فوزي جمال مدرب الكوكب قال إنه يؤمن بقدرات فريقه في البقاء أكد فوزي جمال، مدرب الكوكب المراكشي، أن جميع مكونات الفريق تتحمل مسؤولية الوضعية الحرجة التي يجتازها في نهاية الموسم، وأنه رغم عدم جواز محاسبته في حال فشله، إلا أنه تعهد بتحمل المسؤولية معهم في حال فشله في البقاء. وأوضح فوزي جمال في حوار مع "الصباح" أنه متفائل بخصوص المباراتين المتبقيتين من البطولة الوطنية، وإمكانية لاعبيه في الحفاظ على مكانته بالقسم الوطني الأول، لذلك يدعو الجميع إلى الانخراط في تحقيق ذلك، مشيرا إلى أنه مستعد للبقاء في حال فشله، إذا قبل المسؤولون الاشتغال وفق مشروعه. وفي ما يلي نص الحوار: ألا تعتقد أنك غامرت بقبولك تدريب الكوكب في هذه الوضعية؟ المغامرة تدخل في صميم عمل المدرب، وأنا أعتبرها جزءا من حياته المهنية، فكما يعلم الجميع المدرب هو الحلقة الضعيفة في منظومة كرة القدم، والدليل على ذلك، أنه في حال عدم تحقيق نتائج جيدة، يكون أول من توجه إليه أصابع الاتهام، وفي غالب الأحيان يتم الاستغناء عنه بسهولة، وهذا ما حدث مع المدربين الذين تعاقبوا على الفريق هذا الموسم. لكن أنا قبلت هذه المغامرة، لأن الكوكب المراكشي فريق كبير، وله مكانته في البطولة الوطنية، ويتوفر على لاعبين جيدين، بإمكانهم أن يدافعوا عن حظوظهم في البقاء ضمن أندية الصفوة، وما يحتاجه في الوقت الراهن القليل من التنظيم وتصحيح بعض النقط التكتيكية، علما أني رفضت عروضا أخرى من أندية القسم الوطني الأول، وأعتقد أني سأنجح في مهمتي. هل الهزيمة أمام المغرب التطواني عقدت مهمتكم في البقاء؟ كما لاحظ الجميع، أن الفريق كان بإمكانه الفوز، أو العودة بالتعادل على الأقل، تنقصنا بعض النقط الصغيرة، فاللاعبون الذين يتشكل منه الفريق صغار السن، كما أن وضعية الكوكب المراكشي في الوقت الراهن صعبة عليهم، بحكم أنهم لا يتوفرون على تجربة لتجاوز مثل هذه الظروف. هل تعاقدك مع الفريق ينتهي مع نهاية الموسم الجاري؟ أول ما تحدثت عنه مع مسؤولي الفريق، إخراجه من هذه الوضعية، إذن فالهدف الأول بالنسبة إلي وإلى المسؤولين، إنقاذه من النزول إلى القسم الثاني، بعد ذلك قررنا حرية الاختيار الاستمرار أو إنهاء التعاقد بعد ذلك، وبطبيعة الحال، سيكون ذلك رهينا بالنتائج التي سنحققها معا في المباراتين المتبقيتين. هل يعني أنك مستمر مع الفريق حتى في حال نزوله؟ ليس لدي أي مشكل في ذلك، شريطة أن يكون هناك مشروع مع المسؤولين، يقضي بتكوين فريق تنافسي وإعادته إلى مكانه الطبيعي، لكن هذا الأمر سابق لأوانه، فكما قلت، فأنا متفائل بخصوص بقائه. كيف ستتعامل مع المباراتين المقبلتين؟ كل مباراة يخوضها الكوكب هي مباراة سد، كما أن كل واحدة تختلف عن الأخرى، وأظن أن وضعية شباب الريف الحسيمي، منافسنا في الدورة 29، أكثر تأزما من فريقي، إذ أجرى مرحلة إياب صعبة، لذلك سنعمل على استغلال هذه الفرصة، والاستفادة من استقبالنا بالميدان، ما يفرض علينا أن نكون أكثر حماسا ورغبة، ودوري ينحصر في منحهم الإمكانيات للفوز في المباراة، لذلك فأنا أشتغل معهم بوتيرة حصتين يوميا، دون أن يكون هناك ضغط بدني عليهم، لذلك فأنا أركز على الجانبين التكتيكي والذهني بدرجة أكبر، لأنني لاحظت أن الفريق يسجل عليه كثيرا في الجولة الثانية، لذلك اشتغلت في هذا الاتجاه، من خلال حثهم على التركيز أكثر، وأنا واثق من أن مردود اللاعبين سيكون أفضل من مباراة المغرب التطواني. من سيتحمل المسؤولية في حال إخفاقك؟ كلنا مسؤولون عن وضعية الفريق في حال الإخفاق، رغم أنني تسلمت قيادته في المباريات الثلاث الأخيرة من البطولة ومن الصعب أن أتحمل المسؤولية، إلا أن المسؤولين لهم درجة من المسؤولية في وضعية الفريق، والمدربين السابقين وكذلك اللاعبين، إلا أنني أخبرتهم أنني مستعد لتحمل المسؤولية مع اللاعبين الذين سيخوضون المباريات بالملعب. وأعتقد أن الفريق في تحسن منذ أن تسلمته، بعد مرحلة تقييم أجريتها، وما يعجبني أن اللاعبين متحمسون ومتقبلون لهذه المغامرة، ولديهم ردة فعل إيجابية في التداريب. هل تتلقون دعما معنويا من المسؤولين؟ صراحة، هناك دعم معنوي من المسؤولين، إذ زارنا الاثنين الماضي رئيس المكتب المديري للفريق، كما زارنا الثلاثاء الماضي والي مراكش، من أجل تحفيز اللاعبين على تحقيق نتيجة إيجابية، والجميع واع بالمسؤولية من موقعه، إذ ركزنا على تدخل الجميع لإنقاذ الفريق من وضعيته، علما أنه الموسم الثاني على التوالي الذي يعيش فيه الفريق هذا الوضع. كما أني سأعمل في نهاية مهمتي على وضع تقييم لوضعية الفريق واللاعبين، من أجل عدم السقوط في الأزمة نفسها خلال الموسم المقبل. ماذا عن التحفيز المادي؟ أود أن أشكر رئيس الفريق، لأني تحدثت إليه بشأن إعطاء اللاعبين الأجر الشهري، فاستجاب لي، وأدى أيضا مستحقات الإيجار، لأنه يعرف جيدا أهمية الجانب المادي في هذه الفترة، وهذا يؤكد التجاوب بيني وبين المسؤولين، وانخراطنا جميعا في هذا المشروع لإنقاذ الفريق، سيما أن اللاعبين يشتغلون بكل ما لديهم من أجل المشروع ذاته. كما يعلم الجميع أن اللاعب المغربي في حاجة إلى دعم مالي، بالنظر إلى الإكراهات التي يعيشها. لماذا قبلت بهذه المغامرة رغم أنك منشغل بأمور أخرى خارج أرض الوطن؟ إنه تحد بالنسبة إلي، لأني فعلا تركت أسرتي في بلجيكا، وأشغالي في الأكاديمية التي أديرها وأشرف عليها، إضافة إلى أن لدي التزامات مهنية، كما أني محتاج إلى هذا التحدي، لأنه في حال تحقيقي البقاء مع الكوكب، سينضاف إلى سيرتي المهنية، وأتمنى إخراج الفريق من هذه الوضعية، ولتحقيق ذلك يجب تقديم بعض التضحيات. أين وصل تكوينك بشأن شهادة التدريب الجديدة ؟ مازلت مستمرا في التكوين الذي انطلق منذ سنتين للحصول على شهادة التدريب الأوربية برو، وسينتهي في 30 ماي الجاري، ولدي الآن عمل أشتغل عليه رفقة زملائي من أجل تقديمه للاتحاد البلجيكي، للحصول على الشهادة، بعد اجتياز يومين في آخر تكوين. كيف تقيم مستوى البطولة هذا الموسم؟ بكل صراحة، مستوى الأندية متقارب جدا، وهذا ما أسعى إلى تلقينه للاعبين، لا يوجد فرق بين الكوكب وباقي الأندية الأخرى التي تصارع على البقاء أو التي تنافس على البطولة الوطنية، وكما لاحظ الجميع المسار الموفق للمغرب التطواني في الإياب، وأن من يشتغل أكثر يحصد نتائج أفضل، لذلك قررت المجيء إلى المغرب للاشتغال وليس للجلوس في المقاهي، وطلبت من اللاعبين تقديم تضحيات من جانبهم، كما قمت أنا بذلك، للخروج من هذا الوضع. هــــــل يتقبــل اللاعبـون طريقـــــة عملك المتعبــــــة مع نهاية الموسم؟ جميع اللاعبين أخبروني أنهم يشتغلون بطريقة مختلفة عما كانوا يشتغلون بها سابقا، وهذا أسعدني كثيرا، لأني تمكنت من إعطائهم نفسا جديدا، والمهم في الأمر أنهم يتطورون في الحصص الإعدادية، رغم قصر الوقت، وأنا أعمل على تطوير أداء كل لاعب لتطوير اللعب الجماعي ومستوى الفريق ككل. ما هي القواسم المشتركة بين الكوكب وباق الأندية المنافسة على البقاء؟ القاسم المشترك بين أندية الكوكب والحسيمة وخنيفرة، أنها الأندية نفسها التي صارعت الموسم الماضي على البقاء، هذا ما إذا استثنينا سريع وادي زم الذي يوجد في وضعية أفضل نسبيا، كما أنه حديث الصعود إلى القسم الأول. وأعتقد أن هذا الأمر، هو ما دفعني إلى الاقتراح على المسؤولين إجراء تقييم في نهاية الموسم، لتحديد الأخطاء وتفادي الوقوع فيها مرة الأخرى. لماذا اخترت إطارا مغربيا مكونا ببلجيكا لمساعدتك؟ ما يجب الإشارة إليه، أن المدرب لوحده لا يمكن أن ينجح، وأنا اخترت الاشتغال بالاعتماد على تسجيلات، لعرضها على اللاعبين وتوضيح بدقة الأخطاء التي يقعون فيها، لأنها طريقة سهلة لالتقاطهم التوجيهات، كما يقال "صورة أفضل من ألف كلمة من شرح"، كما أني أشتغل بتوزيع المهام، لذلك فإن ميمون مختاري، مساعدي الأول، له تكوين احترافي في بلجيكا، ويعرف جيدا طريقة عملي، وسيساعدني في إنجاز بعض الأعمال، وسنعمل في الاتجاه نفسه، دون أن أنسى كمال الصالحي، المساعد الثاني، الذي أخبرته أننا جميعا نتعلم، وسنشتغل فريقا واحدا، لإنجاز المهمة التي تنتظرنا، وهذا ما دفعني أيضا لمطالبة المسؤولين أيضا، بتخصيص وجبات جماعية للاعبين ليس من أجل الأكل، ولكن للحفاظ على روح الفريق وانسجامهم حتى خارج الملعب. ماهي رسالتك للجمهور المراكشي؟ قبل توجيه الرسالة، أرغب في إبداء امتناني للمسؤولين الذين خفضوا سعر تذكرة مباراة الحسيمة إلى خمسة دراهم، لحث الجمهور على حضوره في المباراة بكثافة، وأنا أود أن أخبر الجماهير المراكشية أننا في حاجة إليهم خلال هذه المباراة، وإلى الدور الكبير الذي يقدمونه للاعبين في تحفيزهم، ومساعدتهم على تقديم مجهود مضاعف. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن في سطور الاسم الكامل: جمال فوزي الحالة العائلية: متزوج وله أربعة أبناء "شادي وإدريس ولمياء وآية" تاريخ ومكان الميلاد: 8 ماي 1966 بوجدة لاعب سابق للمولودية الوجدية لمدة 12 سنة لاعب سابق للمنتخب الوطني الأول مدرب الكوكب المراكشي حاليا صاحب مشروع أكاديمية كرة القدم "صيفا" رفقة فريق أندرليخت البلجيكي منذ 2004، واختير أفضل مشروع في أوربا سنة 2011 مدرب سابق للعديد من الأندية الوطنية: المولودية الوجدية في موسمي 2012 و2017 الاتحاد الزموري للخميسات في موسمي 2013 - 2014 و2014 - 2015 وداد فاس في موسم 2015 - 2016 والنادي القنيطري في موسم 2016 - 2017 بورتري المتكامل فوزي جمال من الأطر المغربية القليلة التي تتوفر على تكوين أكاديمي ومهني من المستوى العالي في أوربا، فضلا عن مراكمته لتجارب مهمة في ميدان التدريب. وبالرجوع إلى مسيرة فوزي جمال في التحصيل، فإنه من المدربين الذين يتوفرون على شهادات عالمية من الاتحاد الأوربي لكرة القدم، إذ استطاع أن يجمع بين الإعداد البدني والتكوين النفسي للاعبين، فضلا عن اقتراب حصوله على شهادة التدريب "الاتحاد الأوربي برو"، التي لا يتوفر عليها سوى عدد قليل جدا من المدربين المغاربة، يعدون على أصابع اليد. وفوزي جمال من المدربين الباحثين الذين يسعون إلى البحث عن الجديد في ميدان التدريب، والاستفادة من تجارب مدربين عالميين، سبقوه إلى الميدان، فكلما سنحت له الفرصة للتحصيل لا يتوانى في حمل حقائبه والزهد في العيش في نعيم أوربا، وحتى إن تطلب الأمر مواجهة الأدغال الإفريقية. كما سبق له أن خاض تجارب في التدريب خارج المغرب، أبرزها التجربة القصيرة التي درب فيها أهلي بنغازي الليبي، ليس من أجل المال، وإنما لرغبته في ترجمة مشاريعه الرياضية التي وضعها طيلة سنوات من التحصيل على أرض الواقع، هذه المشاريع مكنته من أن يحظى باعتراف من الاتحاد الأوربي لكرة القدم، بعد أن اختار أكاديميته أفضل مشروع كروي سنة 2011. وما يميز فوزي جمال في مساره المهني أنه حريص على أن يكون حرا في اختياراته، ويرفض تدخل المسؤولين في الأمور التقنية، وما يحسب له أنه لا يقبل بمجاملتهم في سبيل الحفاظ على مكانته المهنية، إذ سبق له أن عاش مجموعة من المشاكل مع مسؤولين، بسبب رغبتهم في التدخل في انتدابات. كما يحسب له أنه يؤمن بالعمل في إطار مشروع رياضي متكامل، إذ لا يكتفي في مهمته بخوض المباريات، وإنما يعمل على وضع تقييم موضوعي للفريق بعد نهاية عمله، ليترك أرضية واقعية للمسؤولين ولمن سيخلفه للاشتغال عليها مستقبلا.