الكسابة اعتبروا "ادعاءات" الغلاء مناورة لتحصيل تخفيضات أخطا من ظن أن موسما فلاحيا جيدا، سيوفر أضاحي بأرخص الأسعار، إذ ما فتئت أثمنة أكباش العيد ترتفع بتزايد الطلب عليها، فالكل سيبحث عن تأمين أضحيته قبل حلول العيد بفترة مريحة، تجنبا للمضاربات والتطورات المفاجئة في الأسعار. "الثمن طالع هاد العامن شريت جوج حولا بـ6000 درهم"، يؤكد عبد الحق، موظف، بنبرة سخط. تصريح هذا الزبون الغاضب، لم يجد له مبررا لدى عبد الرحمان، كساب، وجد في البيضاء فضاء لتصريف قطيعه الذي أعده للتسويق لمناسبة عيد الأضحى، إذ أكد أن أغلب الزبناء يظهرون علامات دهشة ومفاجأة من الأسعار، بهدف الضغط على الباعة خلال عملية التفاوض، لكن الأهم يظل التمسك بتكاليف تربية الأغنام والنفقات الخاصة بالأعلاف، التي تثقل كاهل المربين مهما بلغ مستواهم، ذلك أنه لا علاقة لسنة فلاحية جيدة بسعر الخروف، فتكلفة تربيته تظل نسبيا مستقرة، باعتبار أنه لا يعتمد على الرعي وإنما على العلف المنتظم. ويتحدث تجار عن تركز الطلب على فصائل معينة من الأكباش، على رأسها "الصردي"، الأمر الذي وضع هذه الفصيلة على قائمة الأعلى سعرا، في الوقت الذي شددوا على تراوح أسعار الأضاحي، استنادا إلى سعر الكيلوغرام، بين 50 درهما و55، مع الإشارة إلى مستجدات في هذا الموسم، ترتبط بالتدابير الصحية التي أعلنت عنها المصالح البيطرية، التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية "أونسا"، ذلك أن الأضاحي المرقمة تباع بسعر أعلى من نظيرتها العادية، باعتبار توفرها على "ضمان" جودة، وتأمين ضد ظاهرة "اخضرار" اللحوم التي طبعت عيد الأضحى الماضي. وألزم مكتب السلامة الصحية، في سياق تثمين متنوجات الماشية، المربين بالتسجيل لدى المصالح البيطرية من أجل ضبط مهنيي القطاع ومراقبة مرابض الغنم والماعز والأبقار الموجهة للتسويق في مناسبة عيد الأضحى، التي تستحوذ على جزء مهم من رقم معاملات القطاع. وتحرك "أونسا" لمواجهة الغش واستعمال مواد علف فاسدة في عمليات التسمين، إذ ستشرع المصالح التابعة للمكتب في تسجيل ضيعات تسمين الأغنام والماعز المهيأة لأضاحي العيد، كما تم ترقيم جزء مهم من قطيع الأغنام والماعز الذي سيوجه للأسواق، وذلك بأرقام تسلسلية من 1 إلى 6 ملايين، من أجل تتبع مسار الأضحية، كما ستحمل هذه الأضحيات حلقات خاصة بعيد الأضحى، ما يمثل ضمانة بالنسبة إلى المستهلك، الذي يظل له الاختيار في شراء الأضحيات المسجلة والمرقمة، أو تلك التي لا تحمل أي علامة. ونظم "أونسا" خلال مرحلة التسمين، زيارات للضيعات من أجل مراقبة نوعية الأعلاف التي تقدم للقطيع. كما تم تقنين استعمالات فضلات الدجاج، إذ فرض على مالكي ضيعات تربية الدجاج التصريح لدى المصالح المختصة بمآل هذه الفضلات، وذلك لتفادي استعمالها في إطعام الأضاحي. وأطلق المكتب منذ أسابيع حملة تواصلية وطنية وجهوية ومحلية شاملة، من أجل تحسيس المواطنين وتأطيرهم، وتقديم كافة المعلومات المتعلقة بالأضحية وكيفية التأكد من سلامتها. تكاليف الأعلاف تأثر قطاع تربية المواشي سلبا بارتفاع أسعار الأعلاف، بتطور أسعار المواد الأولية على الصعيد الدولي، وكذا التغيرات المناخية ومشاكل مكافحة الأمراض، وكذا العدد الكبير لصغار المربين، الذين يصعب تجميعهم وتأطيرهم، وهو الأمر الذي حاولت وزارة الفلاحة تجاوزه من خلال تكوين تعاونيات وإطارات مهنية٬ باعتبارها خيارا أثبت نجاعته في تطوير الإنتاج الحيواني، علما أن التعاونيات العاملة في هذا القطاع، والبالغ عددها حوالي ألفي تعاونية تضطلع بدور هام في هذا الشأن. إعداد: بدر الدين عتيقي