السجن المؤبد لقاتل والده

انهال عليه بالضرب بعد أن ترصد له وبرر جريمته بتحرشه بشقيقته قررت أخيرا، غرفة الجنايات الاستئنافية، تأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق متهم بقتل والده، وذلك بتأييد الحكم الابتدائي الصادر عن محكمة الدرجة الأولى، ليتم بذلك إسدال الستار عن الملف. ولم تظهر أي علامات للقلق أو الحزن، على محيا المتهم المزداد سنة 1992، الذي بدا هادئا، اثناء جلسة محاكمته، وكان يجيب عن أسئلة رئيس الجلسة بصوت منخفض، حتى اضطر إلى مطالبته أكثر من مرة، برفع صوته. وقضت هيأة الحكم، بعد المداولة، بإدانة المتهم من أجل قتل أحد الأصول عمدا، والحكم عليه بالسجن المؤبد، في حين قضت في حق والدته بتأييد الحكم الابتدائي الصادر في حقها (أربعة اشهر حبسا) مع جعل العقوبة موقوفة التنفيذ، وذلك لمتابعتها من أجل عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر، وعرقلة سير العدالة بإخفاء شيء استعمل في ارتكاب الجريمة. وتعود تفاصيل القضية، إلى نهاية 2015، بعدما توجه المتهم الأول نحو مركز الدرك بتفتاشت بإقليم الصويرة، ليشعر الدركي المداوم أنه ارتكب جريمة قتل في حق والده، ليتم الانتقال رفقته إلى الدوار حيث يقطن، وتم العثور على والده جثة هامدة بإحدى غرف المنزل، وآثار الاعتداء بادية على رأسه. ونقل الضحية إلى المستشفى الإقليمي بالصويرة، لإجراء تشريح طبي، تبعا لتعليمات النيابة العامة. وباشرت الضابطة القضائية تحرياتها بالاستماع إلى المتهم، الذي أكد أن والده المسمى قيد حياته «مصطفى.ع» كان مدمن على شرب الخمر واستهلاك المخدرات، ونتيجة لذلك ساءت علاقته مع أفراد الأسرة وكذا سكان الدوار، بعدما أصبح يعترض سبيلهم ويسلبهم ما بحوزتهم من أموال قصد توفير المخدرات، فضلا عن تعنيف زوجته (والدة المتهم) ومواقعتها جهارا خلال رمضان. وأضاف المتهم، أن والده عمد إلى التحرش بشقيقته، وحاول ممارسة الجنس عليها بالمنزل، مستغلا عدم وجود أي فرد من الأسرة، وأن ذلك أثار غضبه، ما دفعه إلى الترصد لوالده خلف باب المنزل، ليلا. وأثناء مغادرته المنزل، انهال عليه ضربا بواسطة عصا بها قطعة حديدية، إذ ضربه ضربتين في مقدمة الرأس والأخرى في مؤخرته، حتى سقط على الأرض، وقام بعد ذلك بحمله إلى إحدى غرف المنزل، ووضعه هناك، مغطيا إياه بلحاف صوفي، وهو لا يستطيع الكلام أو القيام بأية حركة. وفي اليوم الموالي، توجه المتهم إلى السوق الأسبوعي، وأحضر ما تحتاجه الأسرة من مستلزمات، وعند عودته تفقد والده، وطالب والدته بإعداد حساء له، وبعد مرور ساعات قليلة أسلم الروح إلى بارئها. وتم الاستماع، إلى المسماة «السعدية.ر» زوجة الهالك، التي أفادت، أن ابنتها لحقت بها يوما واحدا قبل واقعة الاعتداء، إلى الحقل، وهي في حالة هستيرية مخبرة إياها، أن والدها حاول استدراجها إلى غرفة نومه، مصرحا لها برغبته في ممارسة الجنس معها. وأضافت المصرحة أنها هي الأخرى تعرضت للاغتصاب عدة مرات نهارا خلال رمضان، فضلا عن مواقعتها من الدبر. وأضافت أن ابنها اتخذ قرارا بالاعتداء على والده بواسطة عصا بها قضيب في حديدي، لما سمع بالأمر، وأنها قامت بإخفاء العصا وسط أغطية المنزل، ورمت القضيب الحديدي في مطفية مملوءة بالمياه. وتم الاستماع إلى ابنة الهالك، التي أفادت أن والدها، حاول ممارسة الجنس عليها، وراودها عن نفسها، ما جعلها تفر خارج المنزل، ملتحقة بوالدتها بأحد الحقول وأخبرتها بما تعرضت له. وأكدت المصرحة، أنها رفضت تقديم شكاية ضد والدها للمصالح الأمنية، خوفا من الفضيحة وسط الدوار، خاصة أن الأمر يتعلق بمحاولة اغتصاب من قبل أب لابنته، مضيفة أن شقيقها، قرر الانتقام بعدما علم بالأمر، وهم ما نفذه، إذ أخبرها في اليوم الموالي بما اقترفه في حق والده. وبعد انتهاء مسطرة البحث التمهيدي، أحيل المتهمون الثلاثة، على أنظار الوكيل العام، للملك لدى محكمة الاستئناف، الذي قرر بعد استنطاقهم وإحالتهم على الغرف الثانية للتحقيق بالمحكمة ذاتها. محمد العوال (الصويرة)

السجن المؤبد لقاتل والده

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختبر للتصوير يصنع أوراقا مالية

جمعيات للمعاقين تطالب بتنفيذ خطاب الملك

مقالات ذات صلة