بنعمرو: لا أخجل من صفة المرشح الوحيد

الكاتب العام الجديد للطليعة الديمقراطي الاشتراكي قال لـ الصباح إن المسؤولية لا تقاس بالسن بل بالفعالية والعطاء طالب عبد الرحمن بنعمرو، الكاتب العام الجديد للطليعة الديمقراطي الاشتراكي، منتقديه بالكشف عن أسمائهم وهوياتهم والتحلي بالشجاعة لمواجهة الرأي والرأي الآخر "الذي لا يعاقب عليه في الحزب أو خارجه". وقال بنعمرو، الذي ترشح بمفرده أول أمس (الأحد) للكتابة العامة للحزب، وحاز عليها بأغلبية الأصوات، إن صيغة المرشح الوحيد لا تزعجه، ما دام الحزب لم يمنع أي أحد من الترشح بشكل ديمقراطي، مؤكدا أن المسؤولية لا تقاس بالسن بل بالفعالية والعطاء. في ما يلي نص الحوار: يتحدث بعض أعضاء الحزب عن مسحة استياء طبعت أول دورة للجنة المركزية بعد المؤتمر السابع؟بالعكس، مرت الدورة الأولى للجنة المركزية في أجواء عادية بجدول أعمال ضم نقطتين أساسيتين: هما انتخاب الكاتب العام للحزب وأعضاء الكتابة الوطنية، وتم في أجواء ديمقراطية. بالنسبة إلى الكتابة العامة تقدمت للترشيح بصفتي مرشحا وحيدا، إذ صوت علي أعضاء اللجنة المركزية بشكل جماعي، واختاروني كاتبا عاما للفترة القادمة. أما انتخاب أعضاء الكتابة الوطنية، فتم في جو ديمقراطي عن طريق تقبل الترشيحات التي وصلت إلى 24 ترشيحا على أساس أن المقاعد المتنفاس عليها هي 16، إضافة إلى الكاتب العام. بطبيعة الحال، وافق أعضاء اللجنة المركزية، بالإجماع، على عضوية الأخ أحمد بنجلون في الكتابة العامة، أما باقي الأعضاء فخضعوا إلى المسطرة الجاري بها العمل في أنظمتنا الداخلية، عن طريق الترشيحات الفردية والتصويت السري الحر. مقارنة مع الكتابة الوطنية السابقة، ماذا حمل الفريق الجديد الذي سيرافقكم خلال الأربع سنوات المقبلة؟يلاحظ، من خلال تركيبة الكتابة الوطنية أن عملية تجديد واضحة طالت بنية الجهاز التنفيذي للحزب في حدود ثلثين، فيما زكى أعضاء اللجنة المركزية ما يقارب 5 أعضاء فقط من الكتابة الوطنية السابقة. كما أن نسبة حضور الشباب والنساء وصلت إلى أكثر من ثلث الأعضاء المنتخبين، ثلاثة بالنسبة إلى الشباب وثلاثة بالنسبة إلى النساء. صيغة المرشح الوحيد تذكرنا ببعض الأنظمة العربية قبل الربيع العربي...(يقاطع) هذه مسألة ديمقراطية، لا يمكن إرغام أي أحد على الترشح لأجهزة الحزب، لأن الأمر يتعلق باختيارات شخصية وسياسية لا يمكن المغامرة، ديمقراطيا، بالدخول فيها، كما لا يمكن، بالقدر نفسه، أن نمنع أي أحد من الترشح إلى منصب الكتابة العامة أو أي منصب آخر في الحزب إذا توفرت فيه الشروط المنصوص عليها في اللوائح التنظيمية. أوكد لكم بصفة قطعية، ومن موقع المسؤولية أنه ليس هناك من ترشح للكتابة العامة ومُنع.. لكن هناك رأيا آخر في الحزب يقول غير ذلك؟شكون هاد الطرف الآخر، ينبغي أن يكشف عن اسمه وهويته. هناك مناضلون في الحزب واللجنة المركزية لم ترقهم كثيرا صيغة المرشح الوحيد، ويقولون إن ترتيبات معينة سبقت انعقاد الاجتماع الأخير، ربما انبثقت عنها رسائل دفعت بعض المرشحين المحتملين إلى التراجع.لم تكن هناك أي ترتيبات سابقة من أي نوع، ومن يقول هذا الكلام يجب أن تتوفر له الشجاعة للكشف عن اسمه، وإلا تعتبر الصحافة تخلق البلبلة والإشاعات والكلام الفارغ. هناك أعضاء في الحزب يتحدثون بأسمائهم في الجرائد والمواقع الإلكترونيةيمكن أن تقول لي من هم هؤلاء المرشحون المحتملون، ومن قام بعرقلتهم. لم تكن هناك لا ترتيبات سابقة ولا لاحقة. أعضاء اللجنة المركزية معروفون وعددهم معروف، وكل واحد منا يعرف مناضلي الحزب وتوجهاتهم..إن العملية تمت بكيفية ديمقراطية تماما، وقد وقع أن حصلت مرشحتان لعضوية الكتابة الوطنية على الأصوات نفسها، وما دام القانون الداخلي لا يعالج مثل هذه المشكلة، عكس القانون العام الذي يضع آلية القرعة أو أكبرهما سنا، ونظرا لهذا الفراغ القانوني، لم نلجأ إلى هاتين الآلتين، بل تم التداول في اللجنة المركزية في فكرة إعادة الانتخاب بالنسبة إلى هاتين المناضلتين، قبل الحسم في اسم واحد تمكنت صاحبته من ضمان عضويتها في الجهاز التنفيذي. بانتخابكم، السيد بنعمرو، على رأس الطليعة الديمقراطي، تعتبرون، اليوم، من أكبر الأمناء العامين للأحزاب المغربية سنا، في ظل سياق محلي وجهوي يرفع شعار التغيير وتجديد النخب وتشبيب القيادات السياسية..(يقاطع)..هل يوجد حزب شبب أكثر منا، كاين شي حزب جدد جهازو التنفيذي أكثر منا، ومثل النساء والشباب أكثر منا. لم يعد كافيا في نظر عدد من المناضلين المأخوذين، مثلا، بتجربة، حزب ينتمي إلى العائلة اليسارية والديمقراطية نفسها قرر أن تقوده امرأة.(يقاطع)، لن نلزم امرأة بالترشح، لكن يمكن النظر إلى نسبة حضور المرأة في اللجنة المركزية والكتابة الوطنية، شوف نسبة النساء 6/15، وشوف نسبة الشباب 3/15، شوف التجديد في حدود الثلثين. طيب، السيد بنعمرو، أنت مناضل ديمقراطي وتقدمي وحقوقي...نعم مناضل وأعتز بنضاليتي، ودون شك أن العمل السياسي لا يقاس بالسن، بل بالفعالية والإرادة والتحرك والعطاء، في الميدان الحقوقي وفي ميدان المحاماة وفي المجال السياسي، وفي جميع الميادين الأخرى. لا شك في ذلك السيد الكاتب العام، لكن نحن اليوم في سياق جديد ممهور بتحولات الربيع العربي والمغربي ومطالب ملحة بالتنافس الديمقراطي المبني على تجديد جذري للنخب والقيادات وإعطاء فرصة للتداول على السلط، ألا يخجلكم قبول الترشح في هذا السن؟لا سيدي كان الباب مفتوحا للجميع، ورئيس الجلسة ظل يردد من يترشح للكتابة العامة أكثر من مرة. لاكانت الديمقراطية لي كنعرفو هي هادي، ولا كانت شي ديمقراطية أخرى وريوها لينا الله يجيزكم بخير. ومن يقول مثل هذا الكلام يجب أن يفصح عن نفسه بكل شجاعة، خصوصا أننا لا نعاقب أحدا لمجرد النقاش وإبداء الرأي سواء داخل أجهزة الحزب أو خارجه. الآن، ما هو مشروعكم لضخ نفس جديد في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؟أولا، سنعقد اجتماعا للكتابة الوطنية لتحديد المهام. ولا أعتقد أننا سنبدأ من البداية خصوصا على مستوى التوجهات الإيديولوجية والسياسية، لكن ما يمكن التداول فيه تجنب بعض الأخطاء التي يمكن أن ترتكب أثناء التجربة، ومزيد من التحصين للوسائل الناجعة للمستقبل. لقد رسم المؤتمر الوطني السابع آفاق العمل بشكل واضح في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقمنا بتجديد أعضاء اللجنة المركزية بنسبة مهمة من الشباب والنساء، بقي أن تجتمع الكتابة الوطنية لتحديد منهجية العمل، وتحديد مسؤوليات أعضائها وفق توجيهات وقرارات المؤتمر. ما هو الجديد الذي يمكن أن يحمله عبد الرحمن بنعمرو الذي عاش تجربة التأسيس والخروج من الاتحاد في 1983، ثم مرحلة البناء وتوضيح الخط السياسي ورافق الحزب في مختلف مراحله إلى اليوم؟الجديد حمله الاهتمام بالشباب والعنصر النسائي داخل الحزب وإعطائهم المكانة التي تليق بهم. ثم الإرادة والتجديد على للاستمرار في النضال لتحقيق مبادئ الحزب، والعمل في إطار تقوية الجبهة الديمقراطية وتقوية اليسار والعمل على وحدته وتقوية العمل في النطاق الجماهيري من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ودستور ديمقراطي في إعداده وصياغته وبنوده، والنضال بشكل أكبر في الساحة الجماهيرية والاستمرار في دعم ومساندة 20 فبراير التي مازلنا نعتبرها قابلة للتوسع ومواصلة الدفاع عن مطالبها المشروعة. بالنسبة إلى 20 فبراير التي تشهد بعض التراجع في الشهور الأخيرة خصوصا بعد خروج العدل والإحسان ووصول حكومة العدالة والتنمية التي سرقت جميع الأضواء لفائدتها، ما الذي يمكن أن يفعله الطليعة لإعطاء دفعات أخرى للحركة؟· تراجع الحركة عدديا لا يعني الحكم عليها بالموت، كما يروج، مادامت أسباب وشروط وجودها قائمة إلى اليوم ولم يتغير أي شيء في نظرنا يدعو إلى التخلي عن 20 فبراير أو اعتبارها من الماضي. من جهة أخرى، نعتقد أن 20 فبراير ليست الحركة الاجتماعية الوحيدة الموجودة في الساحة، هناك حركات أخرى تناضل اليوم لإظهار فكرة أساسية أنه لا يمكن التقدم في المطالب السياسية دون المطالب الاجتماعية. إذن هناك حركة جدلية، سنواصل بالطبع العمل من داخل 20 فبراير والاستمرار في دعمها، ثم العمل في باقي الحركات الاجتماعية الأخرى، سواء في شكل جمعيات أو نقابات، أو على مستوى الساحة الجماهيرية. الاندماج يحتاج إلى صيرورة نضال متواصل هناك توجهات مبدئية تتعلق بوحدة اليسار تلتقي حولها جميع قوى اليسار وفصائله ولا مجال لوضعها اليوم موضوع نقاش، وهناك أجهزة للتحالف في إطار تحالف اليسار الديمقراطي تعمل وتنسق، لكن بالنسبة إلينا في الحزب، نعتبر أن الوحدة مسار نضالي ينبني على التدرج، وهناك لجنة اليسار في الحزب التي تعمل على ورقة فدرالية لليسار للارتقاء بالتنسيق من مستوى معين إلى مستوى متقدم.أما موضوع الإندماج، فيتعلق الأمر بقرار اتخذه المناضلون في المؤتمر بناء على مقتضيات قانون الأحزاب الذي يوصي بضرورة انبثاق مثل هذه القرارات الاندماجية عن طريق أعلى سلطة تقريرية في الحزب. لكن في نظرنا أن هذا الأفق الاندماجي ينبغي أن يكون ثمرة صيرورة من النضال والتنسيق والوحدة التي يذوب فيها الخلافات وتتوحد فيها الرؤى على عدد من القضايا المشتركة.هذا الأفق الكبير، هل يمكن أن يجمعكم، في يوم من الأيام، مع الاتحاد الاشتراكي...هناك جبهات متعددة للتجميع والوحدة، ضمنها وحدة الصف الديمقراطي والتقدمي والوطني الذي يجمع كل القوى التي تناضل من أجل الديمقراطية الحقيقية، إذ يصبح الشعب مصدرا لكل السلطات، وهذا الاختيار وافقنا عليه منذ 1989 في إطار لجنتنا المركزية، ثم هناك تقوية اليسار في إطار التحالف المفتوح على كل من يريد الانضمام إليه وفق مبادئه وأهدافه العامة، شرط موافقة أحزاب التحالف على ذلك، والقبول بهذه المبادئ والأهداف. أجرى الحوار: يوسف الساكت

بنعمرو: لا أخجل من صفة المرشح الوحيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب غير مقتنع بتقرير إسباني في قضية العسلي

شبهات حول وفاة أم لخمسة أطفال بتاونات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات