الهاروشـي … “أنسنـة مستشفـى”

الأطفال المرضى يتقمصون أدوار الأطباء والطلبة يشيعون الثقافة الصحية في تجربة فريدة، احتضن مستشفى الأطفال "عبد الرحيم الهاروشي" بالبيضاء، تظاهرة أولىمن نوعها بمستشفيات المملكة، تدعى "مستشفى الدمى"، تقمص خلالها الأطفال المرضى، الذين يتابعون علاجهم بالمستشفى، دور الطبيب، إذ وضع المنظمون دمية رهن إشارة كل طفل، على اعتبار أنها شخص مريض، وفي حاجة إلى إجراء الكشوفات والتحاليل وتلقي العلاجات وإجراء العمليات. وتهدف المبادرة التي أشرفت عليها جمعية طلابية مكونة من طلبة الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء، وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، إلى تقليص حجم الخوف والرهبة اللذين ينتابان الأطفال خلال زيارتهم للمستشفى، وتعزيز الثقافة الصحية والطبية لديهم. الساعة تشير إلى الثانية زوالا، عشرات الأطفال يرتدون وزرات بيضاء، تكتلوا في مجموعات، ويتوسط كل واحدة شاب أوشابان، من طلبة الطب والصيدلة، ويبدو منهمكا في التواصل مع الأطفال، وإعطاء النصائح الطبية السليمة، لإكتساب بعض العادات الصحية، وتلقينهم طرق استعمال وتناول الأدوية، فيما كان بعض الطلبة يرتدون ملابس "الكلون"، ويحاولون إضفاء جو ترفيهي وممتع لصالح أطفال المستشفى. تجربة فريدة تقول البروفيسور اعتماد شماعو، مديرة مستشفى"عبد الرحيم الهاروشي" للأطفال، "إن تظاهرة مستشفى الدمى تقام لأول مرة في مستشفيات المملكة، وأن مستشفى الهاروشي كان السباق لاحتضانها، بناء على طلب من جمعية دولية مكونة من طلبة الطب، أما بالنسبة إلى المنظمين فيتحدرون من كلية الطب والصيدلة بالبيضاء، بتنسيق مع طلبة جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، ويشارك فيها أيضا طلبة أجانب من تونس والمكسيك وغيرها". وتروم التظاهرة، إلى تقريب الطفل من فضاء المستشفى، وتخليصه من الخوف والهلع الذي ينتابه عند قدومه إليه، حسب قول شماعو، موضحة أن هذا الشعور نابع من ثقافة وعادات المغاربة، التي تستخدمها الأمهات والآباء في تربية أبنائهم، والتي تجعل من الطبيب مصدرا للألم والخوف، مؤكدة أن التظاهرة تحاول تصحيح تلك الصورة، على اعتبار أن الطبيب يسعى لمساعدة الطفل على تجاوز محنته. وأضافت المتحدثة ذاتها، أن فكرة التظاهرة تقوم على تمثيل الوضعيات وقلب الأدوار، بحيث يصبح المريض هو الطبيب، والدمية هي ذلك الطفل المريض. واعتبرت شماعو، وهي طبيبة أطفال سابقا بالمستشفى نفسه، أنه حينما يرتدي الطفل قبعة الطبيب، ويدخل في شخصيته، يحب بشكل طبيعي المهنة، وتتغير نظرته للمستشفى والأطباء، ويؤمن بأن الفضاء معد للاستشفاء والتخلص من المرض. وتابعت البروفسور شماعو حديثها مع "الصباح"، قائلة "إنه بالإضافة إلى الوحدات والمرافق التي يتعرف عليها الطفل، هناك أيضا سيارة إسعاف، جلبناها من أجل الاستئناس بها من قبل الأطفال، لأن الكثير منهم يخشونها, رغم أنها تستعمل فقط لنقلهم بين مصالح المستشفى". "المرضى المعالجون" تقول أميمة باعلي، طالبة بالسنة الخامسة بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء، ومنسقة تظاهرة "مستشفى الدمى"، "خلال هذه التظاهرة يغادر أطفال الهاروشي المصالح التي يتابعون فيها علاجهم، ونوفر لهم دمى، يأخذونها معهم، ويمرون على عدد من الوحدات رفقتها". وتضيف المنسقة أن المرحلة الأولى معنونة بالاستقبال، "يستقبل" خلالها الطفل مريضه، ويأخذ دفتره الصحي، ثم ينتقل إلى مرحلة الكشف، من أجل تشخيص المرض الذي يعانيه المريض، بعد ذلك ينتقل الطفل إلى مرحلة العلاج والتمريض، يتعرف خلالها عن طرق رتق الجروح الغائرة، وكيفية تقديم الإسعافات الأولية للمرضى. واستطردت المتحدثة ذاتها، أنه بالإضافة إلى المراحل السابقة، هناك غرفة مجهزة أعدت للأطفال، تشبه إلى حد كبير غرفة العمليات، وضعت فيها دمية كبيرة، يقف عندها الأطفال لمعاينة طرق الجراحة، والتعرف على أعضاء الجسم، قبل أن ينتقلوا إلى مرحلة إسعاف المرضى، الذين يفترض أنهم تعرضوا لكسور أو ما شابهها. عصام الناصيري

الهاروشـي … “أنسنـة مستشفـى”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ترميم قصبة بولعوان وأسوار مولاي عبدالله

كارول تستعد لإطلاق "صحابي"

مقالات ذات صلة