العثماني فوق ألغام الكتائب

بدأ رحلة المصالحة مع «مريدي» بنكيران وشحذ سلاح الأمانة العامة استعدادا لحرب الحلفاء راج عن العثماني أنه ضعيف الشخصية، يعجز عن اتخاذ القرار النهائي والفصل في الصراعات التنظيمية، وهي الأسباب التي استدعت العديد من مناضلي الحزب في 2008، إلى الانقلاب عليه وحرمانه من ولاية ثانية، ومنحها لبنكيران، الذي واصل رئاسته للحزب على مدى ولايتين، وكاد يقبض بجمرة الولاية الثالثة المشتعلة، لولا أن وضعت جزئيات قانونية حدا لحلم القيادة مدى الحياة. تركـة عصيـة علـى التصفيـة جرت عليه تهمة محاولة الانقلاب على قاعدة القيادة في تشكيل الأمانة العامة اعتقد البعض أن سعد الدين العثماني، الأمين العام الجديد للعدالة والتنمية، رئيس الحكومة، سيكون لقمة سائغة لأنصار عبد الإله بنكيران، في المؤتمر الثامن، نظرا لاختلاف شخصيتي الرجلين، الأول طبيب نفساني، يناقش بهدوء في أحلك فترات التشنج، والثاني فيزيائي لكنه صدامي، حتى أثناء حل أبسط المشاكل، بل إنه يظهر قوة شخصيته في مواجهة الآخرين، وإذا كانوا أصدقاء يجعل منهم خصوما. وإذا كان العثماني، فاز في الدور الثاني من النزال الانتخابي، بـ 1006 أصواتا، على إدريس الأزمي الإدريسي، مرشح بنكيران، الحاصل على 912 صوتا، واحتساب 25 ملغاة، بفارق 94 صوتا، فإن ذلك تطلب أزيد من 7 ساعات من النقاش والتداول من قبل 131 عضوا، ومعنى ذلك أن العثماني فاز بمشقة الأنفس، وعاش لحظة عصيبة من الترقب، والخوف من فقدان منصبه، الذي يوازي كرسي رئاسة الحكومة، إذ وصل الأمر بتيار الاستوزار إلى التهديد بتفجير الحكومة من الداخل في حال عدم التصويت للعثماني، لأن حلفاء الحزب وخصومه والمعارضة ستسخر من رئيس حكومة، لأن حزبه أن رفض يتولى رئاسته، فكيف له أن يتولى تدبير الشأن الحكومي العام. وصفى العثماني تركة سلفه في الأمانة العامة، إذ رفض اقتراح اسم بنكيران ضمن فريق العمل الجديد في قيادة الحزب أثناء اجتماع المجلس الوطني المنبثق عن المؤتمر الثامن، ما اعتبر هزة سياسية كبرى، إذ احتج مساندو بنكيران على العثماني مؤكدين أنه كان من باب "الوفاء والصواب" على الأقل أن يقترح العثماني اسم رفيقه بنكيران لمنصب في الأمانة العامة، ويتركه بعد ذلك يعتذر إن هو أراد، معتبرين ذلك " خيانة سياسية"، ووصل الصراع حد وصف تشكيلة الأمانة العامة الجديدة، التي اقترحها العثماني، بأن فيها إقصاء مجاني واضحة ضد كل القياديين الذين ساندوا بنكيران، ما جعلهم يتهمون العثماني بمحاولة الانقلاب على التوافق الذي ساد دائما القياديين في تشكيل الأمانة العامة. ومرد إخراج العثماني لمدفعيته هو خوضه حربا لأجل ربح معركة تدبير شؤون الحكم، لأن بنكيران يحكم فعلا في كل الأجهزة المسيرة للحزب بل وفي أبسط فرع له في منطقة نائية، لذلك فإن العثماني يسعى إلى اقتسام الحكم معه، كي يظهر للعموم أنه يسود ويحكم فعلا. وإذا كانت السيادة ثابتة شرعيا بواسطة الانتخابات، ومبني على التنافس الديمقراطي المؤسساتي، فإن ممارسة الحكم، تظل مبهمة، بحكم أن العثماني، لم يراوح بعد المنطقة الرمادية، بين القرار الذي يرغب فيه، وانتظار ما سيسفر عنه التفاوض واللقاءات السرية والعلنية، واجتماعات المجالس المنتخبة للحزب. ويحتاج العثماني، إلى دهاء بنكيران في تدبير شؤون الحزب، إذ لا يكفيه التلميح كي يفهم الجميع قصده، أنه يحكم، كما يفعل بنكيران الذي يكتفي بالإشارة فيتبعه الجميع حتى الذين احتجوا عليه، إذ اشتد النقاش في المؤتمر واحتدم بعدما قال بنكيران بأن إدريس الأزمي الادريسي، الرجل الطيب اللبق رفض أكل قطعة من الكعكة، بها صورته، قائلا "كانوا باغين ياكلوني، إلا هو الوحيد الذي أخذ صورتي المشكلة من الشوكلاطة ومنحني إياها، قائلا لا أريد أن آكلك"، وهي إشارة إلى أنه داعم له. أحمد الأرقام جلسة تبادل الهدايا التقط المؤتمرون الرسالة عندما تمكن الأزمي الوافد الجديد على الحزب مقارنة بالعثماني من التنافس إلى الآخر، وأن سلاحه الوحيد في مواجهة الجيل الأول لم يكن إلا خطاب بنكيران في جلسة تبادل الهدايا. ألم يجعل بنكيران من النائب عبد العزيز أفتاتي، المثير للجدل إنسانا هادئا انتقل من ممارسة السياسة العملية اليومية إلى ردهات الجامعة لتحضير دكتوراه في فكر الحركة الوطنية، بل ودفعه أن يكون خارج لائحة المتبارين على مقعدهم الانتخابي في الاستحقاقات التشريعية لـ 2016، ومع ذلك لم يتهم أفتاتي بنكيران بالإقصاء، وظل مواظبا مدافعا عن الحزب وهو النائب الذي سجل في عهده أنه دفع وزيرين للاقتصاد والمالية والميزانية السابقين إلى أداء القسم بعدم الاستفادة من " بريم" المليار سنتيم السنوي، الذي يوزع على كبار مسؤولي الوزارة.

العثماني فوق ألغام الكتائب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العثماني فوق ألغام الكتائب ... الكلمة الفصل للتوحيد والإصلاح

الأمن يفضح فبركة صورة طفل عراقي والادعاء أنه مغربي

مقالات ذات صلة