وزارة “تخراج العينين” لقلة الصحة

المركز الاستشفائي ابن رشد يكذب شريطا مصورا عرض مشاهد مشينة لقسم المستعجلات لم يحدث في تاريخ وزارة الصحة أن تبنى وزير منطق «ولو طارت معزة»، كما يفعل المسؤولون الحاليون الذين حولوا المصالح الوزارية إلى قاعات تحرير «بيانات الحقيقة» التي تكذب كل شيء تقريبا، ولو تعلق الأمر بفيديو (بالصوت والصورة) يفضح مستعجلات أكبر مركز استشفائي جامعي في المغرب. ففي وقت اعتقد الجميع أن الوزارة ستحرك أجهزة رقابتها للتحقيق في مضمون الشريط المصور من قبل سائحة فرنسية تحدثت بسلبية كبيرة عن النظام الصحي في المغرب، وتطلب اجتماعا على وجه الاستعجال لتوبيخ المسؤولين المقصرين في عملهم، وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، أعطى الوزير الشاب الإذن بنشر «أضحوكة» عبارة عن توضيح يمسح السماء «بليكة»، ويرسم صورة «وردية» عن أفظع قسم مستعجلات بالمغرب، يعرف أغلب البيضاويين وسكان الأقاليم والمدن المجاورة أن الداخل إليه مفقود والخارج منه معطوب، أو محمول على نـــــــعش. فلأول مرة في تاريخ بيانات الحقيقة والتوضيحات، تكذب جهة حكومية شريطا مصورا مازال يتداول في وسائط التواصل الاجتماعي وموقع «يوتوب»، يعرض مشاهد مشينة لقاعة انتظار بمصلحة الاستقبال تحولت إلى ملجأ للمتسولين والمتشردين، وغياب الأمن الذي سمح لمواطنة فرنسية بتشغيل هاتفها والتنقل بحرية في أرجاء القسم وممراته، حتى وصلت إلى قاعة الانتظار (على اليسار) الملحقة بمصلحة الاستشارات الطبية التي «يسوط فيها الريح» في الساعة الرابعة والنصف صباحا. فأغلب البيضاويين يعرفون خارطة هذا القسم، الأفظع على وجه الإطلاق ضمن أقسام مستشفى ابن رشد، إذ تحتفي بك حاويات الأزبال العطنة ورائحة البول (حاشاكم) عند المدخل الرئيسي المطل على زنقة المستشفيات المغلقة بالأكشاك وبسيارات الإسعاف الخاصة. وقبل أن تلج إلى مصلحة الاستقبال، يجب أن تمر من جحيم فوضى لا تطاق وأوساخ منتشرة على الإسفلت والجدران التي لم تزرها الصباغة منذ عهد ليوطي. وحين تؤدي واجب الاستشارة والدخول، عليك أن تواجه فيلقا من حراس الأمن الشداد الغلاظ التي يتعاملون بصلافة مع المرضى ومرافقيهم، ولا يكاد يمر يوم دون أن تحدث عشر مشادات على الأقل، ناهيك عن الصراخ والكلام النابي. وإذا ساعدك الحظ، وعبرت من الباب الرئيسي، فعليك أن تكون «جنيا» لتعرف المصلحة التي تريد التوجه إليها، لغياب ممرات وإشارات أرضية، أو أفقية ترشدك لوجهتك التي تصل إليها متعبا ومنكها، لتبدأ رحلة المعاناة الحقيقية في انتظار علاج عاجل قد لا يأتي. إن المعاناة اليومية لمواطنين ضحايا حوادث سير، أو حوادث شغل واعتداءات دموية، أو مرضى مصابين بأزمات صحية طارئة، كان ينبغي أن تتصدر «بيان الحقيقة» الصادر عن المركز الاستشفائي، الذي أورد أرقاما ومعطيات هلامية، أقرب إلى الضحك على الذقون، حين اكتفى المسؤولون بطلب «روجستيرات» الدخول ونسخ عدد الحالات المسجلة في فترة معينة، دون أن يكملوا خيرهم، ويقولوا لنا كيف عولجت هذه الحالات؟ ومن استقبلها؟ وبأي طريقة إنسانية؟ وماهي أنواع الاستشارات التي خضعت إليها وفي أي ظروف؟ إن توضيح الوزارة يشبه المثل الشعبي «جا يكحل ليها عورها»، إذ لم يقدم أي حقيقة، بل يريد تغطية الشمس بغربال من المغالطات التي لن تصمد مع أول زيارة للجنة تحقيق وزارية تطلع على مرافق أسوأ قسم مستعجلات بالبيضاء تعرض إلى عقاب كبير في الفترة السابقة، وأضحى مضرب مثل في تردي البنية التحتية والتدهور العام في المصالح والتجهيزات المكتبية والطبية ووسائل العمل، ناهيك عن قلة الموارد البشرية وسيادة أساليب الزبونية والرشوة و»باك صاحبي». هذه هي الحقيقة التي ينتظرها البيضاويون وضيوفهم من داخل وخارج المغرب، وليس «تخراج العينين» الذي لن يزيد الوضع إلا فظاعة. يوسف الساكت

وزارة “تخراج العينين” لقلة الصحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتهام شرطي بتصفيد فتاة واغتصابها

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة