قلة التساقطات تهدد دكالة بالكساد

أثمان المواشي تراجعت بشكل ملحوظ وأسعار الأعلاف في ارتفاع وتخوف كبير على الخيول أدى انحسار التساقطات في هذه الفترة المفصلية من العام الفلاحي، إلى قلق شديد أرخى بظلاله على البادية الدكالية منذ أكثر من شهر، وتحول إلى يأس قاتل بعد أن أشرف شهر فبراير على نهايته. وقالت مصادر مطلعة إن كل بهيمة 5000 درهم من قيمتها الحقيقية وشرع الكسابة يتخلصون من القطيع، لأن الإفلاس ينتظرهم عند منعطف الطريق، وهو ما يؤثر حتما على النسيج الاقتصادي ببلادنا ويجعل نسبة النمو التي وردت في التصريح الحكومي غير قابلة للتحقق على خلفية أن الفلاحة هي المحرك الأساسي لقطاعات أخرى تابعة. وتشير كل المؤشرات المناخية إلى أن هذه السنة الفلاحية «جافة» وشبيهة بسنة 1981، ما أثر بشكل مباشر المراعي، وإلى ارتفاع مهول في أثمنة الأعلاف وتخوف كبير على مصير الكسيبة. وذكرت مصادر فلاحية أن ثمن الشعير ارتفع من درهم للكيلو غرام إلى 6 دراهم، فيما بلغت أسعار الشمندر إلى 40، 3 دراهم للكيلوغرام فيما راوحت أسعار التبن 35 درهما ل»البالة» وقارب ثمن «النخالة» 3 دراهم للكيلوغرام الواحد.وأكد أحد الكسابة من منطقة الشويرف بجماعة مولاي عبدالله أنه اضطر إلى إغاثة قطيع مشكل من 30 بقرة بتركه يرعى في حقول الشعير، بعد أن عجز عن ضمان مصاريف أعلاف أخرى، وفي ظل غياب مراعي بسبب قلة التساقطات المطرية. قبل أن يضيف «كنا ننتظر «صابة» فبراير لأنها تشفي المزروعات، وتثمر الزرع و»الضرع» بعد أن يعقبها مطر مارس الذي هو بمثابة ذهب خالص، لكن تأخرالتساقطات المطرية جعل الكسابة غير قادرين على تحمل مصاريف العلف، إذ أن بقرة واحدة تكلف يوميا حوالي 50 درهما عدا المصاريف البيطرية».وفي سيدي بنور، المدينة التي تعتبر أكبر سوق للماشية بدكالة، تحدث مصادر فلاحية عن تراجع فظيع في أثمنة الأبقار بنسبة 60 في المائة وأثمنة الخرفان بنسبة 70 في المائة بينما تحافظ الأكباش على أثمنتها، فيما سجل انهيار واضح في أثمنة الخيول وهو أمر علق عليه محمد زاهيدي، رئيس الجمعية الإقليمية لمربي وملاكي خيول الفروسية التقليدية بدكالة، بأنه خطر يهدد تربية الخيول بهذه المنطقة، ويهدد كذلك موروثا حضاريا متميزا يتجلى في «التبوريدة». وقال زاهيدي إنه يتعين دق ناقوس الخطر إزاء هذه الوضعية التي وصفها بالخطيرة، مذكرا أن على وزارة الفلاحة كوصي على القطاع أن تتدخل ببرنامج استعجالي لإغاثة الماشية بصفة عامة بدكالة والخيول بصفة خاصة في ظل الحديث عن الجديدة عاصمة للفرس والفروسية ببلادنا.تضرر الكسيبة بهذا الشكل قالت عنه مصادر فلاحية أخرى إنه يشكل ضربة موجعة للاقتصاد القروي المرتكز على تربية الماشية، مضيفة أن الانعكاسات لن تظهر بقوة إلا في شهر رمضان الذي سيعرف نقصا فادحا في الحليب ومشتقاته خاصة أن دكالة تعتبر ثالث خزان للحليب ببلادنا بعد الحوز وتادلة.وأمام أزمة الأعلاف دعت المصادر ذاتها إلى وقف استيراد الأبقار في هذه المرحلة الحرجة التي يمر منها الموسم الفلاحي، لأن ذلك سيترتب عنه بالضرورة جلب مواد علفية من الخارج بالعملة الصعبة تثقل ميزاننا التجاري.وتوقعت أن يؤدي الجفاف بالبادية المغربية إلى تقلص في أيام العمل وازدياد عطالة القرويين ما سيغذي حتما موجات من الهجرة القروية متدفقة على المدن والمراكز، مع ما يصاحب ذلك من انعكاسات سلبية ترفع بالأساس معدل الجريمة بشكل غير مسبوق. عبد الله غيتومي (الجديدة)

قلة التساقطات تهدد دكالة بالكساد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجار سوق "مليلية" بوجدة متخوفون من أشغال البناء

إقليم برشيد... سنتان بعد الولادة

مقالات ذات صلة