رفض استعمال شباك صيد ممنوعة فانهال عليه زملاؤه بـ”جعبة”
لم يكد ينهي تنديده بخرق القانون واستعمال شباك غير قانونية بمركب للصيد حتى انهال عليه زميل له بقطعة حديدية (جعبة) على رأسه، وأسقطه رئيسه على الأرض، وتكلف اثنان من البحارة بتكبيله، لإتمام حفلة تعذيب وسلخ، أوصلته مباشرة إلى قسم المستعجلات في حالة غيبوبة.
قضى (س.إ) أسبوعا كاملا بين الحياة والموت بالمستشفى الإقليمي بالداخلة، حيث خضع لعدة عمليات جراحية لرتق جروحه البالغة في الجمجمة، واحدة من هذه لعمليات اسمها “السورجي”، أي خياطة الجرح وإعادة ترميمه بحوالي 60 “غرزة”، قبل أن يحرر الفريق الطبي تقريرا يحدد مدة العجز في 45 يوما.
تماثل البحار (س.إ) بصعوبة إلى العلاج، إذ اضطر إلى البقاء عدة أيام مستلقيا على ظهره، تحت إشراف طبي. وحين أحس بتحسن نسبي، سمح له بالحديث إلى عناصر من الدرك البحري التي فتحت تحقيقا في الموضوع، بناء على توجيهات من النيابة العامة المختصة.
في اتصال لـ”الصباح به أمس (الجمعة)، قال (س.إ) إنه غادر المستشفى في اتجاه المحكمة الابتدائية، حيث طلبه وكيل الملك من أجل الاستماع إليه، كما حضر أيضا المتهمون الأربعة، الذين سبقوا أن ادعوا أن البحار تعرض إلى حادثة شغل في عرض البحر، وهو الادعاء الذي أثار ريبة الفريق الطبي، بسبب نوعية الإصابة في الرأس.
وقال الضحية، في الاتصال الهاتفي نفسه، إنه اشتغل لمدة طويلة على مركب الصيد البحري، وظل ينبه أصحابه إلى خطورة خرق القانون باستعمال شباك صيد محظورة، أو ما يسمى بـ”الطرابا”، التي لا يتجاوز قطرها عيونها 30 ملمترا، أو وضع شباك بين شباك آخر بهدف سد العيون وتضييقها لمنع صغار السمك من العودة إلى الماء.
وأكد البحار إن عددا من المراكب تستعمل هذه “التقنية” للتحايل على القانون، وبالتالي الحصول على أكبر كمية من الأسماك، موضحا أن بعض زملائه في المركب أغاضهم رفضه رمي الشباك المزدوجة وإلحاحه على ذلك، بل بفضح ذلك في اتصال بالمسؤولين بالمندوبية والـــــــــــوزارة.
وتتوفر “الصباح” على صور تظهر حجم الاعتداء، ونسخة من الشهادة الطبية التي تثبت العجز في 45 يوما، فيما يتواصل التحقيق في ملف قد يكون له ما بعده، خصوصا في فضح أساليب الاستعمال غير القانوني للمعدات البحرية لاستنزاف أكبر قدر من الثروة السمكية وتساهم في انقراض أنواع من السمك، علما أن القانون يفرض عقوبات وغرامات مالية على كل من ثبت في حقه استعمال هذه الأنواع من المعدات، وضمنها شباك الصيد “الطرابا”.
يوسف الساكت