الأحداث السياسية أضرت بالسياحة المغربية

شهيد رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بزاكورة قال إن المغرب لا يمكن أن يشكل استثناء على الصعيد العالمي اعتبر أحمد شهيد، رئيس المجلس الاقليمي للسياحة بزاكورة، أن القطاع السياحي في المغرب يمر بمرحلة صعبة، نتيجة للظروف العالمية والاقليمية. وأكد شهيد، في حوار أجرته معه "الصباح" إثر مشاركته في فعاليات المنتدى الدولي للسياحة المستدامة والتنمية المحلية بزاكورة، أن تبني مقاربة سياحية تأخذ بعين الاعتبار الجانبين البيئي والاجتماعي هي الحل الأمثل لإقامة سياسة سياحية مندمجة، معتبرا أن الأرقام الرسمية للوافدين لا تجسد حقيقة الوضع السياحي المتأزم في المغرب. المهنيون في القطاع السياحي يتحدثون عن أزمة يعرفها القطاع. إلى أي حد ترى الوضع سيئا؟وضعية السياحة في المنطقة لا يمكن فصلها عن الوضعية على الصعيدين الوطني والدولي. فالأزمة الاقتصادية العالمية تنعكس بشكل مباشر على القطاع السياحي في كل أنحاء العالم، كما أن المغرب، تأثر السنة الماضية، بشكل مباشر، بتداعيات الربيع العربي، وأيضا بآثار الأزمة الاقتصادية التي ضربت مواطني أهم أسواقه السياحية. إذ تراجع عدد السياح الذين زاروا المغرب بشكل ملحوظ السنة الماضية، لتصل نسبة ملء الوحدات الفندقية والسياحية في مدينة زاكورة مثلا إلى 12 في المائة، وهي نسبة ضئيلة، ليس فقط مقارنة مع ما تحققه مدن أخرى، ولكن أيضا مقارنة مع سنة 2010، إذ كانت نسبة ملء الغرف في حدود 14 في المائة. هذه الأرقام، وإن كانت تعكس وضعية السياحة، إلا انها ليست دقيقة، ذلك أن السياحة غير المنظمة تنتشر بشكل كبير في هذه المناطق الصحراوية، والسياحة الاستكشافية والثقافية وسياحة القوافل وغيرها لم تصل في المغرب إلى درجة عالية من التنظيم تسمح بإدراجها بشكل دقيق في المعطيات الرسمية. يمكن القول إن حوالي ثلث السياح في المنطقــة لا يتم إحصــاؤهــم. هناك نقطــة أخرى تتمثل فــي أن عدد ليالي المبيت في الصحاري يكــون أكثــر من المــدن، حيث يقضي السياح ليلتين أو ثلاثا في أحد الفنــادق المصنفـة في المدينــة، ثم يتوجهــون لقضاء أسبــوع أو أكثر في الصحراء، في خيام في الهواء الطلق. هل هذا النوع من السياحة غير المنظمة هو ما يفسر التباين بين عدد ليالي المبيت في الفنادق المصنفة، الذي ينخفض يوما بعد يوم، والعدد المرتفع للوافدين بالمطارات ونقط العبور الحدودية؟هنــاك أمــر يجب التـأكيــد عليه، وهــو عدم مواكبة المغرب بعــد لهــذه "العقلية السياحية" الجديدة التي تـفرض نفسها يوما بعد يوم. صحيح هناك برامج وزارية تهتم بالسياحة البيئية، وبإدماج السياحة القروية بالمنظومة السياحية العامة. إلا أنها ما زالت حبرا على ورق، وطريقة تطبيقها يشوبها بعض الخلل. في السابق، كان هناك قسم للسياحة القروية مسؤول عن القطاع، إلا أنه في السنة الماضية، أصبحت شركة التنمية السياحية هي المسؤولة عنه. عدم دقة الاحصائيات السياحية مشكل وطني، بسبب لجوء الكثير من السياح إلى دور إيواء مختلفة، من رياضات إلى منازل تقليدية وقصور وغيرها. هناك أيضا مشكل آخر يتمثل في التفاوت الضريبي بين الفنادق المصنفة ودور الضيافة، ففي الوقت الذي تبلغ فيه الضريبة الجماعية حوالي 8 في المائة للإقامة في فندق من أربعة نجوم مثلا، لا تتعدى هذه الضريبة 20 درهما في دور الضيافة. أريد أيضا أن أشير إلى نقطة أخرى، تتعلق بإحصائيات عدد السياح الوافدين، التي تظل محل تساؤل. فلغة أرقام المطارات أيضا لا تعطي معطيات حقيقية. المغرب لا يمكن أن يشكل استثناء على الصعيد الدولي، والأرقام في جميع الدول في انخفاض، وأرقام السياح الوافدين على المغرب في ارتفاع، ليصل إلى الهدف المتمثل في يبلوغ 10 ملايين سائح في 2010، وما زال الطموح تصاعديا للوصول إلى 20 مليون سائح في 2020. هذا أمر مستحيل. فالمعطيات السياحية ليست مرتبطة بنا فقط. فبعد هجوم أركانة، وتداعيات الربيع العربي، كان هناك تراجع في عدد السياح. هذه تغيرات عالمية، وعند وضع أي خطة أو هدف، يجب أخذ الأحداث غير المتوقعة بعين الاعتبار، والبحث عن السائح الذي لا يتأثر بهذه المتغيرات. عندما نتحدث عن الديمومة السياحية، هنا تتدخل أيضا الطبيعة النضالية، أي سيــاح من نوع خاص لا يتأثرون كثيرا بكل الضجة الاعلامية المثارة. هم عادة مناضلون مناهضون للعولمــة أو مهتمون بالبيئة. فالخطر في فرنسا مثلا، يتمثل فــي أن الحملة الانتخابية الاعلامية مبنية كلها على شعــار "ابقــوا في بلــدكم". هذا يعني أننا إذا ضربنا في الســوق الفرنسي، الذي يمثل السـوق الأول لنا، فــلا يمكن مثلا إعطــاء إحصــائيات تتحدث عــن تقـدم أحرزناه في القطــاع السياحي، لأن الأمر ليس بأيدينا. الــوضعيـة سيـئـة جــداالوضعية سيئة جدا، وهناك الكثير من المهنيين الذين يصارعون شبح الإغلاق الذي يهدد الكثير من الوحدات السياحية، هذا في الوقت الذي يواجه آخرون مشاكل قضائية وقانونية. المشكل يعود أيضا إلى المقاربة الاستثمارية، إذ أن مافيات استثمارية أقامت مشاريع لم تحسن استثمارها وأخذت تبيعها بأمنة منخفضة، لنصل إلى ما نحن عليه الآن، إذ نؤدي ثمن سياحة غير موجهة ولا مضبوطة. هذه المناطق مثلا تحتاج إلى مقاربة سياحية تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية البيئية والثقافية والمحلية، بعيدا عن النظرة الرأسمالية التي تطبع القطاع، وتؤدي إلى نتائج كارثية على السكان. أجرت الحوار: صفاء النوينوموفدة الصباح (إلى زاكورة)

الأحداث السياسية أضرت بالسياحة المغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منتدى دولي للسياحة المستدامة والتنمية بزاكورة

مهنيو السياحة بمراكش يدعون إلى محاربة السوق السوداء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

منتدى دولي للسياحة المستدامة والتنمية بزاكورة