السوق التضامني … بورصة التعاونيات

فضاء عصري لتسويق المنتوجات المحلية والتعريف بالتجارب الرائدة يعتبر السوق التضامني بالبيضاء، نقطة تجمع موحدة لمختلف أنواع المنتوجات المحلية للتعاونيات من أغلب مدن المملكة، كما أنه فضاء لتبادل الخبرات والتجارب الرائدة للنساء، وضمان إشعاع أفضل لمنتوجاتهن. سوق عصري يقرّب المستهلك من المواد الطبيعية، التي تنتجها التعاونيات، خاصة في ظل الغش والتقليد اللذين يطبعان السوق الوطنية، الأمر الذي جعله وجهة دائمة للزبناء المغاربة والأجانب على السواء، بفضل الأسعار المنخفضة التي يتيحها للزوار، بحكم غياب الوسطاء. تشير عقارب الساعة إلى الخامسة والنصف مساء. بناية عصرية كتب عليها السوق التضامني باللغتين العربية والفرنسية في حي "الوازيس" بالبيضاء، قبالة محطة القطار. فضاء مخصص لتسويق وبيع منتوجات التعاونيات النسوية من جميع مناطق المغرب. يفتح هذا الفضاء أبوابه ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، وتمتد أنشطته إلى غاية الثامنة مساء. سوق عصري يتكون السوق من طابقين فسيحين، ويتوزع على عدة رفوف، تضم مختلف المنتوجات الطبيعية، من مواد التجميل والعطور، بالإضافة إلى المواد الغذائية ومنتوجات الصناعة التقليدية والأدوات المنزلية، إلى جانب منتوجات نزلاء المؤسسات السجنية، المعروضة بالطابق الأول، في فضاء خاص بمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. سوق تجاري عصري، يعرض سلعا مرتبة بإتقان وعناية فائقة، يجمع بين أحضانه إبداعات متميزة لنساء التعاونيات، اللواتي يحولن بأناملهن مواد طبيعية إلى منتوجات عصرية، تجذب الزوار المغاربة والسياح الأجانب. بمجرد ولوج الباب الرئيسي للسوق التضامني، يلاحظ الزائر الديكور الفريد من نوعه، الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويعكس كل رواق ثقافة وهوية التعاونيات التي تعرض المنتوجات، فضلا عن التنظيم المحكم للسلع، الأمر الذي سهل على الزائر البحث عن أي منتوج يود اقتناءه. إقبال الزوار يقدم السوق لزواره منتوجات طبيعية لنساء حملن مشعل التحدي، لإثبات قدرتهن على إعالة أسرهن، دونما حاجة إلى الرجال. ويعرض الفضاء مختلف منتوجات المملكة، من الجنوب إلى الأطلس، ثم الشمال، وصولا إلى العاصمة الاقتصادية. فاطمة، 33 سنة، قدمت إلى السوق التضامني مساء، من أجل تبضع بعض منتوجات التجميل المصنوعة من زيت أركان، قائلة "أقطن في الرباط، لكن أحضر بين الفينة والأخرى لاقتناء السلع الخاصة بالتجميل وبعض العطور أحيانا، لأن أغلب المواد التي تباع في السوق مغشوشة ومقلدة". وأوضحت زائرة أخرى أنها تأتي إلى السوق منذ أزيد من أربعة أشهر، بنصيحة من إحدى زميلاتها، مؤكدة أنها لم تندم على قدومها قط لهذا الفضاء الوطني، مضيفة أنها تشتري العسل والمربى والتوابل، باعتبار هذه المنتوجات محلية الصنع وطبيعية مائة في المائة، عكس ما يباع في أسواق المواد الغذائية بالبيضاء. أسعار مناسبة حسب المعطيات التي استقتها "الصباح"، فإن المواد الأكثر مبيعا، هي منتوجات التجميل والعطور والتوابل وزيوت الطبخ وغيرها، لكن هذا لا يعني أن باقي المنتوجات لا تشهد رواجا من قبل الزوار، وإنما تشهد نسب إقبال متفاوتة. ويجمع أغلب الزوار، على أنها تباع بأسعار منخفضة، مقارنة مع ما هو موجود في السوق، نتيجة غياب وسطاء في عملية البيع. فضاء للترويج تعتمد مؤسسة محمد الخامس للتضامن، المسيرة لهذا السوق، على نظام البيع المباشر، أي أن التعاونيات تتوصل مباشرة بعائدات الربح. وتدعم المؤسسة عارضي المنتوجات، في ما يخص المجال التقني، أي كل ما يهم التجهيزات وطرق الإنتاج ووسائل التسويق، بشراكة مع وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ووكالة التنمية الفلاحية. وقالت إحدى العارضات بالسوق التضامني، إن التعاونية التي تشرف عليها عجزت في البداية عن تسويق منتوجاتها الطبيعية، إذ تكتفي فقط ببيعها لصديقاتها، مستطردة "العديد من النساء تخلين عن المشروع، بسبب ضعف الإقبال وغياب قنوات التسويق. فقدن الأمل في تطوير التعاونية، لكن السوق الجديد شكل نقلة نوعية في عملية الترويج". تبادل الخبرات المحلية أشرف الملك محمد السادس، في منتصف مارس من السنة الماضية، على تدشين سوق تضامني، أنجزته مؤسسة محمد الخامس للتضامن، باستثمار إجمالي قدره 16.5 مليون درهم، يهدف أساسا إلى إبراز غنى وتنوع منتوجات الصناعة التقليدية المحلية، خاصة أن التعاونيات الصناعية والفلاحية اشتكت من مشاكل تسويق منتجاتها، طيلة سنين عديدة. ويقدم السوق التضامني منتوجات التعاونيات المغربية المتنوعة، إذ يعرض للبيع المباشر حوالي 2200 علامة لفائدة عموم الزوار، فضلا عن وجود 150 وحدة من مختلف الجهات، أغلبها عبارة عن تعاونيات، إضافة إلى الأنشطة الاقتصادية التي تدعمها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، والتي تعرض منتوجاتها في هذا الفضاء. مصطفى شاكري سوق بمواصفات عصرية (عبد الحق خليفة)

صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز نصف مليار

اضطرابات نفسية

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات