مسار: محمد البوكيلي… رائد الخط العربي

يزخر مسار الفنان التشكيلي محمد البوكيلي، ابن فاس ذو الأصول التاوناتية، بالعديد من المعارض الفردية والجماعية، داخل الوطن وخارجه، نال إثرها جوائز والتفاتات تكريم في عدة مناسبات ثقافية، آخرها إطلاق اسمه على المهرجان الدولي العاشر للفنون التشكيلية بفاس، المرتقب تنظيمه بين6 و26 أبريل الجاري. إدارة المهرجان الذي ظهر إلى الوجود في 2003، استدعت أدباء وفنانين وأصدقاء الدرب الفني للبوكيلي، لتقديم شهادات في حقه خلال حفل تكريمه، واستحضار صفحات لامعة من مساره الفني منذ انطلاقته الأولى في بداية ستينات القرن الماضي، قبل التنقل بين مختلف المدن والدول العربية، مساهما ومؤطرا وعارضا. عدة التفاتات من هذا القبيل، حظي بها هذا الفنان البالغ من العمر 62 سنة، بينها تلك لجريدة “صدى تاونات” قبل 4 سنوات، بمناسبة ذكرى صدورها الرابعة عشرة، إذ احتفي به وبالفنان محمد الجم ومحمد الحسين السلاوي وقاسم الكنوني، في منتجع بوعادل السياحي، في التفاتة لم تنمح من مخيلته إلى الآن.مثل هذه الالتفاتة، اعتراف بالمسار الإبداعي الحافل للفنان محمد البوكيلي، طيلة 41 سنة، بعد أن برع في مجال الخط العربي وإنجاز لوحات متميزة زخرت بها معارض شخصية وجماعية مختلفة. كل ذلك جعله وغيره، من أمهر النحاتين والحروفيين ومن رواد الحركة “الحروفية” العربية، المرتكزة على الخط العربي. ولعل من أهم المشاركات المنحوتة بمداد الفخر في تجربته الفنية، مشاركته المتميزة ممثلا للمغرب عارضا بعض أعماله، في دورة سنة 2010 لمهرجان الواسطي الدولي للفنون التشكيلية ببغداد الذي ظهر إلى الوجود في 1972 إحياء لذكرى الرسام العربي المسلم عبد الرحمان الواسطي الذي عاش في القرن 13. تلك المناسبة شكلت فرصة لهذا الفنان، للتعريف بالحركة التشكيلية المغربية، والاطلاع على المدارس التشكيلية العالمية والعربية، قبل أن يبادر بنفسه، بدعوة مجموعة من فناني العراق، للمشاركة في معرض جماعي احتضنه رواق مؤسسة البوكيلي التي يديرها، بمدينة سيدي الطيبي حيث يستقر. وعرف ابن تاونات، بمساهماته الغزيرة في إبراز جمالية الخط العربي الذي احتل مكانة مرموقة ومميزة في الحضارة والفنون الإسلامية، خاصة أنه وظف في مختلف لوحاته الفنية، التراث الديني والحضاري والعربي، بشكل شد انتباه المتلقي والمهتمين بالمجال مغاربة كانوا أو أجانب، ممن أثنوا على تجربته الرائدة. هو ناشر مرموق أنشأ مطبعة بالقنيطرة وحول إسطبل أكباش إلى متحف فني، عربون حبه للفن والإبداع الذي يشكل “أوكسجين” يتنفس منه في حياته اليومية، رغم كل المثبطات وأزمة المقروئية والاهتمام بمثل مبادراته، التي لم تمنعه من مواصلة المجازفة ولغة التحدي للواقع وكل ما من شأنه أن يعرقل مساره الفني.هو فنان متعدد المهارات لا يتوانى في تخصيص كل وقته للإبداع، حتى في منزله الذي يصفه الإعلامي أحمد إفزارن ب”تحفة فنية”، صمم ورسم ووقف على إنجاز ما به من تحف، بنفسه، و”يعرف أي نوع من الحديد يحتاج، وأي حجارة يريد، وأي جبص ورمل، يفضل، في ربط بين مهارات لا يملكها إلا العبقري”. حميد الأبيض (فاس)

مسار: محمد البوكيلي… رائد الخط العربي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة تحلل المحتوى الرقمي العربي

تتويج ديوان "أذى كالحب" انتصار لقيم الشعر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات