مغاربة ليبيا يعيشون أوضاعا صعبة

يمر المغاربة المقيمون في الديار الليبية بظروف صعبة فاقمها اندلاع ثورة 17 فبراير من السنة الماضية، وذكرت رسالة للجالية المغربية بليبيا، وقعتها فعاليات مدنية وطلبة جامعيون ومهنيون وحرفيون، أن هؤلاء يتعرضون «لسوء معاملة من قبل بعض موظفي القنصلية والسفارة المغربيتين بطرابلس»، وأضافت الرسالة، التي توصلت «الصباح» بنسخة منها، أن «هذه الأوضاع تنضاف إلى لامبالاة السلطات المغربية بمطالب وحقوق هذه الجالية». وكشفت أن العلاقة بين التمثيليات الدبلوماسية المغربية بليبيا يطبعها «عدم التوافق في تحديد المسؤوليات، وصراع وتشاحن واضح بينها وتوجيه متبادل للاتهامات»، واستشهدت الرسالة على ذلك بموضوع منح الطلبة، إذ قالت إن منحة الموسم الجامعي 2010 – 2011 مازالت «لم تصرف بعد».وأوضحت أن معظم أولياء الطلبة المغاربة بليبيا عاطلون عن العمل نتيجة الأزمة التي تمر بها البلاد، والاضطرابات السياسية والأمنية التي تعصف باقتصاد البلاد، علاوة على أن الدولة الليبية مازالت في طور إرساء أسس مؤسساتها. ودفعت هذه الظروف عددا من الطلبة إلى ترك دراستهم، فيما التجأت فئة أخرى منهم إلى الاقتراض من الأصدقاء والمؤسسات البنكية لتغطية المصاريف المتراكمة بسبب «تأخر صرف المنح إلى ما بعد شهر شتنبر، ما يزيد تأزم وضعية الطالب المغربي»، مطالبة ب»الاستفادة من هذه المنحة في الموعد نفسه أسوةً بالطلبة في أرض الوطن».وكشفت الرسالة أيضا ارتفاعا في رسوم الدمغة لجواز السفر وكل المعاملات الإدارية وإرهاق أفراد الجالية بعدة متطلبات وإجراءات معقدة، ذكروا منها على سبيل المثال «إلزامهم بجلب عقود الازدياد من المغرب لإكمال المساطر الإدارية في القنصلية المغربية»، وطالبوا بتخفيض هذه الرسوم وإعفاء الطلبة منها وتيسير الإجراءات الإدارية لتصبح في متناول المغاربة المقيمين في ليبيا.وتضمنت الرسالة احتجاجا على «إقصاء مجموعة من الطلبة من اللائحة التي تم إرسالها عن طريق القنصلية المغربية بطرابلس، والتي تضم بعض الطلبة الذين أكلموا دراستهم خلال الموسم 2010 – 2011، لذا يجب تضمينها كل الطلبة الذين يستحقون المنحة». كما يطالب الطلبة الجامعيون المغاربة بليبيا بتمديد آجال تقديم ملفات الترشيح للمنحة برسم الموسم الجامعي 2011 – 2012، نظرا لأنها ملفات الترشيح تقتضي إنجاز كل الامتحانات النهائية لسنة 2011، والتي تأجلت بسبب الأوضاع التي مرت منها ليبيا.وأفادت الرسالة أن السفارة المغربية بليبيا «تلزم الطلبة بفتح حساب مصرفي خاص»، واعتبروا أن هذا الأمر «غير ممكن في ظل الظروف التي تمر منها ليبيا، التي لم تجهز مؤسساتها بعد لبدء العمل».وأوضحت أن القنصل العام «يمنع المؤسسات الجمعوية المغربية بليبيا والطلبة والمهاجرين المغاربة من الاجتماع داخل قاعة الاجتماعات بالقنصلية»، وكشفت أنه «يعامل الطلبة بطريقة مهينة ويمنعهم من دخول القنصلية بالاستعانة بعناصر أمن خاص ليبيين يعمدون إلى تفتيشهم»، مؤكدة أن السفير المغربي بطرابلس سبق أن «أعطى تعليماته بأن تلك القاعة رهن إشارة أفراد الجالية في أي وقت».وأشارت إلى أن معظم موظفي القنصلية «غير مؤهلين وتنقصهم الخبرة والكفاءة والمصداقية، كما يوجد عدم توافق بينهم وعدم التنظيم والعشوائية والفوضى في العمل الإداري داخل القنصلية، كما أنهم بالإضافة إلى معظم موظفي السفارة المغربية غير متعاونين بالشكل الكافي مع مطالب الجالية المغربية»، مطالبة «بإدماج الكوادر المغربية في ليبيا في العمل الاجتماعي والثقافي والقانوني مع السلك الدبلوماسي المغربي». واشتكى مغاربة ليبيا كذلك من «اللامبالاة الممنهجة مِن قِبل السلطات المغربية في حق الجالية المغربية بليبيا في فترة الأزمة الليبية وعدم الاعتناء بها بالشكل الكافي وتعويضها حق التعويض، وعدم المتابعة الميدانية لمشاكلهم بمن فيهم العائدون لأرض الوطن، إذ أن كل ما قامت به السلطات المغربية هو المشاركة فقط في عملية عودة بعضهم الاضطرارية إلى المغرب».من جهته نفى السفير المغربي بطرابلس، مولاي المهدي العلوي، أن يكون هناك أي تضارب أو صراع في الاختصاصات بين السفارة والقنصلية المغربيتين، موضحا، في اتصال هاتفي ب»الصباح»، أن السهر على تدبير شؤون أفراد الجالية المغربية في المهجر «من اختصاص القنصلية العامة، ولا تتدخل السفارة إلا في الشؤون الدبلوماسية، وتقدم الدعم للقنصلية في المسائل التي تستعصي عليها».وأكد أن موضوع منح الطلبة المغاربة في ليبيا بدأ يجد طريقه إلى الحل، مشيرا إلى أن مسؤولي وزارة التعليم العالي بالمغرب أكدوا له أن الأمر لم يعد «سوى مسألة وقت»، وأن ذلك سيكون في «أقرب وقت». وحاولت الجريدة الاتصال أيضا بالقنصلية المغربية العامة بطرابلس قصد الرد على ما ورد في الرسالة المذكورة لكن هاتفها كان مشغولا طلية الوقت. م. أ

مغاربة ليبيا يعيشون أوضاعا صعبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

من البيضاء إلى برلين... رحلة المفارقات

مطالب بإعادة فتح ملف"اختلالات صونداك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات