الباكوري يخلف بيد الله على رأس “البام”

الحزب أصبح رقما غير قابل للتجاوز في المعادلة السياسية والحزبية مر المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب الأصالة والمعاصرة، برأي العديد من المحللين السياسيين، والمتتبعين للشأن الحزبي الوطني، في أجواء باردة، غاب فيها الصراع في الآراء والمواقف السياسية، وهيمن فيها منطق التوافقات، ما نزع التشويق والإثارة عن مجريات المؤتمر، التي منحت الحزب انطلاقة جديدة في مساره السياسي، بعد رحيل بيد الله. وقد خلف مصطفى الباكوري محمد الشيخ بيد الله في منصب الأمين العام للحزب. عزا المحللون السياسيون "برودة" أجواء المؤتمر إلى الحسم المبكر في اسم الأمين العام الجديد للحزب، إذ راج اسم مصطفى الباكوري، بقوة، أسابيع قبل انعقاد المؤتمر، وكرست الكلمة الافتتاحية للأمين العام السابق للحزب، الشيخ محمد بيد الله، هذا التوجه، إذ أعلن منذ البداية أنه لن يترشح لولاية ثانية، بدعوى فرض التداول على الزعامة، ولقناعة قياديي ومناضلي الحزب، بأن "المهام والمسؤوليات لا تهمنا، وأن الجري نحو المقاعد لا يعنينا، وأن مقولة الزعيم الخالد الملهم لا تُغرينا". مجيء الباكوري، الذي لم يتأكد، رسميا، إلى حدود الساعات الأولى من صباح أمس (الأحد)، فتح المجال أمام ملاحظات وانتقادات، إذ أن الشخص لم ينتم، رسميا، إلى الأصالة والمعاصرة، ولم يكن عضوا في أجهزته، بل فُرض لخلق التوازن داخل الحزب، باعتباره رجل الإجماع والتوافق، والمؤهل لضمان استمرارية الحزب، واستقراره، وتكريس توجهه الحداثي والديمقراطي، وتحقيق الحكامة في التدبير. وكان محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام السابق للحزب أكد أن القيادة السابقة قامت بواجبها في وضع الحزب فوق السكة، وأن على القيادة الجديدة أن تواصل مسعى تكريس قوة ومكانة الحزب في الساحة السياسية، مؤكدا تجاوز الحزب لهشاشة البداية. وأقر بيد الله، في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها أمام المؤتمر الاستثنائي للحزب، مساء الجمعة الماضي ببوزنيقة، أن الطريق لم تكن مفروشة بالورود، إذ أن الحزب، تمكن خلال السنوات الثلاث الماضية، من الانتقال من مساندة الأغلبية الحكومية إلى وظيفة المعارضة بشكل سلس، واكتساب واستبطان طرق العمل المطلوبة فيها، كما أن نخب الحزب تدربت على تحمل المسؤولية السياسية، والانتخابية في المواقع التي توجد بها. وأبرز أن هذه المتغيرات الاستثنائية تحتاج من الحزب إلى وقفة متأنية، وهو ما يفسر الدعوة إلى مؤتمر استثنائي، لكي يؤهل الحزب هياكله، ويقيم مسار التأسيس، وحصيلة المرحلة، وأن يجد في نخبه الصاعدة المتشبعة بالمشروع قيادته المستقبلية، وأن يطور أطروحاته، توضيحا لهويته وموقعه السياسي وأفق تحالفاته، وأن يلائم قانونه الأساسي ونظامه الداخلي مع الدستور الجديد والقانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب، وأن يضع خارطة طريق لتنظيماته الموازية، وأن يجعل التنظيم والمشروع السياسي وجهين لعملة واحدة. وأكد بيد الله أن حصيلة الحزب كانت إيجابية، من زاوية أنه أصبح رقما غير قابل للتجاوز في المعادلة السياسية والحزبية للمغرب، وأن له هوية خاصة به، في إطار تعددية في حاجة إلى إعادة هيكلتها. وزاد قائلا، إن الحزب أصبح يمتلك شرعية ديمقراطية، لم يشكك أي أحد في مصداقيتها ونزاهتها بمناسبة الانتخابات التشريعية الماضية، إضافة إلى اقتران مشروع الحزب بتأنيث وتشبيب العمل السياسي والانتخابي.وفي الآن نفسه، أقر بيد الله، بوجود اختلالات ما زالت تطرح متاريس عديدة أمام تطوير تجربة الحزب، يعود جزء منها إلى أنه كان يشتغل في أجواء ضاغطة وعسيرة، ومكهربة في أغلب الأحيان، لكن الجزء الآخر يعود إلى أن الحزب لا يزال لم يجد بعد، تلك الوصفة القادرة على ترجمة الفلسفة التنظيمية التي يريدها ويأمل المناضلون في تحققها. وقال بيد الله، “إن الانتخابات التشريعية لـ 25 نونبر السابقة لأوانها شكلت أكبر محك للحزب طيلة الفترة الماضية، إذ أنها كانت الأولى بعد إقرار الدستور الجديد، وتقررت بعد أكثر من ستة أشهر من حملة ممنهجة، استهدفت الحزب، مما “جعلنا لم نكن على قدم المساواة مع باقي الأطراف السياسية، إذ أننا كنا مطالبين بتفنيد كل ما علق بنا من اتهامات مجانية، والتحضير الجيد وفي كل المناحي لهذا الاستحقاق، وحسن اختيار المرشحين القادرين على الحفاظ على مكانة الحزب السياسية والانتخابية”. وأضاف أن الحزب خاض مغامرة أخرى، وهي التجديد بنسبة مرتفعة للمرشحين الذين قدمناهم، وكنا الحزب الذي قدم أكبر الترشيحات النسائية خارج اللائحة الوطنية”.واعتبر أن من أهم الأهداف المسطرة في المشروع السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، المساهمة في الدفع بعملية التقاطب والتحالف بين الأحزاب السياسية، بهدف إيجاد مشهد سياسي بتعددية بديلة، مشيرا إلى أن الحزب تأسس على فكرة اندماج أحزاب سياسية قائمة. وأبرز أنه يؤمن بجدوى وجود تعددية حزبية حقيقية مبنية على تعددية العروض السياسية، لما لذلك من تأثير إيجابي على حسن مقروئية المشهد الحزبي، وسهولة تشكيل الأغلبيات كما المعارضات، المطالبة بالانسجام والتنسيق والتضامن وإن بمستويات متباينة. وأكد حرص الحزب على القيام بمبادرات في هذا الاتجاه، خارج زمن تشكيل الأغلبيات الحكومية، إذ أن التحالفات الجادة ذات النفس الاستراتيجي هي تلك التحالفات التي توحدها لغة البرامج الواضحة، واستشراف آفاق المستقبل لخدمة المصالح العليا للبلاد، وجعل ظروف عيش المواطنة والمواطن في صلب العمل اليومي. التحالف من أجل الديمقراطية يخيم على المؤتمردخل الأصالة والمعاصرة، يقول بيد الله، تجربة “التحالف من أجل الديمقراطية”، والذي “أردناه ومنذ البداية إطارا للعمل مفتوحا لجميع الديمقراطيين، يشتغل خارج التصنيفات الكلاسيكية، ويحمل نفسا استراتيجيا”. وأضاف أن الحزب انضبط لكل ما صدر عن هذا التحالف من قرارات مبدئية أو إجراءات سياسية، غير أن هذا التحالف لم يصمد أمام نتائج انتخابات نونبر، مما جعل سؤال التحالف، وموضوعه، ودرجته، وغاياته، مطروحا على أشغال المؤتمر. وعاد بيد الله للحديث عن تداعيات نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي فرضت على الحزب الاستمرار في التموقع في المعارضة، بحكم عدم تصدر العرض السياسي للحزب اختيارات القاعدة الانتخابية. وفيما أكد أن الحزب لا يدعي قيادة المعارضة، رغم أنه جزء فاعل ومهم فيها، إلا أنه أقر أن المنطق السليم “يدعونا جميعا كأحزاب معارضة إلى التنسيق الجدي والفعال، إذ كما أن المعارضة تطالب الأغلبية بالتضامن وبالانسجام والفعالية، فمن باب أولى أن تعمل بمضامين الخطاب ذاته، خصوصا أنها تشكل نظريا، مشروعا بديلا للأغلبية. جمال بورفيسي

الباكوري يخلف بيد الله على رأس “البام”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صراع الأجنحة في مؤتمر الأصالة والمعاصرة

بوكوس يدعو إلى مخطط إستراتيجي للنهوض بالأمازيغية

مقالات ذات صلة