“ديكتاتورية” العماري تنجح المؤتمر الاستثنائي لـ”البام”

إشادة بالهمة وسيطرة اليساريين على المجلس الوطني أهم العناوين الكبرى للمؤتمر أجمعت مختلف التحليلات والتعليقات التي واكبت أشغال المؤتمر الاستثنائي لحزب الأصالة والمعاصرة، على أن هذه المحطة التي راهن عليها نشطاء الحزب، مرت في أجواء باردة، إذ لم تتميز بنقاش ساخن يعكس حجم وقوة الحزب، باستثناء مداخلات بعض المؤتمرين المحسوبين على رؤوس الأصابع، يتقدمهم إلياس العمري، الذي أعاد المقربين منه إلى منتصف الثمانينات، عندما كان يشرف على تسيير بعض حلقات النقاش بالجامعة. لم ترتفع درجة حرارة النقاش إلا في اليوم الثاني من أشغال المؤتمر، عندما عرضت أوراق الورشات المختلفة للنقاش، الذي قيده محمد بودرا، رئيس المؤتمر بمدة زمنية قصيرة لم تكن تتجاوز دقيقتين لكل متدخل، ما حرم المؤتمر من نقاش سياسي وتنظيمي حقيقي· ولم تتخلل المؤتمر أي اصطدامات أو ملاسنات، والفضل في ذلك يعود إلى إلياس العمري، رئيس اللجنة التحضيرية، الذي فرض "ستالينيته" على المؤتمرين من خلال تهديدهم بطرق مختلفة من أجل فرض الانضباط، وهو ما نجح فيه بنسبة كبيرة، وفق أكثر من مصدر تابع النقاش الذي كان يتمد إلى ساعات متأخرة من الليل·وتميزت أشغال المؤتمر الاستثنائي، من جلسته الافتتاحية إلى اليوم الأخير منه، بمجموعة من الملاحظات يمكن إجمالها كالأتي:-1 حضور وازن للأحزاب السياسية، خصوصا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي تحولت قيادته، برئاسة عبدالواحد الراضي، إلى بوزنيقة، ما جعل بعض القراءات والتحليلات تنشط، وتتحدث عن إمكانية عودة حزب "الوردة" إلى المشاركة في حكومة عبدالإله بنكيران، رفقة حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما تمر فترة زمنية حددت في سنة ونصف أو سنتين.-2 لفت حزب الاستقلال أنظار المؤتمرين، وكذا جميع ممثلي الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام، عندما قرر مقاطعة الجلسة الافتتاحية، وعدم تلبية دعوة الحضور، إذ لم يحضر أي عنصر، ولو من الدرجة "الدنيا" في حزب "الميزان"، ما يعني أن تعليمات صارمة أعطيت لجميع البرلمانيين الاستقلاليين، وأعضائه الذين تجمعهم علاقة قرابة وصداقة قوية مع بعض قادة حزب "البام"· ولعل "الشائعات" التي راجت في كوالس المؤتمر الاستثنائي للبام، قريبة من الحقيقة، خصوصا أنها صدرت على لسان أسماء نافذة في الحزب المقرب جدا من دوائر صنع القرار السياسي والحكومي والحزبي في بلادنا·-3 حضور عبدالله باها، وزير الدولة، والرجل الثاني في حزب العدالة والتنمية، الذي يسميه إلياس العمري، النسخة طبق الأصل لعبد الإله بنكيران، فسره الكثيرون بأن حالة التوتر والقلق والتوجس بين حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية انتهت، وحلت محلها علاقة "الأخوة" و"التقارب" و"التفاهم"، وهو ما دفع باها إلى القسم لإلياس، أن بنكيران، الأمين العام، غاب لدواع صحية،. -4 الحضور الشخصي لنبيل عبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، حمل رسالة قصيرة، تفيد أن ما كان يقوله الزعيم "الشيوعي" في حق حزب "البام" مجرد مزايدات سياسوية، وغير مبدئية، سرعان ما تم محوها بمجرد أن شارك حزب "الكتاب" في حكومة بنكيران، وتحمل بن عبدالله لحقيبة وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة·-5 رفض قيادة حزب "البام" الكشف عن أسماء الوفد الذي قيل إنه جاء من مخيمات تندوف لحضور المؤتمر، وذلك لدواع أمنية، فيما تحدثت مصادر "الصباح" عن أن لا أحد منهم حضر، مقابل حضور وازن لمؤتمرين من مدينتي سبتة ومليلية المحتلين· 6- تحكم تيار إلياس في تشكيلة برلمان الحزب (المجلس الوطني) بنسبة 70 في المائة، ما يعني أن أعضاء المكتب السياسي، أغلبهم سيكونون من الوجوه الجديدة/القديمة التي لن تقول في يوم من الأيام كملة "لا" لكل ما يريده إلياس. 7- إبعاد بعض الوجوه التي ارتبط اسمها بلحظة تأسيس الحزب سنة 2008، وإقصاؤها بطريقة "ديمقراطية" من عضوية المكتب السياسي، أبرزهم عابد شكايل والطاهر شاكر وميلودة حازب وحسن بنعدي وعبدالرحيم مساعد وعلي بالحاج وآخرون· 8- شكل الإعلان المبكر للشيخ محمد بيد الله، عدم تجديد ترشيحه لولاية جديدة على رأس الأمانة العامة للحزب، بداية متعثرة لأنصاره، الذين فهموا أن زمنهم داخل الحزب انتهى، وأن مرحلة جديدة، بدأت في التشكل، سيقودها عنصر جديد اسمه مصطفى الباكوري، الذي ظل عبداللطيف وهبي، اليساري السابق، يلازمه كظله طيلة فترات المؤتمر.-9 إعادة الاعتبار إلى حكيم بنشماس، بترويج اسمه، رئيسا للمجلس الوطني، عشية الهجوم عليه من قبل حزب الاستقلال، وبعض الإطارات الجماهيرية الموازية له، نظير العصبة المغربية لحقوق الانسان.-10 فرض تيار اليساريين داخل الحزب على إلياس تغيير خريطة طريق نتائج المؤتمر، بضمان حضور وازن لهم داخل المكتب السياسي، مقابل السكوت عن رئاسة الحزب من قبل الباكوري، الذي لم يكن يوما مناضلا في الحزب، بل كان من مؤسسي حركة لكل الديمقراطيين، رغم أن إلياس سبق أن قال في الندوة الصحافية التي سبقت انعقاد المؤتمر إنه "مناضل حزبي"· 11- بروز توجه قوي داخل المؤتمر يرفض فرض الباكوري، أمينا عاما، خصوصا عندما شرع مؤتمرون من الرباط في ترديد شعارات تتغنى به، وتقول "جئنا واتفقنا، والباكوري لي بغينا"· 12- إثارة اسم فؤاد عالي الهمة من قبل أكثر من مؤتمر، والإشادة به، مؤسسا للحزب، الذي ساهم في إخراج الحياة السياسية من حالة الركود، والأحزاب من حالة "الغيبوبة" التي أصابتها طيلة سنوات، حتى فقدت معها كل ثقة من طرف المواطنين· عبدالله الكوزي (موفد الصباح إلى بوزنيقة)

“ديكتاتورية” العماري تنجح المؤتمر الاستثنائي لـ”البام”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البام والديمقراطية الاجتماعية المنفتحة

المؤتمر منح "البام" انطلاقة قوية لتأسيس تنظيماته الموازية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات