الشياظمة… فواجع الجوع والشبع

تسمم 23 شخصا في وليمة بمواسم ركراكة بإقليم الصويرة تصر الفواجع على أن ترخي بكلكلها على أرض الشياظمة، بإقليم الصويرة، في كل الظروف والأحوال. في الشدة والرخاء. في حالات الجوع والحاجة وفي حالات الشبع والارتواء. حتى في لحظات الحبور والفرح والمواسم سرعان ما تنقلب الأمور رأسا على عقب. لم تمض سوى بضعة أشهر على فاجعة سيدي بولعلام، التي راحت ضحيتها 15 امرأة، جراء التدافع والازدحام للحصول على مواد غدائية، حتى كادت الفاجعة أن تتكرر مجددا، نهاية الأسبوع الماضي، بعد إصابة أزيد من 23 شخصا جراء تسمم جماعي بعد تناولهم وجبة عشاء في وليمة بمناسبة انعقاد موسم ركراكة السنوي الشهير ب"الدور". وعمت حالة استنفار المنطقة واضطرت سيارات إسعاف تابعة لجماعات مختلفة بإقليمي الصويرة وآسفي، للتحرك صوب منطقة "لمعاشات" حيث حطت قافلة الدور الرحال بالصويرية القديمة وبالضبط بالولي الصالح سيدي احساين مول الباب بزاوية رتنانة قادمة من زاوية سيدي قاسم، بعد جولة شملت أضرحة وزوايا أخرى بالإقليم مثل سيدي علي الكراتي وسيدي امحمد بن عبد الجليل بزاوية تالمست وسيدي بنبراهيم وسيدي عبد الله بن صالح وسيدي عيسى بوخابية وغيرهم. وفي غمرة انغماس المنتسبين إلى زوايا ركراكة في طقوس "الدور"، الذي يعد أحد أقدم المواسم الدينية بالمغرب، بما يصاحب ذلك من أنشطة موازية تشمل الأنشطة التجارية و"لحلاقي" الفرجوية، والولائم، يحضرها مئات الزوار من مختلف المناطق، استفاق الكثيرون منهم على وقع تسمم العشرات من المدعوين إلى وليمة ليلة الجمعة الماضية، لم تظهر أعراضها إلا خلال الساعات الأولى من صباح السبت والأحد، حيث نقل العديدون في حالات متفاوتة الخطورة إلى مصالح المستعجلات بالمستشفيين الإقليميين بالصويرة وآسفي. حالات إغماء وقيء وإسهال تبين أن سببها لحوم فاسدة للدواجن قدمت إلى المدعوين إلى الوليمة، كادت أن تودي بحياة العديدن منهم، لولا أن تم تدارك الأمر بالإسعافات الأولية التي تلقوها، وهي الحالات التي استنفرت جهات عديدة، ما زال ملف التحقيق معها في فاجعة سيدي بولعلام لم يطو بعد، حتى وجدت نفسها قاب قوسين من تكرار فاجعة أخرى بسبب الإهمال وضعف مراقبة ما يجري بمواسم تعد الأكثر شعبية في المغرب. وهكذا وضع عامل إقليم الصويرة ورئيس الشؤون الداخلية ومسؤولين ترابيين آخرين أياديهم على قلوبهم، وهبّوا إلى المستشفى الإقليمي للصويرة الذي استقبل أزيد من 14 شخصا من أصل 23، للاطمئنان عليهم وهم يضعون نصب أعينهم فاجعة سيدي بولعلام التي أطارت برؤوس مسؤولين بالمنطقة، وجعلت اسم المنطقة يتصدر واجهة الأحداث وطنيا ودوليا مرتبطا بفضيحة الإهمال التي تؤدي إلى الفاجعة. عزيز المجدوب

الشياظمة… فواجع الجوع والشبع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دمقرطة الزرواطة !

11 قتيلا بالطرقات في أسبوع

مقالات ذات صلة