تتطلع إلى مستقبل واعد وتعيد فتح المتاحف في عدة مدن أنهت المؤسسة الوطنية للمتاحف سنة 2017 بحصيلة مرضية جدا، بفضل حجم التظاهرات الثقافية والفنية التي أشرفت على تنظيمها. وأعربت المؤسسة عن تفاؤلها بمستقبل المتاحف والمعارض الفنية بالمغرب، بفضل النجاح الكبير الذي لقيه معرض «فاص أ بيكاسو» (أمام بيكاسو) و»لافريك أون كابيتال» (إشعاع إفريقيا من العاصمة) اللذين استقطبا حشودا كبيرة من عشاق الفنون واللوحات، ما جعل المؤسسة تتوقع مستقبلا واعدا لأنشطتها. وأضافت المؤسسة الوطنية للمتاحف، في وثيقة عرضت فيها حصيلتها للسنة الماضية، أن معرض «لافريك أون كابيتال» الذي احتضنته الرباط، بين ثامن وعشرين مارس إلى التاريخ نفسه من أبريل 2017، عرف نجاحا كبيرا، إضافة إلى أزيد من 36 نشاطا ثقافيا عرفته المدينة خلال السنة، ساهمت فيها مجموعة من الفاعلين الثقافيين، وتراوحت بين معارض فنية وحفلات غنائية وعروض أفلام وندوات. واعتبرت المؤسسة أن معرض «فاص أ بيكاسو» الذي احتضنه متحف محمد السادس بالرباط، كان محطة بارزة في برمجة المؤسسة للسنة الماضية، بفضل الأعمال التي احتضنتها أروقة المتحف، إذ كان الزوار على موعد لأول مرة في المغرب مع مائة عمل عبقري من مصنفات المتحف الوطني الفرنسي «بيكاسو باريس»، مضيفة أن المعرض جلب عددا كبيرا من العائلات، التي حلت من جميع جهات المملكة، معتبرة أن المعرض شكل حدثا بارزا في 2017. ومن أجل إشعاع الثقافة المغربية، تشرف المؤسسة الوطنية للمتاحف على ترميم وإعادة فتح عدد من المتاحف في مدن المملكة، إذ فتح متحف التاريخ والحضارات بالرباط أبوابه من جديد في أبريل الماضي، الذي كان يسمى سابقا متحف الأركيولوجيا، والذي يضم قطعا برونزية ورخامية قديمة، بالإضافة إلى بعض الحفريات الأركيولوجية. وأفادت المؤسسة أن أشغال الترميم انتهت بالمتحف الوطني للسيراميك بآسفي وأصبح جاهزا لاستقبال الزوار. وتستعد بعض المتاحف فتح أبوابها قريبا، كما هو الحال بالنسبة إلى متحف النسيج «دار السي سعيد» بمراكش، الذي سيصبح جاهزا في يناير الجاري، وسيليه متحف «دار الجامعي» بمكناس، الذي ما تزال أشغال الترميم مستمرة به. وخلال 2018 أيضا، سيعاد فتح متحف البطحاء بفاس، الذي يضم معارض حول الفن الإسلامي. وتهدف المؤسسة الوطنية للمتاحف إلى إرساء مبدأ دمقرطة الثقافة، والولوج المفتوح إلى المتاحف، والمجانية بالنسبة إلى الطلبة والتلاميذ أيام الأربعاء، إضافة إلى الجمعة الذي تفتح فيه المتاحف أبوابها بالمجان في وجه كافة المغاربة. وتندرج جهود المؤسسة في التعريف بالثقافة المغربية في إطار السياسة التي رسمها الملك محمد السادس في ما يتعلق بالدبلوماسية الثقافية، كما تشير الوثيقة، ومن المزمع أن تشارك المؤسسة الوطنية للمتاحف في مارس 2018 في حدث ثقافي بدبي للتعريف بالموروث الثقافي المغربي. عن «ليكونوميست» ترجمة عصام الناصيري