حرب الإشاعة … أخبار كاذبة مؤثرة

كيف تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى وسيلة لنشر الأخبار الكاذبة؟ ترتكز الأخبار الكاذبة على الإشاعة، لذلك ينبغي أن نستوعب ماهيتها، لأن الإشاعة عبارة عن خبر مجهول، أي بدون مصدر، وبالتالي يمكن أن نتساءل ما هي مرتكزات الإشاعة في المجتمع؟. تعتمد الأخبار الكاذبة أساسا على العاطفة ووسائل التكنولوجيا الحديثة، عبر توظيف الصوت والصورة وتحويل مجرى المعلومة، إلى جانب تأويل معنى التصريحات الشخصية واستغلال الظرفية الحالية. تجد الإشاعة صدى كبيرا في المغرب، وهي مسألة طبيعية، لأن المجتمع يعتمد منذ القدم على السمع، ومن ثمة صارت الثقافة الشفهية تميز المغاربة، الأمر الذي يفسر عدم تدوين جزء كبير من التراث. لا يتيقن أغلب المغاربة من الخبر، مكتفين بترديد عبارة "أش كاليك فلان؟"، والتي أصبحت مصدرا أساسيا للمعلومة، إذ يكفي التلاعب ببعض الكلمات أو الصور حتى ينتشر الخبر بسرعة فائقة. كيف تفسّرون انتشار ظاهرة الإشاعة؟ يمكن التمييز بين الجانب الاجتماعي، المرتبط بالوضعية الاجتماعية في البلد، سيما أثناء الظرفية المحتقنة والغضب الشعبي، إذ ينشر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أحداث العنف والمظاهرات بشكل كبير للغاية، نتيجة الوضع العام الذي يسود البلد أو المدينة خلال تلك الفترة، إضافة إلى البعد النفسي، المتجلي في العاطفة، حيث يتعاطف الشخص مع فلان أو ضد علان، إثر علاقة الصداقة أو الكراهية التي تجمعه به، فعندما يكون المعني بالإشاعة محبوبا لدى الجميع، فإن انتشارها يكون لصالحه والعكس صحيح. يضاف إلى ذلك، البعد التكنولوجي الذي سهّل ردود الفعل، بعدما لم يعد أي حيز زمني للتيقن من المعلومة، خاصة في صفوف الشباب الذين لا يتوفرون على حد أدنى من المهنية والرزانة الفكرية. ما هي الأدوار الأساسية التي تؤديها الإشاعة في المجتمع المغربي؟ يتمثل الدور الإيجابي في وجود قاسم مشترك يجمع المغاربة، ويدل على تقاسم الهموم والقضايا نفسها، مثل مصير المنتخب الوطني وآفاق التنمية الاقتصادية وغيرها، لكن هذه الأحداث قد تستغل لتمرير بعض النوايا السيئة وإلحاق الضرر بشخص محدد أو مؤسسة بعينها، بل والأنكى من ذلك، أن بإمكانها إثارة فتنة داخلية، تصل إلى درجة تهديد أمن البلد والتأثير على اقتصاده الوطني، فضلا عن التلاعب بشرف المغاربة، وهو ما يتأتى عبر مراحل تستغرق وقتا طويلا. أين تكمن خصوصية "صناعة" الإشاعة في المغرب؟ أولا، تنتشر الإشاعة في المغرب لسبب بسيط، يتمثل في غياب مصدر مطلع للخبر، وتنطلق من فكرة شعبية مفادها "لا يوجد أي خبر كاذب"، بمعنى أن هنالك نسبة للصواب في الإشاعة، وبالتالي تنساق شريحة عريضة وراءها، لذلك يجب محاربة هذه الجملة، لأن انتشار الإشاعة لا يعني أنها صحيحة. لا توجد خصوصية ينفرد بها المجتمع المغربي حول الإشاعة، لأنه لا توجد إحصائيات أو أرقام رسمية بهذا الخصوص، لكن بناء على تجربتي ومعارفي، أرى أنها متعلقة بالأشياء الشخصية، خاصة ما يهم السياسيين. محسن بنزاكور باحث في علم الاجتماع أجرى الحوار: مصطفى شاكري

حرب الإشاعة … أخبار كاذبة مؤثرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف مغتصب أخته المعاقة

الإشاعة ... الحرب الباردة بين الفنانين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات