تسليم ما بحوزتهم من أموال وهواتف وحواسيب شخصية، فيما لم تسلم أغراض الموتى هي الأخرى من عمليات السرقة. هجر المغلي

فاجعة “قطار بوقنادل” … يـوم مرعـب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فارس: إرادة الملك منطلق الاستقلالية

زيادة 400 درهم تغضب النقابات

مقالات ذات صلة