3 أسئلة: نساء جميلات أصبحن يقدن المسيرات الاجتماعية

قال ميلود بلقاضي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني عين الشق بالدار البيضاء، إن الحراك الذي عاشته المنطقة العربية طيلة السنة الماضية ساهم في نزول النساء بقوة إلى ساحة الاحتجاج، مشيرا إلى انفتاح هذه الساحة على فئات جديدة من نساء مثقفات وجميلات انخرطن في معركة إسقاط الفساد والاستبداد. إلى ذلك، أوضح الأستاذ الجامعي أن هذه التحولات لم تعزز، بالشكل المرغوب، حقوق المرأة، إذ قال إنها أُقصيت من مواقع اتخاذ القرار، إلا أنه توقع حدوث تحولات في المستقبل القريب قد تمكن المرأة من بلوغ مناصب قيادية رفيعة... تفاصيل هذه المقتطفات في الحوار التالي: عاش العالم العربي مجموعة من التحولات خلال السنة الماضية، وما زال، كيف تقرؤون مساهمة المرأة في الحراك الذي عاشته المنطقة؟ من الناحية السوسيولوجية نلاحظ أن هذا الحراك أفرز مجموعة من التحولات، الحركات السياسية لم تعد مقتصرة على المناضلين والسياسيين فقط أو على الرجال، بل إن المرأة أصبح لها حضور قوي في هذه الحركات الاحتجاجية، ولم نعد أيضا نلاحظ الفئات عينها من النساء من يتزعمن وينخرطن في الحراك الاجتماعي، أي الشيوعيات أو اليساريات، بل أصبحنا نرى نساء جميلات ومثقفات يقدن المسيرات أو الوقفات الاحتجاجية، وفي هذا تغير كبير على المستوى السوسيولوجي المتعلق بمدى انخراط المرأة العربية في النضالات العامة والكبرى. وهكذا لاحظنا أنه في منطقة الخليج التي هي منطقة محافظة كيف أن المرأة قادت الثورات، وكيف أنها كانت حاضرة بقوة، ويمكن أن نضرب لذلك مثال النساء في اليمن أو البحرين، إذ تحولن إلى عناصر فاعلة وحاضرة بقوة، بل قائدات للحراك الذي عاشته هذه البلدان، وهذا شيء طبيعي مادام أن العولمة فرضت أن أي تغيير، سواء كان اقتصاديا أو سياسيا، لا يمكن أن يحدث في أي نظام إلا عبر الشباب أو النساء وهذا ما يفسر حضور هذه الفئة الأخيرة. وهذا الأمر تجلى بقوة حتى في المسيرات الاحتجاجية التي عاشها المغرب في سياق الربيع العربي، إذ لاحظنا ظهور فتيات وشابات ونساء مثقفات وجميلات يرتدين آخر صيحات الموضة، وهذه كما قلت ظاهرة سوسيولوجية جديرة بالبحث والتنقيب، وأعتقد أن نجاح هذه الاحتجاجات وهذه الثورات يرجع الفضل فيه بشكل كبير إلى النساء اللائي كانت لهن كل الشجاعة ليصطففن في واجهة الحركات الداعية إلى محاربة الفساد والاستبداد. وفي نظركم هل ساهمت الثورات التي عاشتها المنطقة العربية في تعزيز حقوق المرأة وإعطائها نفسا ودفعة جديدة؟نحن في واقع الأمر أمام معادلة متناقضة، إذ أن جل الدول العربية لا تمنح، من الناحية القانونية، للمرأة كامل حقوقها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن رغم غياب هذه المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، فإن النساء أصبحن يقدن الثورات والاحتجاجات. والأكيد أن حضورهن في ما بعد الحراك الذي عاشته المنطقة سيكون أكثر قوة وعنفوانا، وهذا ما أصبح ظاهرا الآن في تونس، حيث أصبحنا نرى أن نقابة الصحافة تترأسها امرأة والأمر نفسه بالنسبة إلى نقابة القضاة، علاوة على شغل مجموعة من النسوة مناصب أساسية في هرم السلطة. إذن هذه الاحتجاجات من الأكيد أنها ستعيد للمرأة اعتبارها على المستوى القانوني، وخصوصا القانون المتعلق بالحقوق السياسية والاجتماعية، خاصة اقتسام السلطة أو الحصول على القيادة في صناعة القرارات السياسية الكبرى. إذن هل يمكن أن نتوقع تزعم امرأة لجمهورية أو ترؤس حكومة في إحدى البلدان العربية في المستقبل القريب؟ الأكيد أنه ليس بالأمر البعيد أن نرى امرأة عربية في مواقع قيادية متقدمة، مثل رئاسة جمهورية ما أو حكومة دولة معينة... وهناك أكثر من مؤشر يعضد هذا التوقع ويؤكد أنه أمر سيحدث عما قريب، كما أسلفت سابقا. وهذا يشبه إلى حد ما السيرورة التي تطورت بها الأمور في بلدان القارة الأوربية، حيث عانت المرأة من اضطهاد كبير لعدة قرون. ميلود بلقاضي, أستاذ جامعي أجرى الحوار: م . ر

3 أسئلة: نساء جميلات أصبحن يقدن المسيرات الاجتماعية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نساء الربيع العربي... الجنس الناعم يريد

نساء الربيع العربي... من "إسقاط النظام" إلى "التحرير"

مقالات ذات صلة