معاذ…الطفل الموهبة

عمره 12 سنة ويعرض لوحات تنافس فنانين تشكيليين كبارا الموهبة ليست علما تطلبه في المدارس، ولا لغزا تبحث عن حلوله في الكتب، إنما هبة تولد معك، وتضعك أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تنميها وتطورها وتصقلها وإما أن تضعها في رفوف الإهمال وتقبرها لتضيع منك إلى الأبد. هذه خلاصة شهادة الطفل الموهبة معاذ المزواري (12 سنة)، وهو يتحدث عن موهبته الكبيرة في الرسم. يتقدم بخطى ثابتة نحو ضيوفه، يقودهم إلى لوحاته. وحين تتوقع أن تكون مجرد خربشات طفل مولع بالرسم، وتظن أنك ستقف لا محالة أمام رسومات غير مفهومة، كما هو حال رسومات أغلب الأطفال، لكن كل توقعاتك تخور وتتلاشى، لتستبد بك المفاجأة. دون وعي تقذف في وجهه البريء سؤال :"هذه لوحاتك؟". "نعم، هذه وهذه وتلك هناك، كلها تحمل توقيعي". يقف الزوار مشدوهين أمام لوحات الطفل. يشرح لبعضهم تفاصيلها، ظلالها، تقاسيم وجوه شخصياتها، مسارات مياه جداولها، عنفوان طبيعتها، وحرية خيولها، و..و..و..يتحدث عنها بحب. يرتب كلماته بعناية فائقة، كما لو كان بصدد رسم لوحة، فيعطيها لون الأمل هنا، ولون التفاؤل هناك. يرفع منسوب لون التحدي عند الحديث عن المستقبل، ويخفض منسوب لون المفاخرة إلى أدنى نسبة، حين تنهال عليه عبارات الإعجاب، قبل أن يقول بتواضع شديد "أنا أتعلم"، رغم أن الطفل/ الموهبة يدرك أن لوحاته أبهرت زوار المعرض الذي ينظمه مركز التكوين الثقافي والفني بالدار البيضاء، وأنه ليس بصدد التعلم كما أكد، بل كسب خبرة في مجال برع فيه منذ أن كان أصغر سنا، وأظهر موهبة أذهلت أسرته أولا، قبل أن تقرر مساعدته لعرض لوحاته على الآخرين الذين أبدوا إعجابا أكبر بها، وشجعوه على إخراجها من الظل إلى النور."تلك كانت قصة أول معرض لي السنة الماضية، حين تلقيت تشجيعا من كل الذين رأوا لوحاتي، فساعدتني والدتي، ليمر معرضي بنجاح، وهذه السنة شجعني أستاذي في مركز التكوين لاكتساب تقنيات جديدة أكسبت موهبتي بريقا آخر" يقول معاذ."معاذ موهبة، وهو استثنائي بكل المعايير" يقول عمر كنوني، فنان تشكيلي، وأستاذ الفنون التشكيلية بمركز التكوين نفسه، قبل أن يضيف "أعجب به فنانون تشكيليون كبار مغاربة وأجانب، وأذهلتهم لوحاته الجميلة". وقال الكنوني إن معاذ "اكتسب تقنيات بسيطة هنا في المدرسة، لكنه جاءنا وهو يملك الأهم، أي الموهبة، كما أنه يحب التعلم وينصت إلى كل النصائح لذلك أتوقع أن يصبح فنانا تشكيليا كبيرا".والدة معاذ أول من آمن بموهبته، لذلك لا تدخر جهدا ليحظى طفلها بالدعم اللازم، "ساعدتني والدتي كثيرا، ومازلت تشجعني وتدعمني"، يقول معاذ وهو يبتسم. أربع ساعات من كل أربعاء وسبت، وقت فراغ يقضيه أغلب أقران معاذ وزملاؤه في مدرسة بدر في اللعب واللهو، فيما يضطر الطفل الموهبة إلى الانتقال من الحي الحسني إلى شارع العنق بحي بوركون، حيث مركز التكوين الثقافي والفني ليكتسب مهارات أخرى، وليصقل موهبته أكثر، خاصة أن الطفل لا يتخذ أيا كان في عالم الفن التشكيلي مثالا أعلى له بل يضع على عرشه فنان كبار مغاربة وأجانب. ضحى زين الدين

معاذ…الطفل الموهبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القمة العربية ببغداد على وقع الانفجارات

"شبح البوعزيزي" بقيسارية الحفاري بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات