طائرات وأسلحة لتهريب المخدرات

شبكات دولية تهدد منظومة الأمن بضفتي المتوسط فجرت التحقيقات التي باشرتها السلطات الإسبانية على خلفية تفكيكها لشبكة متخصصة في الاتجار والتهريب الدولي للمخدرات، فضيحة مدوية، وكشفت عن حقائق خطيرة أكدت تورط عناصر من الحرس المدني الإسباني وتواطئهم في تهريب المخدرات جوا من الشمال المغربي إلى السواحل الجنوبية الاسبانية. وذكرت مصادر إعلامية اسبانية، أن عناصر هذه الشبكة الإجرامية، التي تم تفكيكها أخيرا بمنطقة الأندلس، تمكنوا من تهريب الحشيش المغربي إلى اسبانيا عبر طائرات سريعة بتنسيق مع عناصر من الحرس المدني الإسباني، الذين كانوا يمدونهم بمعطيات دقيقة حول خطط الأمن الإسباني وتحركاته، سواء على مستوى البر أو البحر، وهو ما سهل عليهم تهريب كميات كبيرة من مشتقات مختلفة من مادة قنب الهندي (الكيف)، قبل أن يعملوا على ترويجها فوق الترابي الاسباني وبعدد من الدول الأوربية، حيث تدر عليهم أموالا طائلة تقدر بملايين الأوروات. وأوضحت المصادر نفسها، في متابعاتها لهذه العملية، أن عناصر الشبكة، كانوا يستخدمون في نقل المخدرات بين ضفتي المضيق طائرات صغيرة، تعرف بمرونتها وسهولة قيادتها، وتتوفر على تقنيات التحليق على علو منخفض والنزول في مساحات ضيقة ومنعزلة دون أن تتمكن الرادارات المغربية والإسبانية من كشفها، خصوصا الطائرات السريعة ذات الدفع الرباعي التي تستعمل عادة في الجولات السياحية أو التدريب. وأضافت، أن هذه الشبكة، المتكونة من بارونات يحملون جنسيات مختلفة على رأسهم إسبان ومغاربة، تستعين بطيارين أغلبهم صربيون، خاصة الذين يتوفرون على خبرة عسكرية طويلة في الرحلات الليلية وعمل الرادارات، وهو ما ساعدها على نقل كميات كبيرة من الحشيش المغربي إلى جنوب اسبانيا في زمن قياسي لا يتعدى أربعين دقيقة ذهابا وإيابا. كما أبرزت التقارير الصحفية التخوف الكبير الذي أصبح يسود حاليا داخل الأوساط الأمنية الاسبانية، نتيجة التحول الكبير في طبيعة أنشطة تجار المخدرات بالمنطقة، خصوصا بعد أن استقر بها عدد كبير من أفراد عصابات تنتمي إلى فنزويلا وكولومبيا وبوليفيا وبلدان أخرى أوربية وأمريكية، الذين أصبحوا يشرفون على عمليات التهريب ومقايضة الكوكايين بالحشيش المغربي، ويستخدمون لنقلها وسائل أكثر احترافية، من بينها طائرات متطورة وتقنيات الاتصال الحديثة والأسلحة النارية... من جهة أخرى، أكد مسؤول أمني مغربي، أن هذا التحول الخطير في الطرق المستخدمة لتهريب المخدرات بين ضفتي المتوسط، جاء نتيجة لتضييق الخناق الذي فرضته المصالح الأمنية والجمركية المغربية على شبكات التهريب الدولية، بتشديدها لإجراءات المراقبة بكل النقط الحدودية البرية والبحرية، واستخدامها لتقنيات حديثة ساهمت في الحد من التدفق اليومي لأطنان المخدرات نحو الديار الأوربية، بالإضافة إلى استعانة السلطات الاسبانية بأنظمة تكنولوجية حديثة (رادارات وكاميرات متطورة) لرصد القوارب السريعة "الزودياكات"، التي كانت تعبر مضيق جبل طارق بحرا وهي محملة بأطنان من المخدرات في اتجاه سواحل الجنوب الإسباني. وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن السلطات المغربية حجزت في السنوات الأخيرة عددا من الطائرات الصغيرة، بعد أن ضبطتها في مناطق مختلفة وهي محملة بكميات من المخدرات، بعد أن تخلى عنها المهربون نتيجة إصابتها بأعطاب فنية أو ميكانيكية ناجمة عن عدم وجود أماكن تسمح لها بالاقلاع. واختتم المسؤول حديثه مع "الصباح"، بالقول إن "نجاح كل العمليات الخاصة بالتهريب الدولي للمخدرات، التي تم إحباطها أخيرا بكل من المغرب واسبانيا، هو ثمرة من ثمار التعاون الفعال والإيجابي بين السلطات الأمنية بالبلدين الجارين، خاصة تلك التي لها صلة بالهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، وكذا القضايا المتعلقة بالتكوين في المجال الأمني ومكافحة الجريمة في بعدها العابر للحدود، ويبرز ذلك في التنسيق القائم بين المركزين الأمنيين بكل من الجزيرة الخضراء وطنجة، اللذين يعتبران دعامة أساسية في تنفيذ عمليات مشتركة بين الشرطة الوطنية والحرس المدني الاسباني من جهة، والأمن الوطني والدرك الملكي المغربي من جهة أخرى". المختار الرمشي (طنجة)

طائرات وأسلحة لتهريب المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استنطاق كولونيل للدرك بالجديدة

الحبس لجندي تحرش بمتزوجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات