المرأة لا تحتاج إلى “سان فلنتان” حتى نحبها

قال إبراهيم حمداوي، باحث في علم الاجتماع إنه يجب تدعيم وتقوية القيم الإيجابية مثل التعاون والقيم التي تتصل باحترام المرأة كأم ومواطنة وعاملة ومنتجة، وأن نحب المرأة بصدق بما ينمي مكانتها الاجتماعية ويقوي شعورها بذاتها، فالمرأة لا تحتاج فقط إلى يوم "سان فلانتان" بل يجب أن نحبها ونخلص في حبها على طول الأيام وطيلة حياتها. وأضاف حمداوي أن المرأة تحتاج إلى من يعترف بها أكثر ممن يقدم لها أشياء تمتلكها، موضحا أن التقليد أو المحاكاة هو العنصر الأساسي في العمليات الاجتماعية، لأنه يكفل للظواهر الاجتماعية التكرار والتماثل، فيكفي أن تطبق قوانين التقليد حتى نفهم أحداث التطور الاجتماعي وأحداث التقدم والحركات الدينية.واسترسل باحث في علم الاجتماع أن التقليد والاختراع عمليتان اجتماعيتان أساسيتان لأنهما يكونان الظاهرة الاجتماعية الأولوية، ويتغلغل التقليد في حياة الفرد اليومية وأثناء تفاعله الاجتماعي، فنحن نقلد الكلام والتقاليد والعادات والموضات،غير أننا ننقل ونقلد المظاهر دون المحتوى.واعتبر حمداوي أننا في مجتمعنا لا نقلد كيف يحب الغربي زوجته ويخلص في حبها، ولكن نقلد طريقة الزواج والهدايا والشكليات فقط دون المضامين، متسائلا لماذا لا نقلد الغربيين في اختراعاتهم وثقافاتهم وفي احترامهم وفي صدقهم وفي حبهم؟وفي رد عن سؤال حول إن كان هناك مازال مكان للحب في ظل عصر الماديات الذي بات يعيش فيه كثير من المجتمعات، قال حمداوي إن الحب والمال يظهران مسألة السلوك الإنساني في أعلى درجات تعقيده، فنجد أنفسنا في مفترق الطرق، وقد لا يتلاقى الحب والمال إلا نادرا، وهذا الأمر يصنف ضمن موضوعات نسبية وليس ضمن الموضوعات الملموسة، فقيم الحب والقيم الاقتصادية دائما منسوبة إلى المجتمع ونشارك فيها جماعة معينة في فترة زمنية معينة. وأوضح أن القيم تتغير بتغير المجتمع وتختلف من طبقة اجتماعية إلى أخرى ومن فرد إلى آخر، وتتطلب الوقت لكي تتأصل وتترسخ، وعند رسوخها تكون هناك مقاومة في حالة تغييرها، مشيرا إلى أن القيم الجمالية والمادية وغيرها تغرسها الأسرة والمدرسة والإعلام والجماعات التي ينتمي إليها الفرد.واعتبر إبراهيم حمداوي بخصوص تقدير الأجيال السابقة للحب عكس الجيل الحالي أنه قد يحدث صراع في المجتمع بين القيم الدينية السائدة فيه وبين قيم جديدة تدعو إلى التحرر المفرط أو الانحلال، مؤكدا أن تشبث الآباء بالقيم الدينية يجعلهم ملتزمين في علاقاتهم ويسعون إلى الحفاظ عليها وإنجاحها بعيدا عن الماديات، لأن المرأة لم تكن تعمل من قبل، أما في ظل القيم الجديدة وأمام خروج المرأة للعمل أصبحت القيم الاقتصادية لها مكانتها واعتبارها بما في ذلك العلاقات الزوجية والعاطفية.وفي ما يخص تحول عيد الحب إلى عادة استهلاكية أكثر منها مناسبة لتعبير العشاق عن مشاعرهم تجاه بعضهم، يقول حمداوي إن القيم تختلف باختلاف الزمان والمكان، وتجدر دراستها في كل مجتمع.ومن جهة أخرى، اعتبر إبراهيم حمداوي أن مظاهر الاحتفال بعيد الحب باتت تعرف تطورا سنة تلو أخرى، ولم يعد يكتفي العاشق بتقديم وردة تعبيرا منه عن مشاعره لمحبوبته، بل أصبح يتطلب الأمر تقديم هدايا فاخرة، الأمر الذي تعكسه المنتوجات الكبيرة التي تعرضها عدد من المحلات التجارية بمجرد اقتراب المناسبة.وعن احتفال المجتمع المغربي بعيد الحب، يقول حمداوي إن الإنسان العربي بشكل عام يعيش اليوم انقساما ذاتيا، كما يعيش على مستويين من الوجود: يمثل الأول الصورة العامة أو الاجتماعية التي يقدمها للآخرين، إذ يبدو معقولا ومقبولا، وتمثل المشترك والعام والمنظم للحياة العامة. أما الثاني فهو مرتبط بالعوالم الداخلية وما تضمه من رغبات وأزمات وصراعات وقلق وتوتر يصعب كشفها أو الإفصاح عنها لأن ذلك قد يورط أو يهدد المكانة الاجتماعية. أمينة كندي

المرأة لا تحتاج إلى “سان فلنتان” حتى نحبها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المجوهرات أول هدايا عيد الحب بأمريكا

سـان فـالنتـان... عـاطفـة وتجـارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات