حرزني يدعو إلى الاقتداء بأمريكا اللاتينية

دعا أحمد حرزني، سفير متجول لصاحب الجلالة إلى ضرورة استلهام تجارب أمريكا اللاتينية، سيما في مجالي التنمية، والانتقال الديمقراطي. وشدد حرزني، في لقاء صحافي، عقده، مساء أول أمس (الأربعاء)، برحاب أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، في إطار أشغال دورتها الـ 45، على أن أمريكا اللاتينية بمثابة مختبر مثير، حتى إنه بإمكاننا أن نعتبرها بمثابة «أرنب السباقات»، موضحا أنها متقدمة، «لكنها لا تسبقنا في المملكة بأشواط كبيرة، وبالتالي بإمكانها أن تكون حافزا على تحقيق المزيد من التقدم». وأوضح حرزني، ردا على سؤال لـ «الصباح» حول كيفية الاستفادة من تجارب دول أمريكا اللاتينية، أنها تزخر بموروث هائل في مجال التنمية، وبالضبط التنظير للتنمية، يمكن الاستلهام منه، والنهل من العديد من التجارب والاجتهادات التي قد تمثل فرصة جيدة للتأمل والنقاش، وأرضية يمكن الانطلاق منها، وإضافة الخصوصية المغربية. ورغم أن السفير أقر بكون المنطقة تعد رائدة في مجال الانتقال من أنظمة سلطوية إلى أنظمة ديمقراطية، إلا أنه نبه، في المقابل، إلى أن ريادة أمريكا اللاتينية، لا تعني استنساخ تجاربها حرفيا، «إذ لا توجد تجارب أعطت حلولا جاهزة صالحة في كل زمان ومكان، فمهمتنا نحن الاستلهام من هذه التجارب وليس استنساخها». وأردف حرزني في سياق متصل إنه من الضروري عدم «تأليه» أمريكا اللاتينية، سيما أن العديد من بلدانها سجلت مجموعة من التراجعات. في المقابل ثمن السفير المتجول للمغرب، تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة، وجبر الضرر الجماعي الذي أتت به، مؤكدا أنها حظيت بتثمين من قبل كافة ممثلي دول أمريكا اللاتينية بالإجماع، الذين اعتبروا تجربة المغرب تجربة رائدة، «وعليه فنحن نسعى إلى علاقات ندية، وليس إلى التبعية، واستنساخ التجارب ببلادة، فالمغرب أيضا لم ينطلق من الصفر، بل هناك مجالات نحن متميزون فيها إن لم أقل رائدين». إلى ذلك، استعرض حرزني في محاضرته التي ألقاها حول «إسهامات أمريكا اللاتينية في الفكر التحرري العالمي»، أبرز محطات الانتقال الديمقراطي، منذ تحرير البلدان الأمريكية بين عامي 1814 و1825، مؤكدا أن النضال من أجل الاستقلال كان، في تصور قادته في ذلك الوقت، صراعا في الوقت نفسه من أجل الوحدة القارية، دون التمكن من تحقيقه، علما أن الاستقلال بدوره تبين أنه نسبي نوعا ما. في تلك الفترة، ازدهرت فئة من كومبرادوريس (البورجوازية المحلية) محمية من قبل قلة محظوظة تمكنت من البقاء على قيد الحياة رغم العديد من محاولات تمرد المزارعين، حتى جاءت الأزمة العالمية لزعزعة هذا الهيكل القديم، إذ برزت بورجوازية أكثر نشاطا ظهرت على الساحة وأطلقت عملية تحديث معينة. مع ذلك، لاحظ حرزني أن «مصالح الجهات الفاعلة المختلفة كانت متباينة جدا بحيث في نهاية المطاف، كانت تفرض الأنظمة الاستبدادية التي تتحدى فقط التيارات الشعبوية التي لم تكن في الأساس أقل سلطوية»، لتظهر بذلك، موجة ثانية من التحرر. ورغم سياسات التصنيع القليلة التي تم تنفيذها في بلدان أمريكا اللاتينية بعد أزمة 1929، يضيف حرزني، فإن الفقر والتخلف، عوض أن يتم تقليص حجمهما، كانت النتيجة تعميقهما وجعلهما أكثر شراسة، بسبب نظرية «المبادلات غير المتكافئة بين البلدان المتقدمة والبلدان المتخلفة». نظرية اعتبرها المحاضر «قطيعة رائعة للعالم الثالث في مجال النظرية الاجتماعية التي كانت محجوزة سابقا لأوروبا وأمريكا الشمالية». وركز المحاضر على فترة وصفها بالمظلمة في تاريخ أمريكا اللاتينية، عندما وصل النقص النظري، إلى أقصى درجاته، في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، عندما كانت جميع بلدان شبه القارة تقريبا، محكومة من قبل ديكتاتوريات عسكرية.»هذه المرحلة المظلمة، أعقبها ربيع يعرف باسم التحول الديموقراطي»، حسب حرزني، مبرزا، أنه رغم أن هذا التحول لم يكتمل، فإنه على الأقل، أدى إلى انعكاسات نظرية من مستوى راق ورفيع. هجر المغلي

حرزني يدعو إلى الاقتداء بأمريكا اللاتينية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ترقية 668 قاضيا

إغفال الماء شتاء ... مخاطر حدوث ولادة مبكرة

مقالات ذات صلة