مركز الإدمان بالبيضاء … إقلاع بالأنشطة

4000 آلاف مستفيد سنويا والمصلحة تراهن على الرياضة والمسرح بعد جدل التوقف الاضطراري لأنشطة القطب الاجتماعي لمركز طب الإدمان بتطوان، الذي يقدم خدمات نوعية لحوالي 500 مستفيد بشكل مباشر، ولعشرات الآلاف من المستفيدين بشكل غير مباشر، يطرح السؤال حول نجاعة هذه المراكز في التخفيف من حدة إدمان المخدرات والمشروبات الكحولية والأقراص المهلوسة، في وقت تشير أرقام رسمية، أفرج عنها أنس الدكالي، وزير الصحة، خلال اللقاء التشاوري، الذي جمعه مع الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة أخيرا، إلى أن نسبة المدمنين بلغت 4.1 بالمائة من مجموع سكان المغرب، أي حوالي 800 ألف شخص، يتعاطون كل أنواع المخدرات. تستقبل مصلحة طب الإدمان بالبيضاء، حوالي 4000 آلاف مدمن سنويا، موزعين بين مدمني المخدرات الطبيعية من قبيل "الحشيش" والقنب الهندي، والأقراص المهلوسة والمسكنات، بالإضافة إلى المشروبات الكحولية والسجائر، غير أن أصعب العقبات التي تعترض عمل المصلحة، تتمثل في عدم متابعة العلاج إلى حين الإقلاع النهائي، بل إن جزءا كبيرا من المدمنين يكتفي بزيارتها مرة أو مرتين، قبل أن يتوقف عن الزيارة، بالنظر إلى ضعف إرادة البعض، فيما آخرون يفدون عليها فقط من أجل إرضاء أسرهم وأقاربهم، قبل العودة إلى أحضان مخدرهم، وهذا ما تؤكده أرقام الدكالي، إذ صرح أن مراكز الإدمان في المملكة استقبلت حوالي 27 ألف مدمن منذ انطلاقها، في وقت لا يستفيد من خدماتها باستمرار سوى 6690 مدمنا. الرياضة والمسرح...أسلحة للعلاج تقول البروفيسور، مريم اليازجي، رئيسة مصلحة طب الإدمان التابعة للمستشفى الجامعي ابن رشد، إن بدائل المخدرات، التي تكون عبارة عن أدوية، وتعطي المدمن جرعة ممثالة دون أن تلحق به الأضرار نفسها، لا تؤتي (البدائل) أكلها مع المدمنين، مشددة على أن العلاج المعرفي السلوكي، هو الكفيل بمساعدة المدمنين على التخلص من تعاطي المخدرات، معتبرة أنه ينمي الإرادة والرغبة في العلاج. ويراهن مركز طب الإدمان على عدد من الأنشطة الترفيهية والتثقيفية، التي من شأنها صرف نظر المدمن عن المخدرات، إذ يستفيد الوافدون على المصلحة من ثلاث حصص رياضية في الأسبوع، وحصة خاصة بالمسرح، إضافة إلى بعض الأنشطة التي من شأنها أن تقوي مناعة المدمن، من قبيل حصص وورشات للتحسيس بمخاطر المخدرات. وبالنسبة إلى طرق الاستفادة من خدمات المركز، فإن البروفيسور اليازجي، تؤكد على أن المصلحة، مفتوحة في وجه الأشخاص الحاملين لبطاقة "راميد" والمستفيدين من نظام التغطية الصحية، فيما يتوجب على باقي الفئات دفع مبلغ 100 درهم عن كل حصة، و500 درهم عن كل ليلة يقضيها المدمن داخل مرافق المركز. "الحشيش" للشباب والكحول للكهول أوضحت الدكتورة بوصفيحة، طبية بالمصلحة، أن المركز وحدة تابعة للمستشفى الجامعي ابن رشد، تديره بروفيسور متخصصة في طب الإدمان النفسي، إلى جانب أربعة أطباء للإدمان النفسي، بالإضافة إلى المهمة التي تشغلها باعتبارها طبيبة عامة، إذ تعمل داخله يومين بالنظر إلى خبرتها ومعرفتها بالطب النفسي، كما يتوفر المركز أيضا على أربعة أطباء نفسيين، وسبع ممرضات وممرضين. وأضافت الدكتورة بوصفيحة، أن المركز يستقبل مدمني حقن "الهيروين" و"الكوكايين"، ومدمني الأقراص المهلوسة من قبيل "الإكسطازي والدوبوان"، بالإضافة إلى "الحشيش" والسجائر والكحول، موضحة أن فئة الشباب تستعمل الأقراص المهلوسة والحشيش بكثرة، في حين أن الكهول يدمنون السجائر والكحول أكثر من غيرهم. وشددت المتحدثة ذاتها، على أن المركز لا يتوفر على بدائل أو جرعات مماثلة المفعول لتلك الأنواع من المخدرات التي يحاول علاجها، باستثناء الهيروين. وبالنسبة إلى طرق العلاج داخل المركز، فإنه يوفر ورشات للنقاش حول عدد من المواضيع، من قبيل لماذا التدخين؟ أو استعمال المخدرات، وهل لها دور في حياة الشخص؟، كما أن هناك قاعة للمعلوميات من أجل إجراء البحوث وغيرها. وبالنسبة إلى استقبال المرضى، تؤكد الدكتورة بوصفيحة، أن المواعد تراعي قاعدة الأسبقية، لأن الطبيب لا يمكن أن يستقبل أزيد من ثلاث حالات جديدة في اليوم، لأنها تتطلب رعاية خاصة منه، قصد التعرف على ملفه ، لأنه من الضروري بناء علاقة ثقة بين المدمن والطبيب، من أجل أن يعود للمركز مرة أخرى، خصوصا المراهقين الذين ترافقهم عائلاتهم، إذا يكونون مجبرين على المجيء، ويجب أن يتعامل معهم الطبيب بعناية فائقة. وتابعت المتحدثة ذاتها، أنه في مرحلة الحوار يحاول الأطباء إعادة برمجة عقل المدمن، لأنه يكون مبرمجا على ثلاثة أمور، وهي كيف سيجني المال، ومن أين سيشتري المخدر، وأين سيستعمله؟، موضحة أن المركز يحاول إخراجه من تلك الدائرة المفرغة، عن طريق الأنشطة والتحفيز والحوار والتشجيع. عصام الناصيري

مركز الإدمان بالبيضاء … إقلاع بالأنشطة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الديكة" على عرش الكرة

العربي الشباك ... كرة "النية": فضيحة الزايير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات