تحفيزات جبائية للاستثمار في التعليم الخاص

أصبح التعليم الخاص يحتل موقعا مركزيا في إستراتيجية إصلاح المنظومة التعليمية، وذلك في إطار الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي تضمن محاور لإنعاش القطاع. وخصصت الحكومات المتعاقبة تحفيزات جبائية من أجل تشجيع الرأسمال الخاص على الاستثمار في التعليم، وذلك لرفع حصة مؤسسات التعليم الخاص إلى 20 % من المنظومة التعليمية. وتقرر اتخاذ مجموعة من الإجراءات، من أبرزها التسهيلات الجبائية، إذ تستفيد مؤسسات التعليم الخاص والتكوين المهني من معدل مخفض محدد في 17.5 % في ما يتعلق بالضريبة على الشركات ومعدل في حدود 20 %، بالنسبة إلى الضريبة على الدخل، وذلك خلال خمس سنوات الموالية لتاريخ بداية الاستغلال. وتعفى من الضريبة على القيمة المضافة كل التجهيزات التي تسجل في حساب للممتلكات القارة لمؤسسات التعليم الخاصة، بما في ذلك السيارات المخصصة للنقل المدرسي، وتستفيد من هذا الإعفاء التجهيزات التي يتم اقتناؤها داخل فترة سنتين من تاريخ انطلاق نشاط هذه المؤسسات،كما تعفى من الضريبة على القيمة المضافة القروض التي تمنح للطلبة من أجل تمويل تكاليف دراستهم في المؤسسات الخاصة، إضافة إلى الخدمات المقدمة من قبل هذه المؤسسات المتعلقة بالمطعم والنقل والأنشطة الترفيهية التي تنظمها. وتستفيد عمليات بناء الأحياء الجامعية وإقامات الطلاب التي ينجزها منعشون عقاريون داخل أجل ثلاث سنوات من منح رخصة البناء، والتي تحتوي على 250 غرفة بطاقة استيعابية في حدود سريرين لكل واحدة منها. كما تعفى كل الآليات ذات الطابع العلمي أو الثقافي أو التربوي المستوردة من الضريبة على القيمة المضافة والرسوم الجمركية، وذلك في إطار الاتفاقيات مع منظمة اليونسكو. كما تستفيد مؤسسات التعليم الخاصة من إعفاء شامل من الرسوم على الخدمات الجماعية بالنسبة إلى البنايات المخصصة لاستقبال التلاميذ. لكن إذا كانت الدولة خصصت مجموعة من التحفيزات الجبائية من أجل تشجيع العرض، فإنها لم تواكب هذه الإجراءات بمقتضيات موازية لدعم الطلب، إذ تطالب جمعيات مهتمة بالشأن التعليمي، في هذا الصدد، بتخصيص دعم للأسر من خلال إقرار تسهيلات جبائية لتمكينها من الولوج إلى الخدمات المقدمة من قبل مؤسسات التعليم الخاص. ويعتبر الفاعلون في القطاع أنه يتعين، لتشجيع الاستثمار في هذا المجال، تخفيف العبء على الأسر في ما يتعلق بالتكاليف المرتبطة بالرسوم المدرسية من خلال ضمان حق خصم هذه التكاليف من أجور آباء وأولياء التلاميذ قبل إخضاعها للاقتطاع الضريبي، ولو من باب أن هؤلاء الآباء يوفرون على الدولة، من خلال تسجيل أبنائهم في مؤسسات التعليم الخاصة، موارد هامة بالنظر إلى ما تتحمله من أعباء مالية على كل تلميذ بالقطاع العمومي. ومن شأن هذه التدابير أن تشجع الأسر على تسجيل أبنائها في مؤسسات التعليم الخاص العالي، خاصة مع تدهور جودة التعليم في جامعات التعليم العالي العمومي. عبد الواحد كنفاوي

تحفيزات جبائية للاستثمار في التعليم الخاص

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بني ملال تكرم إعلاميين وفنانين

"أنت الإحساس" جديد جنات

مقالات ذات صلة