أبو حفص: لا رابط بين سجني ومراجعتي الفكرية

شيوخ السلفية... مراجعة أفكار أم معتقدات؟ 4 أعلن شيوخ السلفية، من داخل السجون، عن مراجعة أفكارهم، ليتم إطلاق سراحهم، بعدما أبانوا عن تغير في سلوكاتهم، ولو بدرجات متفاوتة، فهناك من انقلب على الفكر السلفي وأصبح من أشد المتصدين له، مثل عبد الوهاب رفيقي، الملقب، في فترة الدعوة، بأبي حفص، والذي يتصدى لكل الأفكار التي يروجها التيار السلفي بالمغرب. بالمقابل، ما يزال أغلب شيوخ السلفية، رغم إعلانهم المراجعة، متشبثين بالفكر السلفي ويعتبرونه منهاجا للحياة لا يمكن التخلي عنه ويتعين على المجتمع أن يعتنقه، لكن ما تغير لدى هــذا الصنف من شيوخ السلفية هو منهجية الدعوة وعــلاقتهم بالنظــام، إذ قلـت حــدة الانتقــادات. ومن أجــل تسليط الضوء أكثر على هذه التجربة تستضيف "الصباح" في حلقات نمــوذجين من شيــوخ السلفيــة، أحــدهما عبــد الكــريم الشـادلي، الـذي راجع أفكاره وطـريقة التعبير عــن مواقفه من الدولــة ومؤسساتهــا، لكنــه يظــل متشبثا بالفكر السلفي، والثاني عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص)، الذي انقلب بشكل جذري على التيار السلفي. أبو حفص: غيرت عددا من أفكاري قبل دخولي السجن وهو أمر له علاقة بذهنيتي كيف جاءت فكرة مراجعة الأفكار التي كنت تحملها وتدافع عنها والتي كانت ربما سببا في دخولك إلى السجن؟ أفضل دائما الفصل بين مسار المراجعة الفكرية التي قمت بها والتي أخوضها حتى الآن وبين ما يتعلق بالسجن، الذي له ملابساته وظروفه الخاصة، وما زلت حتى اليوم متشبثا بمظلوميتي في ذلك الملف، ولذلك لم أقض المدة التي حكمت بها والسبب الأول في استفادتي من العفو الملكي هو الظلم الذي اتسم به الملف وعدم خضوعه لمنطق العدالة سواء في الاتهامات التي وجهت في المحاكمة أو في كل مجريات القضية، وليس هناك أي رابط بين هذا الموضوع والمراجعات. صحيح أن السجن يوفر لك أجواء مساعدة على المراجعات، من خلال البعد عن التأثير والخلوة بالنفس، كما أن الإكراهات التي تعيشها في السجن، تساعد بدورها على المراجعة. ما هي الدوافع الحقيقية للمراجعة الفكرية؟ المسار الذي أخذته مرتبط، بشكل خاص، بذهنيتي التي تعمل وتشتغل منذ القديم بهذا الأمر، إذ غيرت بعضا من أفكاري حتى قبل دخولي إلى السجن، فقد كنت ممن دعا إلى المشاركة في الانتخابات، خلال 2002، رغم أني كنت في بيئة سلفية تعتبر المشاركة في الانتخابات ومنطقها عملا طاغوتيا محاربا لله ورسوله، ومع ذلك آمنت وقتها، بعد اطلاع وقتها على عدد من الكتابات في الموضوع، وخلصت إلى أنه على الناس أن تشارك في هذه الانتخابات، وكنت وقتها دعوت إلى مساندة حزب العدالة والتنمية خلال 2002، ما يعني أن مسار المراجعات، بالنسبة إلي، متعلق بذهنيتي التي كانت مستعدة لمثل هذا الأمر. وطبعا كان ذلك بالاعتماد على أهم سلاح، كان سببا في كل ما عرفته من تغيرات فكرية طيلة حياتي، يتمثل في المعرفة والمطالعة. لقد نشأت محبا للقراءة وشديد التعلق بالكتاب وكثرة المطالعة والقراءة، ما ساعدني على أن أتفاعل مع الأفكار التي أصادفها كل يوم، وهذا ما حدث، أيضا، داخل السجن. ما هي المنطلقات التي اعتمدت عليها في المراجعة؟ لم تكن المراجعة يوما فكرة نشأت في لحظة معينة قررت خلالها المراجعة، بل إنها عملية تفاعلية مع الأفكار الجديدة التي كنت أطلع عليها، لأنني قضيت تسع سنوات في السجن، سبع منها في زنزانة انفرادية، حيث لم يكن لدي منشغل ولا نشاط فيها إلا القراءة والمطالعة، ما فتح لي آفاقا واسعة في المعرفة، ما دفعني إلى تغيير كثير من الأفكار التي لم أكن في الأصل مقتنعا به، بل ورثتها عن جيل سبقني وعن البيئة والمحيط والأسرة التي عشت فيها. وأعتبر أن ما قمت به من مراجعة ليس انتقالا فوريا وفجائيا بين قناعتين، بل هو انتقال من مرحلة الإيمان بالموروثات التي ورثتها عن غيري إلى المرحلة الجديدة التي أعيشها حتى الآن، والمتمثلة في تأسيس قناعات خاصة بي المبنية على قراءتي ونظرتي وعلى تصوراتي الخاصة بالاستناد، بطبيعة الحال، على المعرفة. كانت بداية المراجعة بالنسبة إلي أساسها القراءة والمطالعة وتطورت إلى المواقف والتصورات والقناعات التي أحملها الآن. عبد الواحد كنفاوي

أبو حفص: لا رابط بين سجني ومراجعتي الفكرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشرايبي يخوض مغامرة "لي تروا إم"

المجلس الأعلى للحسابات يكشف عورات المراكز الاستشفائية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات