دورة مجلس فاس تتحول إلى حلبة للعنف

بيان لحزب الاستقلال أدان "هجوم بلطجية العدالة وشبيحة التنمية على المنصة" تحولت الدورة العادية لشهر فبراير للجماعة الحضرية لفاس، زوال الأربعاء الماضي، إلى حلبة لاستعراض العضلات بين منتخبين ومناصرين لبعض أحزاب الأغلبية والمعارضة، في مشهد أحيا لقطات عنف مثيرة من دورة الشهر ذاته من السنة الماضية، تشابهت رغم اختلاف الأمكنة والأسباب. وإذا كان قرار منع الشيشة والخمور، «قلب» قاعة مركب الحرية في 2011 ووحد حزبي الميزان والمصباح على حساب زميلهما «الجرار»، فإن صور ختام الدورة الأخيرة، تؤكد أن حبل الود والانسجام بين الحليفين الأولين، قضمه «فأر» المواقع، بشكل يستحيل معه رأب صدع لا حاجة لسكان فاس به. سب وتلاسن بعبارات تخدش الحياء أحيانا، ودفع وتدافع وعناصر «غريبة» صنعت الحدث في موقع مفروض أن يحترم كل موجود فيه، نفسه قبل الآخرين. مشاهد توحي ب»غياب المسؤولية الأخلاقية»، وحولت القاعة المحتضنة للدورة، إلى ركح اختلفت فيه أدوار مشخصي مسرحيته البئيسة. مرت الدورة في أجواء الملاسنات والاحتجاجات والاصطدام القوي بين عناصر محسوبة على الجهة النافذة بالجماعة، وعاطلين كانوا ينوون اقتحام مقر المقاطعة، ما تطلب تدخلا أمنيا لتفريقهم درءا لتطورات غير محمودة، لكن النهاية كانت حزينة ومؤلمة. وكانت محاولة نزع كاميرا شخص محسوب على أصدقاء بنكيران، صور الدورة كاملة، شرارة أججت ردود الغضب، بعد أن نزع منتخبون ومناصروهم، أزياء المسؤولية وانخرطوا في استعراض مهاراتهم ليس في النقاش، بل في إتقان شتى أنواع فنون «الحرب»، في نهاية لا أحد توقعها لفيلم بسيناريو رديء. من تكلف ب»تأديب» ذاك المصور، «غرباء» عن جسم المجلس، حرصوا على تفتيشه واستفزازه، ما أثار تساؤلات حول قانونية وجودهم، لينطلق مسلسل فيلم «الضرب والجرح» الذي تكررت حلقاته في عدة دورات للمجلس، على حساب النقاش الهادف والانخراط الواعي في خدمة هذه المدينة. تقدمت امرأة محتجبة إلى منصة الدورة، ورسمت بأصبعيها إشارة الصفر في وجه رئيس المجلس، مؤكدة حين الاستفسار عن هويتها وقانونية حضورها الدورة، أنها «مواطنة صوتت عليه فخذلها». كما شهدت الدورة ملاسنات بين حميد شباط عمدة المدينة، ومستشارين محسوبين على حزبي المصباح والوردة، وصلت إلى حد توجيه اتهامات بعقوق الوالدين والحمق والفساد والاتجار في المخدرات والبلطجة. حزبا الاستقلال والعدالة والتنمية، اللذان أنهيا «زواجهما الكاتوليكي القصير» ما بعد «حرب الشيشة»، اختلفا في قراءتيهما لتلك الأحداث، باختلاف مصالحهما. وتواصلت ردود فعليهما إلى خارج القاعة بانطلاق حرب البيانات والندوات. الكتابة الإقليمية لحزب المصباح دعت مباشرة إلى عقد ندوة صحافية اليوم الموالي للدورة بمقرها لتدارس مشكل النقل الحضري المفوت للتدبير المفوض بأغلبية 60 صوتا مقابل 3، وتصميم التهيئة الحضرية لفاس، المدرج ضمن آخر لائحة نقط الدورة العشر. أما حزب الميزان، فأصدر بيانا ناريا أدان فيه ما أسماه «هجوم بلطجية العدالة وشبيحة التنمية على المنصة» الذي اعتبره «سابقة خطيرة، تتطلب أكثر من وقفة»، داعيا مستشاري «المصباح»، على تحمل مسؤولياتهم وتنسيق الجهود لمتابعة وملاحقة المتسببين والمحرضين في تلك الأعمال. ووصف ما حدث ب «الأعمال الإرهابية الممنهجة والمستمرة»، وتحدث الحزب عن «اعتداءات إجرامية قامت بها عناصر إرهابية وتخريبية» و»عصابات إرهابية معروفة ومحسوبة على العدالة والتنمية»، معتبرا ذلك «جرائم يجب تحميل قيادات الحزب بفاس مسؤوليتها»، و»ضمان عدم إفلات مرتكبيها من العقاب». حميد الأبيض (فاس)

دورة مجلس فاس تتحول إلى حلبة للعنف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وقفة نسائية أمام البرلمان في الذكرى الأولى لـ 20 فبراير

المغرب يطمح إلى استقبال أزيد من 230 ألف سائح إيطالي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات