رضيع مراكش … سيناريو الاختطاف: زوجة سعودي في قلب الشبهة

استأثرت قضية اختطاف رضيع من داخل مستشفى بمراكش، باهتمام الرأي العام الوطني، كما دقت ناقوس الخطر على واحدة من الجرائم الخطيرة، لتطرح استفهامات حول الأمن الداخلي للمستشفيات، سيما أن هذه المرافق تستنزف ميزانيات كبيرة في مجال الأمن الخاص. ومازالت القضية تحمل في طياتها أسرارا كبيرة، سيما أن مسرح الجريمة متعدد، ناهيك عن أن وسائلها تراوحت بين التقارير الطبية ووسائل النقل المستعملة في الجريمة. المصطفى صفر أكدت الضحية للمحققين أنه في حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحا، تقدم منها "طبيب" وفحصها بمعاينة بطنها لفحص العملية التي أجريت لها، كما انتقل لفحص مولودها، فأخبرته بأنه يحمل بعض الرضوض الطفيفة في رأسه، فطمأنها بأن الأمر لا يدعو للقلق، ثم عاين تلك الرضوض قبل أن يخبرها بأنه سيحمله معه إلى قاعة الفحوصات من أجل الكشف عنه، فسمحت بذلك سيما أنه كان يرتدي الزي الخاص بالأطباء، وظلت تنتظر حوالي خمس ساعات دون أن يعود الطبيب بالرضيع، ما دفعها إلى إخبار الممرضة في حوالي الساعة السابعة صباحا، لتنتقل الأخيرة للبحث عن الرضيع دون أن تجد له أثرا لا في قاعة الفحوصات ولا في أي مكان آخر بمرافق المستشفى، لتتأكد أن الأمر يتعلق باختطاف وتبلغ المسؤولين. أدرك المحققون أن السيناريو الذي اعتمده المختطف، لا يمكن أن ينفذه إلا خبير بردهات المستشفى وطرق العمل، كما عرت القضية الاستهتار الموجود بالمستشفى، وضعف الأمن داخله، إذ رغم أن الممرضة اكتشفت شخصا غريبا داخل قسم الولادة، لم تبادر إلى الإبلاغ عنه بل تحدثت إليه ثم غادرت إلى مكتبها، رغم أنها تعرف جيدا العاملين بالمستشفى وتدرك جديا المهمة الجسيمة المنوطة بها. ناهيك عن تسيب آخر يتعلق ببوابات المستشفى ومداخله، فكيف وصل الغريب إلى قسم الولادة وما هو دور الكاميرات ورجال الأمن الخاص، سواء عند دخوله أو مغادرته وهو يحمل الرضيع؟ تعددت مسارات الأبحاث المتسارعة لعناصر الشرطة القضائية، في محاولة لحل لغز الاختطاف بالسرعة الممكنة، سيما أن المحققين كانوا يدركون جيدا أن عامل الزمن حاسم، إذ كلما زاد الزمن، تتلاشى الأدلة. ففي الوقت الذي كانت فيه عناصر أخرى تقتفي الآثار العلمية والتقنية للاهتداء إلى الفاعل أو الفاعلين، واصل فريق المحققين المكلف بجمع المعلومات الاستماع إلى أشخاص آخرين، فكل معلومة تستغل وكل وصف يوضع في الحسبان. توصلت التحريات لتشمل نزيلتين كانتا بالغرفة نفسها التي اختطف منها الرضيع، إلا أنهما أكدتا التصريحات نفسها التي استجمعت من أم المختطف، ولم تصفا جديدا يمكن أن يقود إلى حل اللغز. فاتسعت الأبحاث لتنتقل إلى خارج المؤسسة الاستشفائية، وبالضبط بالبوابة التي تستعمل للولوج إلى قسم الولادة، فلعل الجاني أو الجناة استعملوا سيارة أو ناقلة أخرى، سيما أن مثل هذه الجرائم تقتضي السرعة في التنفيذ ومغادرة مسرح الجريمة، وهذا لا توفره إلا ناقلة ذات محرك تكون رهن إشارة الفاعلين، وهو ما استدعى الاستماع إلى حارس السيارات. معلومات مهمة نفى حارس السيارات أن يكون شاهد في تلك الليلة شيئا غريبا أو راعت انتباهه تصرفات مشكوك فيها، قبل أن يمد المحققين بمعلومة مهمة، مؤكدا أنه قبل يومين فقط من الحادث، بينما كان يزاول مهامه في حراسة السيارات، تقدمت أمامه امرأة رفقة شخص آخر يتحدث اللهجة الخليجية، وسألاه عن حاجتهما لمولود، وإن كان يعرف امرأة تريد التخلي عن وليدها، فأجابهما بالنفي، إلا أنهم بعد أخذ ورد في الحديث اقتنع الحارس بإمكانية النظر في الأمر، لتسلمه المرأة رقم هاتفها المحمول، وطلبت منه الاتصال بها في حال عثر على من تريد التخلي عن مولودها، فأمسك الورقة المكتوب عليها الرقم الهاتفي وظل محتفظا بها. سلم حارس السيارات الورقة المكتوب عليها رقم هاتف المرأة التي ترددت على مستشفى ابن طفيل للبحث عن مولود قصد التبني، لرجال الأمن، فانطلقت الأبحاث وفق هذه الفرضية، ترجح أن تكون المرأة نفسها وراء واقعة الاختطاف بمشاركة آخرين. مباشرة بعد ذلك، تم استغلال الرقم الهاتفي، ليتم الاتصال عبر الرقم نفسه، لكن صاحبته لم ترد على كل المكالمات الواردة عليه، ما ضاعف الشكوك، قبل القيام ببحث تقني مكن من تحديد هوية صاحبته، وكذا عنوانها بالمحاميد في مراكش، ليتم الانتقال بسرعة إلى العنوان المحدد، وبتنسيق مع الوكيل العام داهمت مصالح الشرطة الشقة بعد استئذان صاحبتها، وأثناء التفتيش تم العثور على مجموعة من الملابس الخاصة بالمواليد الجدد، وكانت تلك الملابس بغرفة النوم.

رضيع مراكش … سيناريو الاختطاف: زوجة سعودي في قلب الشبهة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوستة... زعيم قال لا للحسن الثاني

فاس من أبوابها : باب المكينة ... دور روحاني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات