عيد الأضحى … “تقويـم” المقـدس

3 أسئلة إلى * علي شعباني < طرأت في الآونة الأخيرة تغييرات على طرق الاحتفال بعيد الأضحى في المجتمع بين محافظ على طقوس الاحتفال و"اللمة العائلية" وبين من يفضل قضاءه وحيدا، ومن تخلى عنه لصالح السفر والعطلة؟ < حقيقة نلاحظ تغيرات كبيرة على طريقة الاحتفال أو النظرة لهذه المناسبات، لوجود العديد من التغيرات طرأت على المجتمع المغربي من حيث المستوى الثقافي والوضع الاجتماعي، الذي أحدث أيضا تغيرات في النظرة للكثير من المناسبات الدينية أو الاجتماعية أو غيرها. هذه التغيرات لها ارتباط بتغير القيم والوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمواطن المغربي. وكل تغير لا بد أن يحمل معه أمورا تمس ما كان سائدا ويتعارف عليه المواطنون. وفي ما يتعلق بعيد الأضحى، أصبحنا نلاحظ ثلاثة مواقف أساسية، يجسدها من مازال يحتفل بالطقوس نفسها والطرق السابقة، سواء في ما يتعلق بالذبيحة أو التجمع العائلي، وما يليها من طقوس تتم خلال صبيحة عيد الأضحى، وهناك فئة ثانية تختار الفنادق أو توكيل القيام بالذبيحة إلى جزار المذابح البلدية، وهناك فئة ثالثة تخلت تماما عن هذا الاحتفال، إما بالسفر داخل أو خارج البلد، وتفضل الاكتفاء بمصاريف العطلة. هذه التغيرات جاءت مصاحبة لتغيرات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من قبيل العمل والأجر والمستوى الثقافي والعائلي إلى جانب معطى التغير الديموغرافي، إذ طغت مظاهر الأسرة النووية، ما جعل الأخيرة تتخلى عن بعض العادات والتقاليد السائدة. من جهة أخرى، هناك أيضا بعض الآباء ينظرون إلى تكاليف مواسم إنفاق أصبحت تأتي متقاربة، فبدأت تحدد الأولويات بنظرة اقتصادية. < ألا ترى أن في هذه التغييرات نوعا من "الجرأة" الدخيلة على المجتمع في علاقته مع "مقدس" العيد؟ < هذا مؤكد، لأنه عندما أصبحنا أمام الفئات الثلاث، اكتشفنا أن المجتمع المغربي اقتحمته قيم جديدة، في الكثير منها اختلاف لنظرة المقدس، لا في ما يتعلق بطريقة الاحتفال وبالمعتقد الديني نفسه، بما في ذلك بعض الشعائر التي أصبحت تناقش في إطار هيآت منظمة بعدما كان المقدس غير قابل للنقاش أصلا. هذه جرأة جديدة، فتحت الباب أمام إمكانية انتقاد المعتقد والشعائر وبعض تفاصيلها والطقوس المصاحبة لتخليدها. من هذا المنطلق اختفت تبريرات اللعنة التي كان يروج أنها تحل بكل من تخلف عن تطبيق المقدس، وأنا أتحدث عن المقدس ليس فقط الشق الديني منه، بل حتى المتعارف عليه بمعنى الأضرحة والتضرع بها والإيمان بقدرتها على تقريب المراد، ما فتح الباب لرفض مثل هذه الأمور أمام الجميع وليس فقط للمثقفين، بل العديد أصبحوا ينظرون إليها من باب النقد والتشكيك والتقويم. < هل الانتقال من العائلة الموسعة إلى العائلة النووية ساهم في إحداث هذه التغيرات أم أن هناك تأثيرا للعطلة فقط؟ < حجم العائلة وتركيبتها وبنيتها ساهم بلا شك، في إحداث هاته التغييرات، ففي السابق كانت النسبة الكبرى من المجتمع المغربي تعيش في القرى، وعليه ساهم الانتقال إلى المدينة في تفكيك الأسرة الموسعة. هذه الحياة المتفرقة، إن صح القول، أصبحت تفرض قوانينها، فلم يعد بإمكان كافة أفراد الأسرة التجمع. وبالتالي، هذه التفرقة جعلت الاحتفالات بهذه المناسبات تقل، ويقل وزنها والنظرة إليها. هذه التفرقة العائلية ساهمت أيضا في إظهار الأسرة النووية، التي أصبحت تفكر بمنطق آخر وتحديد أولويات الاحتفال وتدبر مصالحها حسب حاجاتها. أجرت الحوار: هجر المغلي * أستاذ باحث في علم الاجتماع

عيد الأضحى … “تقويـم” المقـدس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العنصر يساند حصاد

فلاش: «مقريصات» تنظم مهرجانها السنوي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات