حين علم لاعبو ومسيرو وجمهور الوداد تعرض نادر المياغري، لكسر خلال إحدى الحصص التدريبية التي سبقت سفر الفريق إلى تونس لإجراء مباراة إياب الدور النهائي لعصبة الأبطال الإفريقية، أحسوا بالصدمة بأن الحلم الذي طالما راودهم بالفوز باللقب الأغلى إفريقيا قد أصبح بعيد المنال، لأنهم يدركون جيدا أن دور لمياغري كبير ليس فقط في حراسة المرمى، ولكن في جمع اللاعبين وتوجيههم داخل الميدان…، الأمر نفسه تأكد لدى الناخب الوطني إيريك غريتس، الذي بدأ يبحث يمينا وشمالا عن حارس يمكنه تعويض غياب لمياغري، لأنه يدرك أيضا أن هذا الغياب يمكن أن يكلفه كثيرا، ولم يتنفس الصعداء إلا بعد أن توصل بتقرير من عبد الرزاق هيفتي طبيب المنتخب بأن لمياغري سيكون جاهزا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، لذلك لم يكن غريبا أن يطلق محبو الوحدة الإماراتي لقب ”قلب الأسد” على لمياغري خلال الفترة القصيرة التي احترف فيها بالدوري المحلي…لأنهم أدركوا ببساطة أنه حارس كبير وبمواصفات عالمية..

الأمر نفسه تكرر حين وقع لمياغري للجيش الملكي، وغادر الوداد قبل أن يقرر مسؤولو الفريق العسكري إلغاء العقد، حينها أيضا عرف جمهور الوداد مدى قيمته الحقيقية وأدرك أن المكتب المسير كاد يرتكب خطأ كبيرا لا يغتفر، لأنه خلال أولى المنافسات علم أن الفريق سيعاني كثيرا في غيابه.

من أراد أن يعرف الدور الكبير الذي يقوم به لمياغري داخل أي فريق يوجد به، عليه أن يرافقه في رحلة خارج المغرب، إذ تظهر قوته الحقيقية في تنظيم وتوجيه اللاعبين ونصحهم، وهذا سر الارتباط الكبير بينه وبين أي مدرب يوقع لفريقه. في غانا، خلال رحلة الوداد لمواجهة أدوانا ستارز الغاني لحساب الدور الأول لعصبة الأبطال الإفريقية، كان على البعثة أن تركب جميع أنواع وسائل النقل من أجل أن تصل إلى ”ملعب” الفريق لإجراء الحصة التدريبية، في هذه الأحوال يكون لمياغري في المقدمة لمواجهة الجمهور ورجال الأمن وألاعيب الفريق المنافس.

أ. ن