الاشتراكي الموحد والحركة…علاقة حب مجوسية

20 فبراير مدينة لحزب وفر لها أسباب الاستمرار ومد ظهره لحمايتها من هراوات الأمن وساندها بمواقف سياسية واضحة بين الحزب الاشتراكي الموحد و20 فبراير علاقة حب مجوسية، بدأت منذ كانت الحركة مجرد فكرة تتجول، بداية السنة الماضية، على شبكات المواقع الاجتماعية (مستهل الاحتراق الكبير بسيدي بوزيد بتونس)، إلى أن كبرت وصار لها شعار مركزي، وعريضة مطالب وبيان عام وقرار تاريخي، يوم الأحد 20 فبراير، بهجر شاشات «فيسبوك» و»التويتر»، مؤقتا، والالتحاق بميادين الاحتجاج الواقعي بمختلف المدن المغربية.منذ اللمسة الأولى، كانت واضحة أنامل أعضاء حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية على أزرار لوحات المفاتيح، وكان لافتا حراكهم في فضاءات النقاش العام الذي تعاقد حول مجرد فكرة أنجبت حركة بخصوصية مغربية لا تتماهى بالضرورة مع ما يجري هناك، وخلف هؤلاء حزب برمته ظل بعض قيادييه يمدون المشروع بأسباب حقيقية للوجود والاستمرار دعما ومساندة ومواقف سياسية أصيلة وعطاء ماليا وغطاء لوجيستيكيا مازال مستمرا إلى اليوم.ومثل أي حب، كان لا بد أن تسيل على جنباته قطرات دماء تشد عضده ويتوطد أكثر ويكبر مثل شجرة سنديان، ما حصل فعلا، يوم الأحد 13 مارس الماضي، حين اختلطت دماء نشطاء الحركة بالبيضاء، بدماء أعضاء الاشتراكي الموحد أمام وداخل مقر الحزب بزنقة أكادير، في إطار غارة أمنية، هي الأولى من نوعها بعد خطاب 9 مارس، شنتها فيالق مصطفى المزوني، والي الأمن السابق، الذي وقف أمام محمد بنسعيد وإبراهيم ياسين ومحمد الساسي والمصطفى مفتاح وأخرج عينيه وقال لهم: «هادوك باغين يتعداو على رجال الأمن، وكيزعجو السكان، خليونا نديرو خدمتنا».وشكل الاعتداء على المقر المركزي للحزب الاشتراكي، في ظرفية خاصة، عنوان رسالة قوية وصلت إلى الطرفين مفادها أنهما على الطريق الصحيح، وأن مصيرا مشتركا، ممهورا بالدماء، بدأ على التو، أزعج في حينه البعض ونظر إليه آخرون، من داخل الحزب نفسه، بازدراء وتوجس كبيرين، ما انتبه إليه رجل اسمه محمد الساسي الذي علق مرة «هناك من يلومنا، لأننا وضعنا كل بيضنا في سلة حركة 20 فبراير؟ ما المشكل في ذلك؟ نحن نثق في هؤلاء الشباب، رغم العقاب الذي تعرضنا له من هجوم على مقرنا واعتقال رفقائنا».سياسيا، لم يكتف الحزب بمواقف معارضة لترتيبات إعداد أول دستور في عهد محمد السادس ومقاطعته استشارات لجنة عبد اللطيف المنوني ومطالبته بلجنة تأسيسية منتخبة ديمقراطيا للإشراف على وضع دستور ديمقراطي يؤدي إلى برلمانية ديمقراطية، بل أرسل رسالة تطمين أخرى إلى فصيل واسع من الحركة بإعلانه مقاطعته الانتخابات التشريعية لغياب الشروط القانونية والسياسية لإجرائها، وهو موقف فاجأ بعض أعضائه أيضا، مفضلين الهجرة إلى أحزاب لضمان ترشيحات مريحة.بموازاة، لم يخل بيان لدورات اللجنة المركزية والمجلس الوطني وبلاغات المكتب السياسي من تأكيد على «الضرورة القصوى» لحركة مثل 20 فبراير في خارطة مغرب جديد ينشد التغيير «إن التقدم في عملية النضال الديمقراطي وترجيح موازين القوى لصالح الخيار الديمقراطي على أرض الواقع، وبناء أسس الملكية البرلمانية وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوق الإنسان، يمر بالضرورة عبر توفير الشروط والمقومات لاستمرار وتقوية حركة 20 فبراير حركة مجتمعية سلمية ديـــمقراطية». مساء الجمعة 16 دجنبر الماضي، غاب عبد الله الحريف، الكاتب العام للنهج الديمقراطي عن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد المنعقد بسينما الملكي بالرباط، وحضر نجيب شوقي، الوجه البارز في الحركة، وتسلم كلمة من محمد الساسي، قال فيها بحماس «إن الحزب الاشتراكي الموحد هو الحزب اليساري الوحيد القادر على خوض المعركة وخلق جبهة يسار موحدة فاليسار الحكومي واليسار الذي تقدم للانتخابات يسار فاسد وأتمنى أن يستفيد الحزب من تجارب بلدان أخرى لتوحيد اليسار المغربي».بعد أيام من انتهاء المؤتمر، تصل نبيلة منيب، إلى سدة المكتب السياسي، وترفع هامتها عاليا، وتقول «نحن 20 فبراير و20 فبراير نحن»...إلى آخر الأيام. يوسف الساكت

الاشتراكي الموحد والحركة…علاقة حب مجوسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

20 فبراير... سنة من الربيع المغربي

20 فبراير... الشعب يريد

مقالات ذات صلة