سـان فـالنتـان… عـاطفـة وتجـارة

المغاربة يحتفلون بعيد الحب رغم نداءات تحريمه خلال منتصف فبراير من كل سنة، يتجدد الموعد مع عيد الحب أو "السان فالنتان" بالتعبير الأوربي، وبصرف النظر عن النقاشات المفتعلة هنا وهناك بخصوص هذا الاحتفال إن كان دخيلا على الثقافة المغربية أم لا، فإن فئات واسعة من المغاربة تقبل على الاحتفال به. "راه تا واحد ما كال ليهم يديرو صلاة العيد فالصباح نهار 14 فبراير" يقول يوسف (28 سنة) متهكما من تجدد الدعوة مطلع كل شهر فبراير، من طرف البعض، إلى إلغاء مظاهر الاحتفال بعيد الحب، بدعوى أنها تتعارض مع الشرع الإسلامي.ويضيف يوسف "من حق المغاربة والمسلمين، أن يحتفوا بيوم مخصص لعاطفة لا تخص أمة أو حضارة دون أخرى، بل هي عاطفة إنسانية تشمل الجميع، لا تتعارض مع الشرائع والملل، لأنها جزء من تركيبة البشر أنفسهم".في حين يرى مصطفى (34 سنة) عكس ذلك، إذ يعتبر أن الاحتفال بعيد الحب، عادة دخيلة على ثقافة المغاربة وبعيدة عن عقيدة غالبيتهم أي الإسلام، وأنه يجب إلغاء هذه الطقوس لأنها جذورها مسيحية.وبعيدا عن هذا النقاش النظري، المتأرجح بين التحريم والإباحة ولو بين أطراف ليس من اختصاصها ذلك، فإن "السان فالنتان"، رغم أن هذه التسمية بحمولتها المسيحية تستفز البعض، كمناسبة سنوية فرض نفسه، داخل نسيج الاحتفالات التي دأب المغاربة على الاحتفاء بها وتخليدها عبر مظاهر عديدة.وتكفي جولة قصيرة في العديد من الفضاءات بالدار البيضاء ليتبين أن المحلات التجارية تكتسي حلة خاصة بهذه المناسبة، كما أن اللون الأحمر يجتاح مختلف الفضاءات، حتى الباعة المتجولون على الأرصفة يستغلون هذه المناسبة لعرض سلع ومنتوجات لها صلة ب"عالم الحب" ومشتقاته.عيد الحب.. واقع لا يرتفعقلوب حمراء ودمى مختلفة الأحجام باللون نفسه، وعطور وأساور وأقراط وشموع وغيرها من البضائع مختلفة الأحجام والقيمة تقبل عليها فئات واسعة من المغاربة، خاصة الشباب منهم، بمناسبة عيد الحب.أيام قليلة تفصلنا عن "السان فالنتان. العديد من تجار العاصمة الاقتصادية استعدوا للمناسبة بما يكفي من تهييء السلع والمنتوجات وهي الهدايا التي يتبادلها المحتفون بهذه المناسبة في ما بينهم.وتعرف المحلات التجارية الموجودة بدرب عمر (شارع محمد السادس وبعض الأزقة المتفرعة عنه) إقبالا مكثفا للتجار القادمين من مختلف المدن المغربية، أو النقط التجارية بالدار البيضاء."بغينا ولا كرهنا بزاف تاع المغاربة كايحتفلوا بعيد الحب هذا واقع" يقول عبد الحق تاجر (35 سنة)، ولهذا يستغل التجار هذه المناسبة لتوفير مختلف السلع والهدايا التي يكون الإقبال عليها متزايدا خلال الفترة، يؤكد التاجر في حديثه مع "الصباح".ويظل "درب عمر" النقطة التي تتفرع منها السلع التي تكتسح المحلات التجارية بمختلف الفضاءات المخصصة لذلك، سواء في وسط المدينة، وحتى القيساريات الشعبية الموجودة في الأحياء الأخرى، طالتها هي الأخرى عدوى اقتناء هدايا "السان فالنتان". أليس من حق الفئات الشعبيات الاحتفاء بعاطفة الحب؟هدايا الميسورينأما المحلات التجارية الراقية خاصة الموجودة في المعاريف وأنفا، تعرف هي الأخرى إقبالا مكثفا من طرف الطبقات الوسطى والميسورة على اقتناء الهدايا الرفيعة والتي تحمل علامات تجارية دولية، تختص بترويجها تلك المحلات.وتشمل الهدايا كذلك إضافة إلى العطور والملابس والدمى المعبرة، أيضا علب الشكولاتة الرفيعة والتي يقتنيها الشباب من كلا الجنسين، وتتراوح أثمنتها بين 200 درهم إلى 750 درهم وتتجاوز هذا الثمن إذا كانت مرفوقة بعلب أو إطارات توضع فيها.كما تشهد محلات الألبسة تخفيضات خاصة، سيما أن الإقبال عليها ترتفع أيضا إذ يفضل بعض الشباب اقتناء لباسا معينا ذي علامة خاصة، ويختاره لشريكته، أو العكس، وهناك من يقتني الساعات التي تتمتع برمزية خاصة لدى الجنسين.انتعاش الحركة التجاريةأما "أب الهدايا" خلال "عيد الحب" فهو الورد، إذ يكثر الإقبال أيضا على اقتناء الورود والأزهار، وتتنعش الحركة التجارية في المحلات الخاصة بذلك سيما الموجودة بشارع الزرقطوني، بالقرب من مستشفى ابن رشد للأطفال، أو المحلات الموجودة التابعة ل"المارشي سانطرال" بشارع محمد الخامس.ويؤدي الإقبال المناسباتي على اقتناء الورود خلال "السان فالتنان" إلى تضاعف أثمانها، خاصة أن المغاربة يقتنون الورود في مناسبات محدودة لا تتجاوز "عيد الحب" أو بعض المناسبات الهائلية الخاصة، ويستغل تجار الورود مثل هذه اللحظات لتعويض الكساد الذي يعيشونه طيلة أيام باقي السنة. عزيز المجدوب

سـان فـالنتـان… عـاطفـة وتجـارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المرأة لا تحتاج إلى "سان فلنتان" حتى نحبها

وقفة احتجاجية لمهربين على الحدود الجزائرية

مقالات ذات صلة