البام والديمقراطية الاجتماعية المنفتحة

الوثيقة التوجيهية تدعو إلى إعادة تصحيح مفهومي الأصالة والمعاصرة دعت الوثيقة التوجيهية لحزب الأصالة والمعاصرة إلى إعادة تصحيح المفهوم المتداول حول الأصالة والمعاصرة، لذا حرص معدو المرجعية الفكرية على التشديد على أن الأصالة مفهوم مركب محدد بدوائر متفاعلة بعضها كامن مستعد للتمظهر في أي لحظة، وبعضها الآخر ظاهر للعيان مؤسس ومهيكل للهوية العامة للمغاربة، أهمها اعتبار المغرب بلدا عربيا إسلاميا ذا عراقة أمازيغية، متعدد الروافد، عقيدته الإسلام السني المنفتح والمذهب المالكي ونظامه الملكية.أما المعاصرة التي يقصدها الحزب، حسب الورقة التوجيهية، فتعني الدفع بالخصوصية المميزة للشخصية القاعدية المغربية إلى أن تكون مدخلا للتثاقف والمحاورة الكونية.كما أعلن الحزب أن المنطلق الذي يؤسس للمرجعيته الفكرية هو الديمقراطية الاجتماعية المنفتحة وليست الديمقراطية الاجتماعية المنغلقة المكتفية بالجمع الانتقائي بين الليبرالية الديمقراطية والاشتراكية الجديدة.ويعتبر البام أن تبنيه الديمقراطية الاجتماعية المنفتحة منهجا وأفقا لبناء الحداثة والديمقراطية، ينطلق أساسا من فهم للأصالة والمعاصرة في بعدين لا ينفصلان في هذا البناء، أي للأصالة كمخزون حضاري منفتح للمغاربة، وللمعاصرة كتناغم مع روح العصر في توقها للرقي بالبشرية، ومن الانفتاح على قوى الحداثة المنتصرة لقيم الحق والحرية والمساواة والإنصاف الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي.ويرى "البام" أن التطورات التي شهدها العالم أدت إلى تقلص دور المنظومات الايديولوجية المرجعية التي سادت منذ أواخر القرن الماضي، وإلى ضعف التمايز بين ما كان يعرف باليسار واليمين، وبروز مفاهيم جديدة مثل الحكامة المتطورة والفعالية في تدبير الموارد المتوفرة.كما شددت الوثيقة المرجعية للأصالة والمعاصرة على أن باقي الأحزاب السياسية المغربية لم تذهب إلى مراجعة إطاراتها المرجعية بما يتلاءم وروح العصر، وظلت، كما قال محمد معزوز في ورشة لجنة الهوية، تحصر نفسها إما في خيار الليبرالية أوالاشتراكية كما تعكسها وثائقها المذهبية، وبشكل مقتضب لا يتعدى بضعة أسطر، دون الانفتاح على الاجتهادات الفكرية والتجارب السياسية التي عرفتها دول أوربية قطعت أشواطا كبيرة على درب تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والديمقراطية، وهو ما اصطلح عليه بالخيار الثالث بين الليبرالية والاشتراكية.من جهة أخرى، تشير الوثيقة المرجعية إلى أنه وفي ظل التحولات الفكرية والمذهبية التي تمس العالم أجمع وطبقا لإدراك الحزب لمحورية المسألة الاجتماعية المتنامية، فإن حزب الأصالة والمعاصرة مدعو إلى الاجتهاد في اتجاه تعميق التوجه النقدي الموضوعي القائم على قراءة التجربة التاريخية، رابطا بين مرجعيته الديمقراطية المنفتحة وبين الممارسة السياسية التي يكون فيها تداول الحكم مستندا على "الإرادة الواعية وتوجهات الرأي العام المتباينة"، التي تكون، حسب الوثيقة، مصدرا للسلطة والشرعية.ومن هذه الزاوية، يؤكد حزب الأصالة والمعاصرة في خياراته الإستراتيجية على الدفاع على مصالح المواطنين، خاصة الفقراء منهم وذوي الدخل المحدود والمتوسط في تحقيق، ما تدعوه الوثيقة المرجعية، ب "المطالب الأساسية" مثل التعليم والصحة والشغل والسكن وحماية البيئة ومحاربة الفساد والعدالة في توزيع الثروات.ودفاع البام عن الفئات الفقيرة الوسطى، تؤكد وثيقته الايديولوجية، يعني تشبثه بالمسؤولية الاجتماعية داخل اقتصاد حر، دون أن يعني ذلك الخضوع لآليات العرض والطلب في المجال الاقتصادي دون تدخل الدولة عبر التصحيح والمراقبة والمساءلة.وتقوم الديمقراطية الاجتماعية، كما يفهمها البام، على السعي إلى تحقيق جيل جديد من الإصلاحات الاقتص ادية التمثيلية والتشاركية ومقاربة النوع والتجاوب المستمر مع الحركات الاجتماعية.كما تقوم الديمقراطية الاجتماعية، حسب البام، على وضع استراتيجية لمحاربة الفساد والقطع مع السلوكات السلبية داخل مؤسسات الدولة والمجتمع.ويدعو البام في "عناصره البرنامجية" المؤطرة لبرنامجه السياسي، إلى إصلاح جذري للمنظومة التعليمية، ودعم التعليم العمومي، وضبط العلاقات الشغلية داخل القطاعات المنتجة بين الأجراء ومشغليهم، وإقامة شراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وسن سياسة جبائية عادلة ومتضامنة، وترسيخ البعد التنموي كمحور إستراتيجي في جميع السياسات العمومية. رشيد باحة (موفد الصباح إلى بوزنيقة)

البام والديمقراطية الاجتماعية المنفتحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البام" أغنى حزب في المغرب

"ديكتاتورية" العماري تنجح المؤتمر الاستثنائي لـ"البام"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات