مقتل ثلاثة أشخاص في انهيار حفرة للصرف الصحي بطانطان

الضحايا من أسرة واحدة والحي يعاني غياب شبكة التطهير السائل لقي ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة في مدينة طانطان، مصرعهم إثر انهيار الأتربة فوق رؤوسهم بينما كانوا يحفرون حفرة تخصص لاستيعاب مياه الصرف الصحي ببلدية الوطية، 25 كيلومترا جنوب مدينة طانطان، حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح الاثنين الماضي. وقال محمد الشيخ الخوماني، عضو فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطانطان، إن الضحايا كانوا يحفرون حفرة لاستيعاب المياه العادمة، بسبب غياب شبكة لقنوات الصرف الصحي بحي المخيم بالوطية، وأضاف في اتصال هاتفي ب"الصباح"، أن الأب (أحمد أوبركة، 55 سنة) كان منشغلا بعملية الحفر عندما تفاجأ بانهيار الأتربة من حفرة مجاورة، وساعتها حاول أحد أبنائه الثلاثة (لحسن، من مواليد سنة 1975) مساعدته لكنه لقي المصير نفسه، كما تدخل الابن الثاني لإنقاذ والده وأخيه ولقي بدوره حتفه في الحفرة التي كانوا ينوون اعتمادها لتصريف المياه العادمة فإذا بها تتحول إلى قبر.وذكر الخوماني أن الابن الثالث كاد بدوره يلقى مصرعه جراء تدخله لإنقاذ أبيه وأخويه لولا الأقدار وتدخل بعض الجيران الذين أنقذوه في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن عناصر الوقاية المدنية "تأخروا في الحضور، إذ لم يحضروا إلا بعد مرور زهاء ساعة ونصف"، موضحا أنه لو حضر رجال الإسعاف والوقاية المدنية بعد الاتصال بهم "لأمكن إنقاذ الضحايا".ويحمل سكان حي المخيم، وهو أقدم أحياء الوطية، مسؤولية غياب شبكة لقنوات الصرف الصحي إلى المجلس البلدي بالوطية الذي "لم يعمل على ربط حفر هذه القنوات رغم الوعود التي قدمتها رئاسته بالشروع في ذلك"، وهي المعاناة التي يعيش على وقعها الحي بأكمله ومنذ سنوات، إذ ينضاف خطر الموت المحدق بالسكان، الذين يعتمدون على إمكانياتهم وادواتهم المتواضعة لحفر أوعية لمياه الصرف الصحي، إلى أثار التلوث التي تخلفها هذه الحفر على صحتهم.إلى ذلك، رفض السالك بولان، المستشار بالمجلس البلدي للوطية، الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع، معللا ذلك بعودته للتو من إحدى السفريات. وقال، في تصريح ل"الصباح" أول أمس (الثلاثاء)، إن لا علم له بحالات الوفيات، وأضاف "اتصل برئيس المجلس فهو المخاطب في مثل هذه الظروف".وفي سياق هذه الواقعة الأليمة، حمل فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطانطان "المسؤولية الكاملة" فيما حدث إلى "المجلس البلدي للوطية جراء انعدام الشروط الصحية والتقنية بحي المخيم وغياب التهيئة به وانعدام قنوات الصرف الصحي، إضافة إلى الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب"، ودعا الفرع في بلاغ أصدره أول أمس (الثلاثاء)، إلى "فتح تحقيق في ظروف وملابسات هذا الحادث"، وطالب "بمحاسبة كل المسؤولين المباشرين وغير المباشرين عنه".وحذر من أن عدم معالجة مشكل الصرف الصحي بالحي المذكور على وجه الخصوص وببلدية الوطية عموما، "سيجعل من السهل تكرار مثل هذا الحادث والتسبب في كارثة إنسانية"، في إشارة إلى الحادث الذي ذهبت ضحيته ثلاثة أفراد من عائلة أوبركي. محمد أرحمني

مقتل ثلاثة أشخاص في انهيار حفرة للصرف الصحي بطانطان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النساخ القضائيون يطالبون بإدماجهم في الوظيفة العمومية

إدارية الرباط تنظر في دعوى القضاة ضد الداخلية

مقالات ذات صلة