دعت إلى الإسراع بإحداث مصالحة وطنية مع المهنيين حذرت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل، من الوضع المتدهور الذي أضحت عليه المنظومة الصحية، والأزمة الخانقة التي تعيشها. وقال رضى شروف، الكاتب العام للجامعة، إن خطاب العرش الأخير لم يعد يترك لأي كان فرصة تأويله، بل كشف بالواضح "الضعف في التدبير ودق أجراس الإنذار حول الاختلالات والتفاوتات الصارخة، التي من المفروض أن يعتبرها كافة المسؤولين رسالة واضحة تحتم التدخل العاجل للنهوض بالقطاع"، حسب قوله. وفي السياق ذاته، هاجم أعضاء الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، وزير الصحة، أنس الدكالي، مؤكدين أنه آن الأوان، "كما جاء في نص الخطاب"، تصحيح الاختلالات التي يعرفها تنفيذ برنامج التغطية الصحية "راميد"، بموازاة مع إعادة النظر بشكل جذري في المنظومة الوطنية الصحية، التي تعرف تفاوتات صارخة وضعفا في التدبير. وفيما لفت الكاتب العام للجامعة الانتباه إلى أن النقابة سبقت أن نبهت إلى الإشكالات والملفات العالقة والقضايا التي تستأثر باهتمام جميع الموظفين بكل فئاتهم بالقطاع، كان العديد منها موضوع مراسلات وجهت إلى الوزير الوصي على المنظومة، آخرها ملف الترشيحات لمناصب المسؤولية مركزيا وبالجهات التي طعنت فيها نقابة "بيجيدي"، كونها "خالفت منطوق وروح الدستور والقوانين واعتمدت الولاءات الحزبية بدل الكفاءة"، شدد شروف على ضرورة الامتثال إلى التوجيهات الملكية، سيما أن "المنظومة الصحية منظومة هشة وضعيفة وتفتقد الإرادة الحقيقية للتغيير والإصلاح ولا تشرك الفاعلين الحقيقيين، بعدما باءت المناظرات و"استراتيجيات الفنادق" التي صرفت عليها الملايين بالفشل وكانت بعيدة كل البعد عن الجدية والمسؤولية". ولتنزيل مقتضيات خطاب العرش، حذر شروف، وزير الصحة من "إسناد المسؤولية للفاسدين أو المقربين بناء على الإملاءات أو العلاقات أو على اللون السياسي مقابل إقصاء الكفاءات وذوي الخبرة من أهل الاختصاص والتكوين في مجال التسيير والتدبير، ما يؤدي إلى الفشل ويسبب الشلل والاحتقان"، معتبرا أنه آن الأوان للقيام بمصالحة حقيقية وتاريخية مع الموارد البشرية عبر "الإسراع بمعالجة كل الملفات المطروحة لكل الفئات لتشجيع المردودية وإعادة الثقة للمهنيين في منظومتهم الصحية، مع الاهتمام بمؤسسات القطاع العمومي، باعتبارها ملاذ الفقراء والضعفاء والفئات الهشة وتوفير التجهيزات الضرورية". وأشار إلى أن جامعته، إلى جانب كل النقابات مستعدة لتقديم كل الدعم والمساندة والمقترحات والانخراط المسؤول لبناء منظومة وطنية صحية جديدة على أسس صلبة وقواعد علمية واجتماعية مبنية على آخر الدراسات والأبحاث في مجال تدبير وتسيير وبناء الأنظمة الصحية العالمية، مع مراعاة خصوصية المملكة. هجر المغلي