fbpx
الصباح الـتـربـوي

مدرستي الحلـــــوة: الأمير عبد القادر بمكناس… مشاهد محفورة في الذاكرة

تقع المدرسة الابتدائية الأمير عبد القادر، أو مدرسة (لافايـيت)، بوسط المدينة الجديدة بمكناس (حمرية)، وكان لرحمها كل الفضل في إنجاب العديد من الأطر العليا، قبل أن يصاب منذ حوالي أربع سنوات بالعقم، نتيجة تحويل بنايتها إلى مرفق تابع للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، دون تجريدها من اللوحة الحاملة لاسمها.
أتذكر السنوات الخمس التي قضيتها بين جدران حجرات هذه المدرسة طلبا للعلم والتحصيل، رفقة أصدقاء الأمس البعيد.
أذكر مشهد التلاميذ وقد اصطفوا مثنى مثنى، قبل تخطي عتبة المؤسسة إيذانا بتدشين يوم دراسي جديد، ينطلق من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى الحادية عشرة و النصف ظهرا،ليستأنف في فترة زوالية تمتد من الساعة الثانية حتى الخامسة مساء،و هو التوقيت الذي كان يميز المدرسة عن باقي مؤسسات التعليم الابتدائي بالعاصمة الإسماعيلية،التي كانت تعمل جميعها بنظام فوجين في اليوم، تجنبا للاكتظاظ في غياب حجرات كافية.
في الواقع لم تكن «مدرستنا الحلوة» بحاجة إلى دق الأجراس المعلنة عن وقت الخروج، خصوصا في الفترة المسائية، مادام منبه قطار المسافرين، القادم من الرباط  كان يفي بالغرض، إذ كنا بمجرد سماع منبهه، نسارع إلى جمع أدواتنا استعدادا لمغادرة الأقسام، ليتبعه بلحظات رنين جرس المؤسسة، التي تقع على بعد أمتار قليلة من محطة القطار الأمير عبد القادر.
من بين المشاهد الطريفة التي ظلت عالقة بذهني، والتي أستحضرها كلما حلت مناسبة عيد الأضحى الأبرك، تلك التي كان بطلها كبش حارس المدرسة «با عبد القادر»، الذي فاجأنا ونحن نلعب وقت الاستراحة، بعدما نجح في التخلص من وثاقه، مثيرا بذلك حالة من الذعر والهلع في نفوسنا، بل وفي دواخل معلمينا ومعهم مدير المؤسسة الراحل الركراكي، ما جعل الأخير يصب جام غضبه على الحارس المسكين، الذي وجد نفسه بين مطرقة غضب السيد المدير وسندان التوجس من أن يصيب «بوكرون» تلميذا بمكروه.
أذكر صورة الرجل الملتحي، الذي اعتاد على زيارة المدرسة عشية كل يوم خميس، حاملا معه «الياغورت» و قطع الجبن للتلاميذ اليتامى. لم يكن صاحب «الطربوش الوطني» يدري أنه في الوقت الذي كان يمد اليتامى بما جاد به سخاؤه «الحاتمي» أنه كان يستفز دواخل متعلمين صغار، لا يفهمون معنى لهذه المعاملة التفضيلية.
أذكر كذلك، المعلمة أمينة بنجلون، مدرسة مادة اللغة الفرنسية، والتي كانت تقودنا نهاية كل شهر إلى القيام بحملة «بو نـظـيف» داخل حجرة الدرس، من خلال دعوتنا إلى تنظيف ما علق بالطاولات الخشبية من آثار الحبر الأزرق، الذي كنا نستعمله في الكتابة. فكانت تطلب منا إحضار قطع الإسفنج و «جيكس» و»جافيل»  من أجل استخدامها في حربنا المعلنة على الأوساخ و«الطبايع». ورغبة منها في الحصول على طاولات أكثر نظافة و نظارة، كانت تحفزنا بضخ نقط إضافية في رصيد النتائج الفصلية لكل زوج يشترك في الطاولة، في حال حصوله على المركز الأول في حملة «بو نظيف»، ما يجعل مجهوداتنا في بلوغ النتيجة المرجوة مضاعفة، حتى أن البعض منا يصير ثملا تحث تأثير استنشاقه لرائحة مادة»جافيل» القوية، في حين لا ينتبه البعض الآخر إلا و ملابسه قد تغير لونها جراء رشها بهذا السائل،الذي وإن نجح في القضاء على آثار حبر عبث الريشة، فإنه لن يقدر، مهما بلغت قوة درجاته على سلم التنظيف،على غسل مشاهد عديدة من ذكريات جميلة ورائعة مرتبطة بعالمي الدراسة الابتدائية والطفولة البريئة.
خـاـيـل الـمـنـونـي (مـكـنـاس)

تقع المدرسة الابتدائية الأمير عبد القادر، أو مدرسة (لافايـيت)، بوسط المدينة الجديدة بمكناس (حمرية)،

بوابة مدرسة الأمير عبد القادر
وكان لرحمها كل الفضل في إنجاب العديد من الأطر العليا، قبل أن يصاب منذ حوالي أربع سنوات بالعقم، نتيجة تحويل بنايتها إلى مرفق تابع للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، دون تجريدها من اللوحة الحاملة لاسمها.أتذكر السنوات الخمس التي قضيتها بين جدران حجرات هذه المدرسة طلبا للعلم والتحصيل، رفقة

Assabah

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد


يمكنكم تسجيل دخولكم أسفله إن كنتم مشتركين

تسجيل دخول المشتركين
   


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.