رسالة إلى كل من يعتبر نفسـه معـارضاً سـوريـاً

بعد عدة سنوات قليلة لتولي حافظ الأسد بدأت المناداة بشعار (الأسد للأبد) وكنا نعتقد بأنها مجرد شعارات جوفاء ليست مبنية على أي أساس، ولكن وبعد انطلاق ثورة الشعب المباركة تبين لكل عاقل بأن تلك الشعارات لم تكن جوفاء بل كانت مبنية على مخطط مدروس بعناية فائقة ومتأنية جداً وكان القصد من هذا المخطط أن يجعل من بعض الشعب السوري (وحوشا يأكل بعضها البعض الآخر ) عفوا أقصد أسوداً، ولولا أن تغيراً حصل في سوريا من خلال إنقلاب عسكري أو أي نوع آخر من التغيير لما تمكنا من معرفة المقصود من ذلك الشعار ولكن لله في خلقه شؤون.إن من أهم أفضال الثورة على الشعب حتى قبل وصولها لنصرها النهائي هو غربلة الرجال، إننا الآن ومع كل ما يعانيه شعبنا الأبي من آلام ومحن نجد البعض أو بالأحرى النسبة الأكبر ممن يدعون أنهم معارضون يتناحرون ويتنافسون بينهم وكأنهم حققوا الانتصار وأهلنا وجميع شعبنا يذبحون كالخراف وأعراض النساء تنتهك والبيوت تدمر، ومع كل هذا نحن لا نستطيع أن نسمو بأنفسنا ونترفع قليلاً عن خلافاتنا، ونتنازل لبعضنا البعض لتقريب وجهات النظر لنتمكن بذلك من إسقاط أقوى ذريعة يتذرع بها المجتمع الدولي ألا وهي عدم توحد المعارضة السورية. ألا يجب أن نخجل من صرخات النساء الثكلى ومن استغاثتهن بأهل النخوة . ألا نستطيع أن نتخلص مما زرعه النظام في نفوس الكثيرين من رغبة الاستبداد والسيطرة وعدم قبول الآخر، أم أنكم تريدون أن تتخلصوا من أسد؟ واحد لتحل مكانه عدة أسود إن شعبكم اليوم لن يحتمل ذلك لأن من كان منهم جاهلاً أو خائفاً قبل هذه المحنة أصبح الآن شجاعاً واعياً ومدركاً تماماً لما يجري من حوله .إننا نعلم جميعاً أن نقاط الخلاف الجوهرية (طبعاً ليست الحزبية أو الشخصية ) إن أردنا الصدق مع شعبنا يجب أن تكون فقط على كيفية الإسراع بإيقاف آلة القتل والتخلص من النظام وعصابته وهذا سوف يكون سهلاً التوافق علية إن توفرت عفة في النفوس وانتماء صادق لشعبكم وبلادكم. نعلم جمبعاً أن البعض يرفض التدخل الخارجي والبعض الآخر يرفض المبادرة العربية والبعض يرفض كذا وكذا، ولكن إلى متى وإلى أين المسير هل نترك شعبنا يذبح؟.إن النظام الفاشي الشمولي في سوريا لن يرحل قبل أن تلوح بوادر القوة أمامه، وهذا لن يتحقق إلا إذا توحدتم تحت مظلة واحدة وتوافقتم على قرار موحد وهو مطالبة المجتمع الدولي بفرض حظر جوي على الطيران الحربي السوري وفرض إقامة منطقة عازلة ودعم حقيقي للجيش الحر. سارعوا الآن لاتخاذ خطوة جريئة كهذه لتنالوا شرف نظرة الإكبار والإجلال التي نالها شعبكم في الداخل من العالم أجمع، بعكس مانلتموه وللأسف من استخفاف واستهجان من جراء تشتتكم وهزالة موقفكم.الكل يدرك بأن هذا التردد الغريب الذي يمارسه المجتمع الدولي مع الحالة السورية له أسبابه التي علمنا بعضها، ولم نتمكن من معرفة بعضها الآخر، فلنتوحد لنسقط أقوى ما علمناه من هذه الأسباب ولنوجه دعوة لبعضنا البعض في يوم وتاريخ محددين ليتم فيه حدث سوف يسجله لكم التاريخ، هو يوم الاتفاق العظيم لنصرة ثورتنا المجيدة طلال بن محمد التركاوي, معارض السوري

رسالة إلى كل من يعتبر نفسـه معـارضاً سـوريـاً

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إلياس العماري ومعتقلا الشبيبة الإسلامية... وشائج سنوات الرصاص

المغرب الحديث بعيون مؤرخ المملكة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات