“الأوسكار” ينتصر للفن على حساب السياسة

الإيراني فرهادي يحصل على جائزة أفضل فيلم أجنبي التي تنافس عليها فيلم إسرائيلي استطاعت السينما الإيرانية، رغم هامش الحرية المتاح لها في بلد "آيات الله"، أن تثبت، مرة أخرى، أنها قادرة على المنافسة في أكبر المهرجانات الدولية وأشهرها على الإطلاق، والحصول على أرفع الجوائز وأكثرها قيمة في تاريخ السينما العالمية، بعد أن حصل فيلم "انفصال"، للمخرج الإيراني المتميز أصغر فرهادي، والذي قامت ببطولته الممثلة القديرة ليلى حاتمي، على جائزة "أوسكار" لأفضل فيلم أجنبي في النسخة 84 من المسابقة التي يتنافس فيها كبار نجوم هوليوود (والعالم) ومخرجيها.ورغم أن العلاقات متشنجة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن لجنة تحكيم الجائزة أبت إلا أن تنتصر للفن والإبداع، خارج حسابات السياسة ودهاليزها، مما دفع فرهادي إلى القول، أثناء تسلمه الجائزة في حفل توزيع «الأوسكار»: «إن الكثير من الإيرانيين مبتهجون ليس من أجل الجائزة أو الفيلم أو المخرج فقط، بل لأنه في مثل هذه الأيام التي يجري فيها تبادل التهديد بالحرب والعنف، يطرح اسم إيران من نافذة الثقافة الرائعة الغنية والعريقة».ولعل ذلك ما جعل الإيرانيين، الذين نظم بعضهم احتفالات في الشارع، وعبر البعض الآخر منهم عن فرحته على موقع «فيسبوك» وغيره من المواقع الاجتماعية، مبتهجين بهذه الجائزة، معتبرين أنها «صفعة» وجهوها لإسرائيل التي كانت تتنافس على الجائزة نفسها في مسابقة «الأوسكار». ويتطرق فيلم "انفصال"، إلى العلاقات الاجتماعية والقرارات الحاسمة والمصيرية التي يمكنها أن تؤثر في الحياة اليومية للشخص، محاولا الإجابة عن أسئلة من واقع المجتمع الإيراني بشروخه وصراعاته الدينية والسياسية، وذلك من خلال قصة طلاق زوجين، سيمين ونادر، من الطبقة الوسطى الإيرانية، تختلف رؤيتهما إلى مستقبل العلاقة بينهما، ويصلان إلى الطريق المسدود، ورغم ذلك يرفض القاضي تطليقهما، وذلك في إشارة رمزية من فرهادي، الذي كتب سيناريو الفيلم أيضا، إلى الصراع الدائر داخل المجتمع الإيراني نفسه، بين تيار محافظ لا يرغب في أن يتزحزح عن قناعاته، وآخر منفتح يحاول التجديد والانتقال إلى آفاق مستقبلية أرحب. يقول فرهادي عن فيلمه، في حوار سابق مع جريدة "النهار" اللبنانية، "أستطيع أن أقول إنني استوحيت قصة الفيلم من تجاربي الشخصية والدنيوية، أي من كل تلك الأشياء التي كانت تحوطني. استوحيته أيضا من فيلمي السابقين. فاجتمعت هذه العناصر الثلاثة، تجربتي، والعالم الذي من حولي، وأفلامي، لتطلق العنان لمخيلتي».يشار إلى أن «انفصال» سبق أن حصل على الكثير من الجوائز في مهرجانات عالمية، من بينها جائزة «سيزار» الفرنسية لأفضل فيلم أجنبي، وثلاثة جوائز من حلقة نقاد لندن، لأفضل فيلم أجنبي وأفضل كاتب سيناريو وأفضل ممثلة مساعدة، إضافة إلى جائزة أفضل فيلم أجنبي في الدورة التاسعة والستين لحفل جوائز «غولدن غلوب»، وجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي في طبعته الحادية والستين، وجائزة أفضل فيلم في مهرجانات سان بيترسبورغ بروسيا وسيدني بأستراليا ودوربان بجنوب إفريقيا ويريفان بأرمينيا، وجائزة أفضل فيلم حسب الجمهور في مهرجان ملبورن بأستراليا وأفضل فيلم في القسم الفرعي لمهرجان سان سيباستيان بإسبانيا وأفضل فيلم في رأي الجمهور في مهرجان فانكوفر والجائزة الخاصة لهيأة التحكيم في مهرجان أبو ظبي السينمائي. نورا الفواري

“الأوسكار” ينتصر للفن على حساب السياسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ساشا كوهين يدشن دعاية فيلم "الديكتاتور"

ميريل ستريب... "جنة المخرجين"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات