اختطاف الأطفال … مسلسل بلا نهاية

ضحايا تصفية حسابات وهتك عرض وطلب فدية والزوهريون أكثر عرضة للقتل عادت ظاهرة اختطاف الأطفال، لتثير الخوف في المجتمع، خصوصا مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، متسببة في حالة من الخوف لدى المواطنين واستنفارا أمنيا لفك لغزها وإعادة الأمور إلى نصابها. تتباين أهداف اختطاف الأطفال، إذ قد يكون نتيجة تصفية حسابات بين جهات ووالد الضحية، خصوصا في عالم المخدرات والدعارة، فيتحول الطفل إلى حطب هذا النزاع وقد يكلفه حياته.كما يكون الهدف استغلالهم جنسيا، وقد يزداد الأمر تعقيدا، عندما يقتل المتهم ضحيته لطمس معالم جريمته. كما تراهن عصابات متخصصة على اختطاف الأطفال للحصول على أموال طائلة، خصوصا إذا كانوا ينتمون إلى أسر ثرية، إذ يعزفون على وتر التهديد بقتلهم من أجل الرفع من قيمة الفدية، ومنع ذويه من الاستنجاد بالدرك أو الشرطة. إلا أن بعض الضحايا يبتسم الحظ لهم، ويفرج عنهم في الحال من قبل مختطفيهم، كما الأمر لطفلة بمكناس، اختطفت من قبل عصابة، أفرجت عنها في الحين، بعد أن تبين أن أسرتها فقيرة. من أكبر ضحايا الاختطاف، "الأطفال الزوهريون"، إذ تخصصت عصابة الكنوز في اصطيادهم ونصب كمائن لهم من أجل استغلالهم في طقوس الشعوذة لاستخراج الكنوز، للأسف أغلب المختطفين، يقدمون قرابين لـ"الجن" حسب اعتقاد أفراد العصابة لتمكينهم من الكنز فيتخلصون من جثثهم في مغارات ومقابر مهجورة. وحسب مختصين في القانون الجنائي، ما زال القضاء المغربي يتعامل بنوع من المد والجزر في مثل هذه القضايا، في مناسبة يصدر أحكاما مشددة، وفي قضايا أخرى يكون نصيب المتهم حكما مخففا، خصوصا في قضايا هتك العرض والاغتصاب، الأمر الذي دفع فعاليات تعنى بحماية الطفل إلى المطالبة بأحكام مشددة في جميع القضايا التي تمس الطفل دون تمييز بينها. مصطفى لطفي اختفاء رضيعة ساعات بعد ولادتها إبلاغ الأمن عجل باعتقال قاصر غرر بها زوجها لم تكن إحدى الأمهات بالبيضاء تدري أن فرحتها بنجاح عملية وضعها لطفلة في ظروف جيدة، لن تكتمل، وأن ولادتها بمستشفى الهاروشي بالبيضاء، ستكون فرصة للمتربصين بالأطفال ومناسبة لاختطاف رضيعتها ساعات فقط بعد ولادتها. تمت عملية الاختطاف من قبل قاصر تدعى مريم، التي بعد زواجها بالفاتحة بقريب والدتها بالتبني حملت إلا أن فقدانها لمولودها جعلها تصاب بأزمة نفسية وهو ما اضطرها إلى البحث عن حل آخر لإسعاد زوجها بأي طريقة، لتقرر تنفيذ مخطط اختطاف رضيعة من مستشفى الهاروشي للأطفال بمباركة من زوجها الراشد ومساعدة منه، قبل أن تجد نفسها رفقته تحت المساءلة الجنائية. واستغلت القاصر ذهاب الأم إلى المرحاض، لتنفيذ عملية السرقة بطريقة احترافية ومغادرة المستشفى إلى وجهة مجهولة. لازمت المختطفة أسرة الأم الحامل ساعة دخولها إلى غرفة الولادة وخلال نجاح عملية الوضع وإدخال النفساء إلى القاعة المخصصة للواضعات الجدد، ظلت مرابضة بها قبل أن تلجأ إلى مداعبة الرضيعة أمام عيني والدتها، إلى أن استغلت فترة خروجها لقضاء حاجتها وقامت بسرقتها. وباشرت مصالح أمن البيضاء تحرياتها لتفكيك خيوط القضية، بعد توصلها بإشعار من المستشفى يفيد سرقة رضيعة بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي ساعات بعد وضعها، إذ استنفرت عناصرها لتحل بمسرح الحادث، واستمعت إلى روايات أسرة الرضيعة المختطفة والعاملين بالمستشفى، قبل أن تقرر فتح تحقيق معمق في الواقعة للتوصل إلى هوية المتهمين في أقرب وقت ممكن. وللوصول إلى هوية المتورطة، اعتمدت الشرطة القضائية في تحرياتها على أبحاث تقنية وعلمية ميدانية، خاصة المتعلقة باستغلال التسجيلات المخزنة بكاميرات المراقبة المثبتة بالمستشفى. ورغم المجهودات الأمنية التي بذلت لكشف لغز اختطاف رضيعة من مستشفى الهاروشي للأطفال بالبيضاء، إلا أنه كان لمرضعة الطفلة المختطفة، دور مفصلي في إنهاء كابوس الاختطاف الذي شكل قضية رأي عام بالمغرب، وأعاد إلى الأذهان حكاية سرقة الرضيعة خديجة من المستشفى نفسه خلال 2017. وفي تفاصيل واقعة ما بعد اختطاف الرضيعة، كشفت صديقة المتهمة، التي طلبت عدم ذكر اسمها، أنها في حدود الساعة السابعة والنصف مساء أربعاء يونيو الماضي، شاهدت الموقوفة من شرفة البيت وهي تترجل من سيارة بيضاء متثاقلة الخطوات وتحمل الرضيعة، بينما كان يساعدها زوجها في المشي، مضيفة أن المشهد كان يوحي أن المتهمة فعلا عائدة للتو من عملية ولادة. وأضافت المتحدثة نفسها، «أتقنت مريم تجسيد دور المرأة النفساء بمساعدة من زوجها الذي كان يسايرها في الإيقاع نفسه، إذ قلت في نفسي بأن مريم وضعت مولودا، وبقيت أتتبعها بعيني إلى أن دخلت بيت والدتها التي ربتها». وبعد دخول مريم رفقة زوجها والرضيعة المختطفة، مرت الأمور بشكل عاد، في الوقت الذي اهتز فيه الرأي العام بالمغرب على وقع خبر الاختطاف الذي تداولته الصحافة المكتوبة والقنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي والجرائد الإلكترونية. ونجحت المتهمة في تنفيذ خطتها بسرقة الرضيعة من وسط المستشفى ساعات بعد ولادتها دون أن ينكشف أمرها، في ظل عدم وجود صورة واضحة تكشف ملامح وجهها رغم تداول فيديوهات تم تفريغها من تسجيلات كاميرا المراقبة المثبتة بالمستشفى، الأمر الذي جعلها تظن أن دخولها البيت سيجعلها في مأمن من السقوط في أيدي الشرطة. وانطلت كذبة الإنجاب على والدة مريم بالتبني، إذ أوهمتها أنها عائدة للتو من المستشفى إثر وضعها لمولودة في حمل مزيف أوهمت به المتهمة أمها والجيران. وبعد أن مرت ساعات على الاختطاف تفاجأت المتهمة ببكاء الرضيعة نظرا لحاجتها للرضاعة الطبيعية، الأمر الذي جعل "والدة" مريم تخرج عند الفجر وتطرق باب جارتها عتيقة من أجل مساعدتها في إرضاع «حفيدتها» المولودة بعد ساعات. استأذنت الجارة زوجها للذهاب رفقة «والدة» مريم لإرضاع المولودة، وهو ما استجاب له دون تردد، وعند دخول الجارة إلى البيت وجدت المتهمة مرتبكة، وهي تحضن الرضيعة التي كانت تبكي بشدة من الجوع. وكشفت الجارة أن والدة مريم أخبرتها أن المولودة لم تكمل شهرها التاسع، وهو ما جعلها ترد عليها أن هناك خطأ ما في الحساب لأن الرضيعة تظهر بملامح تؤكد إكمالها شهرها التاسع، قبل أن تتشبث مريم بأن ابنتها هي فعلا خديج، وأخرجت ثديها في محاولة لإرضاع المولودة المختطفة لكن دون جدوى، وهو ما جعل الجارة تتسلمها من يديها وتقوم بإرضاعها، إلى أن شبعت وتوقفت عن البكاء ولفتها وسط غطاء إلى أن هدأت. وبينما كانت الجارة عتيقة تقضي يومها عند قريبتها بالحي الحسني، انتشر خبر إنجاب مريم لطفلة، وهو ما عززه إخبار والدتها بالتبني للجيران أن الرضيعة لم تتوقف عن البكاء لولا مساعدة جارتها. صدق الجيران حكاية وضع الفتاة القاصر لمولودة أنثى كما صدقته والدتها، وهو ما جعل نساء الحي يتوافدن لتقديم التهاني، قبل أن يتفاجأ السكان بخبر تورط مريم في اختطاف رضيعة من مستشفى الهاروشي، وهو ما عززته الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. عادت الجارة في مساء اليوم نفسه لتفاجأ بتجمع كثيف للجيران قرب بيت أسرة مريم، قبل أن تخبرها إحدى النساء أن المولودة التي قامت بإرضاعها ليست ابنة مريم وإنما هي مختطفة. صدمت الجارة من الخبر المفزع ودخلت إلى بيت جارتها وهي تصرخ «أناري أختي مينة بنتك شافرة الدرية وجبتوني نرضعها باغين تصيفطوني للحبس راني غادية نعلم البوليس". أجابتها أم المختطفة أنها بدورها لم تكن تعلم بموضوع الاختطاف وأنها ستتجه لإشعار الأمن بالواقعة، وتأكدت الجارة من خبر الاختطاف، بعدما اطلعت في الهاتف المحمول على الحقيبة التي سبق أن رأتها وهي ترضع المولودة، لتقرر دون تردد التوجه رفقة زوجها وإحدى جاراتها نحو الدائرة الأمنية بالرحمة للإبلاغ بواقعة الاختطاف. واستنفر أمن الرحمة قواته وحل بسرعة بمنزل أسرة مريم ليتم اعتقالها، بعد أن وجد الجيران محاصرين البيت لمنعها من الفرار، وتلقت عتيقة بعد عملها البطولي المتمثل في مساعدة الأمن على الوصول إلى مختطفة الرضيعة، إشادة واسعة من قبل الجيران الذين حيوا مبادرتها الشجاعة. محمد بها مواضيع الملف: https://assabah.ma/331821.html https://assabah.ma/331817.html https://assabah.ma/331814.html https://assabah.ma/331828.html https://assabah.ma/331830.html https://assabah.ma/331811.html

اختطاف الأطفال … مسلسل بلا نهاية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصوفي: عقوبات مخففة

صيد غير ثمين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات