لهلالي: “روتاري” ليس طائفة

لهلالي والي التنظيم بالمنطقة المغاربية قال إن أعضاءه يفتخرون بالرئاسة الشرفية للملك أوضح عبد الإله لهلالي، والي مقاطعة "روتاري الدولي" بالمنطقة المغاربية" أن التنظيم عبارة عن تجمع لنوادي الخدمات التي تسدي خدمات للسكان المحليين، وأنها، عكس التنظيمات الأخرى مثل الماسونية، منفتحة على الجميع ويمكن حضور اجتماعاتها. وأشار إلى أن "روتاري" تعتبر المنظمة غير الحكومية الوحيدة المغرب التي تتشرف بأن يكون جلال الملك رئيسها الشرفي. وأفاد أن المغرب سيحتضن ما بين 27 و 29 مارس المقبل بمراكش قمة "روتاري الدولي"، لتكون المرة الأولى بإفريقيا في تاريخ التنظيم. أجرى الحوار: عبد الواحد كنفاوي تقرر تنظيم قمة "روتاري الدولي «، لأول مرة في تاريخه، بمراكش وبالقارة الإفريقية، لكن العديد من المغاربة لا يعرفون الشيء الكثير عن هذا التنظيم، كيف تعرفونه لقراء "الصباح"؟ يعتبر "روتاري الدولي" تنظيما يجمع نوادي الخدمات، إذ تجمع ما لا يقل عن 35 ألف ناد لتقديم الخدمات، وهي أقدم تنظيم من هذا النوع في العالم، فلا يتعلق الأمر بجمعيات أشخاص، مثل المنظمات الأخرى، بل يجمع تنظيم "روتاري" عددا من فدرالية النوادي، والأشخاص المنتمين إليه يتعين عليهم أن يكونوا أعضاء في نواد للخدمات. ويرجع تاريخ إنشاء المنظمة إلى 23 فبراير 1905، على يد بول أريس. وكان الهدف من إنشاء المنظمة، وما يزال حتى الآن، هو جمع قيادات ومهنيين رجالا، لأن النساء لم يلتحقن بالمنظمة إلا في 1989، من أجل التعارف وربط علاقات صداقة، وكذا لتعزيز الجانب الأخلاقي، خاصة ما يتعلق بالممارسات المهنية، وكان هذا هو الهدف الأول، لأن المنظمة أنشئت آنذاك بشيكاغو، والكل يعلم الوضع بالمدينة في بداية القرن العشرين، إذ كانت تعرف بانتشار الجريمة وأنها وكر للمافيات، وكان مؤسس المنظمة يسعى إلى الإسهام في مواجهة كل هذه الانحرافات والعمل على تطهير المدينة من الأعمال الإجرامية والممارسات المنافية للأخلاق. كانت هذه، إذا، مجموعة من القيم التي تأسست عليها منظمة "روتاري الدولي" وما نزال نناضل من أجلها. البعض يعتبر أن "روتاري " منظمة شبيهة بجبهة البنائين أو ما يعرف بالماسونية، ما الفرق بينهما؟ الفرق بين "روتاري" والتنظيمات الأخرى، أن تنظيمنا ليس طائفة مغلقة، بل منفتحة على الجميع، إذ يمكن لكل شخص أن يحضر اجتماعات النوادي المنضوية تحت لواء "روتاري "، وليس الأمر كذلك بالنسبة إلى تنظيم الماسونية. لماذا تحظى "روتاري" بهذه الأهمية لدى الأمم المتحدة؟ يتعين ألا ننسى أنه من ضمن الشخصيات التي سهرت على إعداد ميثاق الأمم المتحدة، خلال 1945، هناك 49 عضوا ينتمون لـ"روتاري"، ما يعكس أهمية المنظمة على الساحة الدولية. كما أن هناك عددا من رؤساء الدول ضمن أعضاء المنظمة. ونتشرف أن يكون صاحب الجلالة الرئيس الشرفي لـ"روتاري المغرب"، التي تعتبر المنظمة غير حكومية الوحيدة بالمغرب التي تحظى بهذا الشرف، ما يمثل عنصر فخر بالنسبة إلينا. وتضم المنظمة نوادي مستقلة تشتغل باستقلالية تامة وتقدم خدماتها الاجتماعية في المناطق التي توجد بها لفائدة المواطنين المحليين، سواء تعلق الأمر بالخدمات الصحية أو التعليم أو الربط بشبكات الماء الصالح للشرب وعدد من المبادرات ذات الطابع الاجتماعي. ونعمل أيضا، بتعاون مع نواد أخرى في العالم، خاصة الأوربية والأمريكية، لتوفرها على إمكانيات مالية هامة. وهكذا نشكل مجموعة من ناديين أو ثلاث نواد محلية وأجنبية من أجل مبادرة اجتماعية داخل المغرب أو بالخارج. هل تنشط نوادي "روتاري"، أيضا، في الجوانب ذات الطابع السياسي، مثل التدخل من أجل فض النزاعات والخلافات بين البلدان؟ "روتاري" هي منظمة غير سياسية أو دينية، ولا تتحكم في مبادراتنا أي خلفيات سياسية أو دينية أو عرقية، وذلك بناء على المبادئ التي تأسست عليها المنظمة. لكن حل الخلافات والدفع من أجل تحقيق السلام تعتبر من أهداف "روتاري"، وتتوفر المنظمة على ست جامعات في العالم، نبعث إليها طلبة من أجل التكوين على طرق حل النزاعات سلميا، ويستفيدون من منح توفرها المنظمة. وماهي المبادرات العملية التي تشرف عليها نوادي "روتاري" بالمغرب؟ كما سبق وأشرت إلى ذلك، كل ناد يحدد بشكل مستقل المبادرات التي يرغب في إنجازها. وقد أشرفت، أخيرا، على مبادرة بالبيضاء تم من خلالها تجهيز مركز بسيدي مومن، من أجل إعادة تأهيل أطفال الشارع، من خلال تكوينهم وتأطيرهم وتدريبهم على مهن تمكن من الاندماج في المجتمع. هناك مبادرات أخرى في مجال الصحة، مثل المبادرات التي تشرف عليها بعض النوادي في عدد من المناطق القروية وتهم تشخيص بعض الأمراض مثل داء العيون ، مثل ما يعرف عند العامة بـ"الجلالة"، ومرض الثلاسيميا، إذ تم الكشف على العديد من الأشخاص واستفادوا من إجراء عمليات. كما تشارك نوادي "روتاري" في مجال التعليم، من خلال المساهمة في مبادرة مليون محفظة، كما تم تجهيز عدد من المدارس بالعالم القروي بلوحات الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء والربط بشبكة الماء الصالح للشرب، إضافة إلى مبادرات ذات بعد بيئي. مما لا شك فيه أن مبادرات نوادي "روتاري" تتطلب إمكانيات مالية هامة، من أين تحصلون على التمويل؟ تنظم نوادي "روتاري" سهرات خيرية تمكن من تحصيل موارد مالية، وتعتبر المصدر الأول للموارد لأغلب النوادي، وهناك من يتحمل الأعباء من أمواله الذاتية رغبة منه في المساهمة في الأعمال الخيرية. لكن القسط الأكبر من التمويلات يأتي من منظمة "روتاري الدولي"، التي تتوفر على أكبر مؤسسة خيرية في العالم، إذ تصنف رابعة على المستوى العالمي. وتحصل على مواردها من انخراطات الأعضاء ولكن، أيضا، من تبرعات شخصيات أخرى من خارج المنظمة، مثل "بيل كيتس"، الذي تبرع بمبلغ 250 مليون دولار في المرة الأولى، و350 مليون دولار في المرة الثانية، ووقع مع المنظمة اتفاقية تعهد من خلالها أنه كلما تبرع أحد الأعضاء بدولار، فإنه يقدم ضعفه بالمقابل. وعندما نرغب في إنجاز مبادرة معينة نقدم ملفا متكاملا بشأنه للمنظمة، فتتكفل بتمويل ثلثي المبلغ، ونتحمل الثلث الباقي. مراكش تحتضن أول قمة بإفريقيا هل تدخل مبادرة تنظيم "روتاري" قمة إفريقية له بالمغرب في إطار التعاون الدولي بين نواد المنظمة على الصعيد العالمي؟ لا يخفى على أحد المجهودات التي يبذلها المغرب وعلى رأسه جلالة الملك لفائدة الدول الإفريقية، لذا فكرت، باعتباري واليا للمقاطعة المغاربية لـ"روتاري"، في الدور الذي يمكن أن يلعبه "روتاري" في هذا الإطار، وتقرر أن يتم عقد قمة المنظمة لأول مرة في تاريخها على الأرض الإفريقية بمراكش لإتاحة الفرصة للعديد من أعضاء المنظمة بإفريقيا ومختلف مناطق العالم للالتقاء بإفريقيا، التي تتوفر على إمكانيات هامة للنمو. وستتميز القمة بترؤسها من قبل رئيس روتاري الدولية "إيان ريزلي" (Ian Riseley)، وستناقش القمة مختلف القضايا المرتبطة بالتنمية، كما سيتم تنظيم منتدى، على هامش القمة، لفائدة المقاولين الشباب الأفارقة، سواء كانوا أعضاء في "روتاري" أو غير منتمين، وذلك من أجل إتاحة الفرصة للجميع لتبادل الأفكار والبحث عن السبل من أجل إيجاد حل لتشغيل الشباب والمساهمة، من خلال ذلك، في التصدي لظاهرة الهجرة بالقارة الإفريقية. في سطور > من مواليد 21 دجنبر 1957 > حصل على دكتوراة في الطب خلال 1985 من كلية الطب روين بباريس > حاصل على شهادة جامعيــة فــي جراحــة التجميــل من جــامعــــة مــوريلــوس بالمكسيك > جراح وطبيب مختص في أمراض النساء والتوليد والكشف بالصدى > اشتغل ما بين 1984 و1989 طبيبـا داخليا بمستشفيات فرنسا في أمراض النساء والتوليد > عمل جراحا متخصصا في أمراض النساء والتوليد بالمستشفى متعدد التخصصات التابع للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي > عمل بعيادة خاصة في التخصص ذاته > له العديد من المبادرات ذات الطابع الاجتماعي والجمعوي > تدرج في تنظيم "روتاري الدولي" > عين ما بين 2015 و2016 واليا على مقاطعة المنطقة المغاربية > وانتخب ما بين 2016 و2017 في المنصب ذاته وهو المنصب الذي يشغله الآن عن ولاية 2017 و2018.

لهلالي: “روتاري” ليس طائفة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"عبد الرؤوف" في وضع صحي حرج

فالديس يعتزل "فيسبوك"

مقالات ذات صلة