20 فبراير البيضاء “تحتل” ساحة الحمام

خاضت اعتصاما لمدة 24 ساعة تمهيدا لاحتفالات واسعة بحلول الذكرى الأولى لانطلاقتها في خطوة رمزية وغير مسبوقة توافد نشطاء حركة 20 فبراير من تنسيقية الدار البيضاء إلى ساحة الحمام في قلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، زوال أول أمس (السبت)، لخوض اعتصام مدته 24 ساعة، وهو مقدمة للاحتفالات بالذكرى الأولى لميلاد الحركة الاحتجاجية الأبرز في تاريخ المغرب المعاصر التي تحل اليوم (الاثنين).وفي مشهد يذكر بالإنزال الذي نظمته حركة «احتلوا وول ستريت» يوم احتل مئات الشباب الأمريكيين جنبات ساحة «زاكوتي بارك» بنيويورك، وأيضا بأجواء ميدان التحرير منذ أزيد من عام، نزل شباب 20 فبراير إلى ساحة الحمام، حيث نصبوا الخيام ونشروا اللافتات تمهيدا لليلة استثنائية في مسار الحركة التي تطفئ اليوم شمعتها الأولى على درب استئصال وإسقاط الفساد والاستبداد.واقتعد شباب الحركة أرضية الساحة يفترشون قطعا من الكارتون والحصير البلاستيكي... فيما بائع قهوة سوداء متجول يطوف موزعا فناجين المشروب السحري الغني بالكافيين المنبه بين الشباب، الذين شكلوا حلقيات يتبادلون فيها النكات ويتجاذبون أطراف الحديث حول حقبة حكم الملك الحسن الثاني، فيما انشغلت عناصر أخرى بعزف مقطوعات موسيقية على القيثارة.وانطلقت عمليات «احتلوا ساحة الحمام» حوالي الساعة الثالثة من زوال أول أمس (السبت)، إذ شوهد شباب تنسيقية حركة 20 فبراير البيضاء يتدفقون تباعا على الساحة، وبعد أن انتهوا من نصب الخيام شرعوا في تركيب مكبرات الصوت، التي كانت امتدادا لمحطة إذاعية أقاموها في عين المكان لبث شعارات الحركة ومقاطع غنائية شبابية حماسية، وللتواصل في ما بينهم وإبلاغ الحاضرين بآخر المستجدات وفقرات البرنامج النضالي والاحتفالي، الذي بدأ أمس (الأحد) ويستمر إلى اليوم (الاثنين). ولم ينس المعتصمون أن يحضروا قنينات الغاز والطواجين وبراريد الشاي، علاوة على البطاطس والطماطم والبصل والبقدونس... لإعداد «كاميلة» شهية ليحاربوا بها الجوع والبرد الشديد الذي بدأ يتدفق مع إرخاء الليل سدوله، ما أضفى على المعتصَم أجواء من التلاحم والتقارب بين شباب ومناضلين من شرائح عمرية متفاوتة والمتحدرين من طبقات اجتماعية مختلفة. وردد الشباب، كما هي العادة، الشعارات التي خرجت بها الحركة منذ انطلاقتها في مثل هذا اليوم من السنة الماضية، والتي عملت على تطويرها وتطعيمها بأفكار ورؤى جديدة حاولت مسايرة التطورات السياسية والاجتماعية التي عاشها المغرب منذ أول مسيرة للحركة. وهي شعارات ظلت وفية للشعار الجوهري الذي رفعته الحركة «الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبداد»، وتفرعاته مثل المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة، إضافة إلى رفع بعض المعتصمين شعارات تتضمن مطالب اجتماعية محضة تتعلق في مجملها بتوفير سكن لائق، وأخرى تستنكر غلاء فواتير الماء والكهرباء والمعيشة...وفي سياق متصل، دعا المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير كافة مكونات حركة 20 فبراير من تنسيقيات ولجان ومجالس محلية للدعم وتنظيمات منضوية في المجلس الوطني للدعم وكل القوى الديمقراطية والحية بالبلاد وسائر المواطنات والمواطنين إلى «الانخراط في اليوم النضالي الوطني الثاني عشر، وذلك بتنظيم تظاهرات ومسيرات حاشدة وسلمية يوم أمس (الأحد) بسائر المناطق، للتعبير عن استمرار النضال ضد الاستبداد والقهر والظلم والفساد، ومن أجل الكرامة والحرية والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان للجميع».كما دعا المجلس، في بيان توصلت "الصباح" بنسخة منه، إلى إنجاح "الأنشطة الفنية والإشعاعية والنضالية (المنظمة اليوم الاثنين)، تتويجا لسنة من النضال المستمر وتخليدا للذكرى الأولى لانطلاق حركة 20 فبراير الذي يصادف اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية الذي أقرته الأمم المتحدة". محمد أرحمني

20 فبراير البيضاء “تحتل” ساحة الحمام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عودة الإضرابات إلى المحاكم الأسبوع الجاري

بنكيران: لا نسمح بإهانة قوات الأمن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات