بوعبيد في وثائق … أول إقالة حكومية

بوعبيد في وثائق (الحلقة الخامسة) شهادات وتأملات عبد الرحيم بوعبيد، القيادي الراحل في حزب الاتحاد الاشتراكي، تعيد رسم صورة أخرى عن مخاض حصول المغرب على استقلاله، بل يوغل بوعبيد في تفاصيل دقيقة لعلاقات متشعبة بين القصر الملكي والوطنيين وفرنسا ... تفاصيل كثيرة نشرتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، والحلقات التالية، ليست إعادة لما نشره الكتاب، بل تسليط الضوء على ثلاث وثائق لدورها في رسم صورة عن المخاض الذي سبق حصول المغرب على الاستقلال، ثم تعيين أول حكومة مغربية وما تلاها من أحداث سياسية كبرى شكلت بداية للهندسة السياسية للمغرب الحديث. قيمة هذه الوثائق أيضا أنها تزيح بعض العتمة عن دور الراحل بوعبيد. إنجاز: خالد العطاوي النظام الجديد أصبح السلطان حائزا فيه على السيادة إنها أول حكومة مغربية، لا شيء فيها يذكر بالمخزن القديم، ولا حتى مخزن ما قبل 1912. إلى حدود 1953 كانت السيادة "الشريفة" تكمن في شخص السلطان وحده، عاهل ديني، وكانت "إصلاحات" غشت وشتنبر 1953 تميل إلى إحداث تقسيم للسلطة، لكن المهام التي تم سحبها من السلطان تمت إحالتها على مجلس الوزراء ومديرين، تكريسا لمبدأ تشارك السيادة. تم الآن إنشاء نظام جديد، يظل السلطان هو الحائز على السيادة المغربية، وهو مصدر السلطة الحكومية، لكن الحكومة ليست مثل المخزن القديم مجرد انبثاق بسيط لشخص السلطان. الآن السلطان يملك ويشرع، يشرع انطلاقا من مقترحات الحكومة، وقريبا بحسب رأي مجلس تمثيلي. مجلس الوزراء يحكم، يمارس سلطة قانونية، ويقترح التشريعات. هذا النظام الجديد ليس سوى نظام مؤقت، وينبغي أن يتجه المغرب نحو إقامة ملكية دستورية، حيث لن يكون السلطان سوى رمز للسيادة والوحدة المغربية، لكن حيث سيكون الشعب المغربي هو مصدر السلطة. اليوم، هناك حكومة مسؤولة أمام السلطان، وغدا ستكون الحكومة المغربية مسؤولة أمام مجلس أو مجلسين منتخبين. نلاحظ منذ البداية أن الحكومة المغربية متجانسة، وهناك فرق واضح مع ما كان عليه مجلس الوزراء التونسي، حتى إبرام وتنفيذ اتفاقيات 3 نونبر، لكن المسؤولية التي تضطلع بها هذه الحكومة لا تزال محدودة، حتى على المستوى المحلي، وفي ما يخص الإدارة والنظام العام على وجه الخصوص لا تزال المهام المشتركة مع الجانب الفرنسي. لا يمكن للأمور أن توضح حقا إلا خلال مفاوضات يجب أن تجرى بين المغرب وفرنسا، لأن جميع المغاربة يؤكدون على هذه النقطة. مع مهمتها المزدوجة للتدبير والتفاوض، الحكومة الجديدة مؤقتة، يعود إليها تمهيد طريق النظام المستقبلي حيث سيكون المغرب المستقل دولة تجمعها بفرنسا روابط الاستقلال المتداخل ، والتي سوف تحل محل تلك التي كانت خلال الحماية. تم الإجماع على هذا الخط من التطور. تم بالتأكيد بين وزراء البكاي، مهما تكن الصعوبات والخصومات التي نشأت بين حزبي الشورى والاستقلال والاستقلال. إنها تتعلق في المقام الأول بالتوزيع بين الاتجاهات الثلاثة. واستطاع البكاي في النهاية أن يفرض الصيغة التي تصورها، رغم طموحات حزب الاستقلال في رفض منحه نصف الحقائب الوزارية. رغم طموحات حزب الشورى والاستقلال، لم يوافق على أن يمنحه مكانا مساويا لحزب الاستقلال، رغم ميوله الخاصة، في حين ترك للمستقلين مكان الأقلية. القائدان القديمان اللذان كانا فيه، لحسن اليوسي (مستقل)، وأحمد بن منصور (الاستقلال)، تم عزلهما، واحد بسبب علاقاته بالقصر، والثاني بسبب إصلاح زراعي غير مناسب، بعد أن كان يتعرض للاحتقار من قبل زملائه لأصوله المتواضعة، وحتى لأمانته، لابد أن البكاي قوى العداء تجاهه عند شخصيات من المخزن القديم، التي لم يمكن لها هي أيضا أي مكان في الحكومة الجديدة. هذه الأخيرة لا يمكن سوى أن تكون أكثر شعبية وقادرة على إشراك البلد بأكمله. لحسن اليوسي

بوعبيد في وثائق … أول إقالة حكومية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متهم يدهس طليقته بسيارة

حرب الريف ... تحريـر السجنـاء

مقالات ذات صلة