طاليس: المسرح أنقذني من التطرف

طاليس... كدت أكون إرهابيا 2 خلف ابتسامته وحسه الفكاهي، تختبئ معاناة كثيرة عاشها ومازال يتذكر تفاصيلها إلى اليوم. إنه عبد العالي لمهر، المعروف ب "طاليس"، الذي كانت بدايته بدوار السكويلة ومعاناته مع الفقر والتطرف قبل أن يدخل عالم الشهرة. كان يقضي ساعات طويلة رفقة منفذي هجمات 16 ماي الإرهابية كان من الصعب على "طاليس " أن يتحمل فراق والدته، وتقبل عالمه الجديد. فالانتقال من أحد دواوير زاكورة، والذي لا تتوفر فيه أبسط شروط العيش الكريم، إلى العاصمة الاقتصادية، قلب حياته رأسا على عقب، وغيرها 180 درجة. يقول طاليس إنه في الوقت الذي وجد فيه نفسه بعيدا عن والدته، وسنه لا يتجاوز حينها، ست سنوات، دخل في دوامة كبيرة، لم يقو على الخروج منها، بسهولة، سيما أنه لم يهيأ لذلك، وكان الأمر مفاجأة غير سارة بالنسبة إليه. وبعد محاولات كثيرة، ورغم المشاكل العائلية التي كان يتخبط فيها، استطاع الاندماج في عالمه الجديد، سيما أنه مباشرة بعد ذلك، التحق بالمدرسة "انتقالي إلى البيضاء، للعيش رفقة والدي وزوجته، مكنني من التعرف على الكثير من الأشخاص والشخصيات التي مازالت راسخة لدي، إلى حدود اليوم، وهي الشخصيات التي كان لها أثر كبير في حياتي". ومن بين الذين جمعتهم بطاليس علاقة صداقة، في مرحلة الشباب، منفذو هجمات 16 ماي الإرهابية، التي شهدتها البيضاء، خلال 2003، إذ كان يقضي ساعات طويلة رفقتهم، ولم يتخيل قط، أنهم يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية "فوجئت كثيرا في الوقت الذي علمت فيه أن أصدقائي، والذين كنت أقضي رفقتهم ساعات طويلة، لهم علاقة بالأحداث الدامية التي شهدتها المدينة، وأنهم يتحملون مسؤولية ما حدث في ذلك اليوم. كانت صدمتي كبيرة، إذ لم أتوقع يوما ذلك"، يقول طاليس قبل أن يضيف أنه ارتبط بهم إلى درجة كبيرة، وكان يلبي دعواتهم للصلاة رفقتهم ولحفظ القرآن "عاشرتهم لدرجة كبيرة، وبمحض إرادتي كنت أرافقهم". ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فحسب ما جاء على لسان طاليس، في رحلة العودة إلى المكان، والحديث عن تفاصيله، فقد كان من الممكن أن يصير إرهابيا، وأن يتشبع باعتقادات أصدقائه الإرهابيين الذين فجروا أنفسهم في أحداث 16 ماي البيضاء، وهو الحادث الذي خلف الكثير من الضحايا، مازالت عائلاتهم إلى اليوم، تتجرع مرارة الفراق، إلا أن المسرح أنقذه من ذلك، وحال دون تطرفه واتباع طريق أصدقائه الإرهابيين. كما أن مواظبته على حضور دروس المسرح، والمشاركة في الأنشطة التي كانت تنظم فيه، جعلاه بعيدا عن "البلية"، والتعاطي للمخدرات، سيما أنه كان يعيش في وسط، تنتشر فيه وتجد مكانا لها في صفوف الشباب.

طاليس: المسرح أنقذني من التطرف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سيكار مالح باللحم

حجز 93 طن من المواد الغذائية غير الصالحة في رمضان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات