تتويج ديوان “أذى كالحب” انتصار لقيم الشعر

الشاعر حسن نجمي قال إن المملكة تعيش حراكا أدبيا وثقافيا وفكريا نشيطا قال الكاتب والشاعر المغربي حسن نجمي إنه يعثر على نفسه عندما يكتب نصا يشبهه، مشيرا إلى أنه يتعذب كثيرا لكي يكتب نصا أدبيا يقتنع به ويمتلئ به. وأوضح نجمي، في حوار أجرته معه "الصباح"، على هامش توقيعه لإصداريه الجديدين ديوان "أذى كالحب" ورواية"جير ترود"، بدار الثقافة الفقيه محمد المنوني بمكناس، أخيرا، أن الكتابة الأدبية في المغرب أصبحت اليوم تتجاوز نفسها باستمرار وتتخطى منجزها بشكل مسترسل، مضيفا أن النص المشرقي لم يعد المرجع الوحيد للأدباء المغاربة، بعدما أصبح الكاتب والشاعر في المغرب منفتحين على الجغرافيات الأدبية والشعرية في العالم، من خلال ظهور جيل جديد من الكتاب ومن الأدباء، الذين يجيدون اللغات ويفتحون النوافذ والشرفات والآفاق على ما يكتبه وينشره الآخرون في العالم، على حد تعبيره. وفي ما يلي نص الحوار: بداية، لماذا اخترت مكناس من بين المدن التي احتضنت توقيع إصداريك الجديدين؟أنا لم أختر العاصمة الإسماعيلية، بل استجبت لدعوة كريمة من إخوتي وأصدقائي في اتحاد كتاب المغرب فرع مكناس ومعهم المديرية الجهوية للثقافة، في لقاء مشترك دعي إليه عدد من أبرز النقاد المغاربة لتقديم رواية «جير ترود» وديوان «أذى كالحب»، العملين الأدبيين الصادرين سنة 2011. والواقع فإن هذه المناسبة مكنتني من اللقاء مع جمهور المثقفين والمبدعين بالمدينة، كما سنحت لي فرصة الإنصات إلى مداخلات عميقة مقتدرة لفتت انتباهي إلى عناصر ربما لم أنتبه إليها وأنا أكتب هذين العملين، وأثرت بالتالي نظرتي لما كتبته ونشرته شعرا وسردا. وأيضا يمكنني القول إن مثل هذه المداخلات الرصينة بعمق نقدي وأسس نظرية قوية ومتماسكة لا يمكنها إلا أن تطورني من الداخل وأن تعلمني عناصر جديدة في مساري الأدبي والإبداعي. كانت هناك قراءات نابعة من مرجعيات نظرية وجمالية مختلفة واقتراب من العمل الشعري ومن العمل الروائي بنوع من الاحتضان والقراءة العاشقة والتضامن مع رهانات النصين الشعري والروائي، الجمالية منها والفكرية والأدبية والأخلاقية. بين الكتابة الروائية والنظم الشعري، ترى أين يجد الأديب حسن نجمي ضالته؟أعثر على نفسي عندما أكتب، سواء تعلق الأمر بكتابة الشعر أو السرد، المهم أن أكتب شيئا جميلا ونصا يشبهني، علما أنني لا أكتب بطريقة سهلة، بل أتعذب كثيرا لكي أكتب نصا أدبيا اقتنع به وامتلئ به. فأن تكتب نصا يشبهك معناه ينبغي أن تحفر في ذاتك وتستند إلى ذاكرتك وتسترشد بخبراتك التي راكمتها في حياتك اليومية وفي علائقك مع اللغة ومع الذات ومع الآخرين، لأن الكتابة الأدبية في المغرب أصبحت اليوم تتجاوز نفسها باستمرار وتتخطى منجزها بشكل مسترسل. لم يعد النص الأدبي شعرا ونثرا في المغرب بالصلة التقليدية القديمة نفسها مع النص الأدبي في المشرق العربي. كما أن النص المشرقي لم يعد مرجعنا الوحيد، إذ أصبح الكاتب والشاعر في المغرب منفتحين على الجغرافيات الأدبية والشعرية في العالم، من خلال ظهور جيل جديد من الكتاب ومن الأدباء، الذين يجيدون اللغات ويفتحون النوافذ والشرفات والآفاق على ما يكتبه وينشره الآخرون في العالم. وهذا كله طور الأدب المغربي وفتح له آفاقا جديدة. وفي هذا الأفق وبهذا المعنى أحاول أن أكتب وأتعلم باستمرار من الذين سبقوني في المتن الأدبي المغربي، حيث أنصت إليهم وأستمع إلى خبراتهم الجمالية والإبداعية وأسهم، على قدر ما أستطيع في هذا التراكم، في هذا البناء المعماري الأدبي المغربي الثري والعميق والجوهري.ما هو شعورك بعد تتويج ديوانك «أذى كالحب» بجائزة المغرب للكتاب في مجال الشعر؟سعادتي تكاد لا توصف بهذه الجائزة التي توجت مسارا شعريا يكاد يصل إلى عشرة دواوين شعرية، نشر منها تسعة في انتظار صدور عمل جديد خلال السنة الجارية هذا التتويج الذي أعتبره انتصارا للشعر ولقيمه المضيئة والشفيفة. فجائزة الشعر التي حظيت بها، برسم سنة 2011، كانت التفاتة كريمة من الوسط الأدبي والنقدي المغربي إلى منجز شعري، فيه بحث متواصل عن الذات وعن آفاق جديدة لتطوير تجربتي الشعرية المتواضعة، التي أعتز بها، وفيه أيضا تأكيد على هذه الخبرة الجمالية في القصيدة، كما يعكسها ديوان "أذى كالحب". هذه الجائزة التي أهديها لأسرتي الصغيرة ولأصدقائي الذين يتضامنون مع كتابتي الشعرية وينخرطون في محبتها، كما أهديها إلى كل شاعرات وشعراء المغرب وإلى كل الذين يحبون الشعر ويقرؤونه وينخرطون في قيمه الجميلة.ما رأيك في الحركة الثقافية والأدبية في المغرب الراهن؟نعيش حراكا أدبيا وثقافيا وفكريا نشيطا، نتيجة تفاعل إيجابي مع الأسئلة التي طرحتها انتفاضة الشارع العربي، خصوصا في تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن. ويحق لنا أن نعتز بأن المغرب الراهن استطاع أن يلتقط الإشارات التي بعث بها الربيع العربي، وأن يجيب عنها بهدوء وبعقلانية وباستجابة لانتظارات ولتوقعات ولاستغاثات، ولكن ضمن مسارنا الثقافي والفكري والسياسي والتاريخي. علينا أن ننجز ثورتنا في المغرب من داخل تجربتنا وحاجياتنا وعقلانياتنا المحلية، بل ومن داخل تراثنا النضالي والثوري التقدمي، الذي أصبح رأسمال علينا أن نفتخر به. لا يمكن أن نأتي بنماذج من خارج السياق ومن خارج تجربتنا وتاريخنا وحضارتنا لكي نصنع مستقبلنا، فالمغاربة عبروا بالفعل عن سعة أفقهم وعن إرادتهم القوية في صناعة المستقبل دونما خسائر مادية أو روحية، ودونما دماء. صحيح أنه ما زال أمامنا الكثير لإنجاز الإصلاحات الكبرى والأوراش المركزية الأساسية في الحقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وهذا لا يتنافى مطلقا مع ما أنجزناه، كما أنه لا يتعارض مع ما ننتظره جميعا. المهم هناك حراك فكري ثقافي أنجز الحد الأدنى المطلوب، وعليه أن يظل دائما رافع الصوت وقوي الإرادة متشائما فكريا ومتفائلا على مستوى الإرادة، وهذا هو الأساسي. أجرى الحوار :خليل المنوني (مكناس)

تتويج ديوان “أذى كالحب” انتصار لقيم الشعر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مسار: محمد البوكيلي... رائد الخط العربي

التغيير الثقافي‏...‏ التحدي الأكبر لثورة مصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات