“الميمات” و التقاعد الجنسي … “زهــوانيـــة وعـــاجــبنــــي راســـي…”

نادية تعتبر العمل مسلكا للتحرر وتنتقد وصاية المجتمع على العلاقات مع الأصغر سنا من محبي الزمن الجميل من السينما العربية لا يتذكر فيلم "شباب امرأة"؟،، رائعة المخرج صلاح أبوسيف بالأبيض والأسود، أحسنت تجسيدها تحية كاريوكا رفقة النجم شكري سرحان، وأماطت اللثام عن ظاهرة مجتمعية مستترة، لا يتجرأ أغلب الناس على مناقشتها، تحت يافطة كبيرة "ما حشماتش..."، وهو تعليق يتكرر على لسان الجميع حول العلاقات التي تربط نساء مع رجال أصغرهن سنا. في حي المعاريف الراقي بالبيضاء، تواجه الأحكام المسبقة والمفاهيم التقليدية مناعة من نوع آخر. نمط حياة عصرية على الطريقة الأوربية، رسخ وجوده على مدى سنوات، ووفر فضاء عيش لنادية، التي تصف نفسها ساخرة بـ"الزهوانية" المعجبة بذاتها، في إشارة إلى تحررها في علاقاتها مع الجنس الآخر بغض النظر عن السن، فالمرأة البالغة من العمر 45 سنة، مسؤولة كبيرة في إحدى الشركات متعددة الجنسيات، لا تخجل من الحديث عن مغامراتها العاطفية مع شباب في مقتبل العمر. "بنادم معقد غير راسو، والمصيبة كتلقاه في بعض الأحيان كان قاري أو عايش في أوربا"، تعلق نادية بنبرة ساخطة، على آراء بعض ممن تصادفهم من الناس حول تحكم العمر في العلاقات بين الجنسين، موضحة أنها تتوفر على صديقة فرنسية متزوجة من شاب يصغرها بـ15 سنة، ويعيشان بسعادة بين عائلتيهما وفي الشارع والعمل، مشددة على أن الحديث عن "المرأة الشارفة"، أي التي لم تعد تتمتع بجاذبية جنسية، فهم خاطئ يدحضه العلم، الذي يؤكد احتفاظ المرأة بقدراتها الجنسية حتى بعد بلوغها سن اليأس. تتفنن نادية التي تمتلك شقتها الخاصة وسيارة فارهة، في الاستمتاع بنمط حياة خاص، تقول إنه "بديل لروتين الحياة الزوجية"، موضحة أنها خاضت تجربة الزواج وهي صغيرة السن، لم تكمل دراستها بعد، معتبرة أن قرارها كان متسرعا حينها، لينتهي المشروع بالطلاق بسبب كثرة الخلافات وتباين الطباع. "المرا خاصها تكون مستقلة ماديا"، تعلق بنبرة قوية، في إشارة إلى ضرورة تحقيق التوازن داخل البيت وفرض احترام الطرف الآخر لها، مؤكدة أنها تبحث في علاقاتها الحالية عن تلبية حاجات عاطفية وجنسية طبيعية لدى المرأة، ولا تخجل في مصارحة الغير بهذه الحقيقة. الإعجاب وتبادل المشاعر غير محكوم بسن معين، إذ تؤكد المرأة التي لا تخفي مفاتنها بلباس تقليدي "بشع"، وفق تعبيرها، عدم إحساسها بفرق في الأجيال في علاقتها مع الجنس الآخر، موضحة أنها كانت على علاقة بشاب يعمل في أحد البنوك بالبيضاء، لا يتجاوز عمره 23 سنة، ولم تشعر للحظة بأي اختلاف على مستوى الأفكار، والأمر نفسه عند الاتصال الجسدي، ذلك أن المرأة لا تتوفر على تاريخ صلاحية جنسي، حسب رأيها. "الفلوس كتجيب الرجال"، تعلق نادية ضاحكة، مشددة على أن مجموعة من الشباب أصبحوا متخصصين في النصب على النساء الأكبر سنا، إذ يستغلون وسامتهم للتربح من ممارسة "دعارة رجالية"، حسب وصفها، معتبرة أن العلاقات العاطفية المتينة لا يمكن بناؤها على المنفعة المادية، فيحدث أن يعجب شاب بامرأة أكبر منه سنا، ويعيش سعيدا برفقتها، إلا أن المجتمع ما زال رافضا لهذه الحقيقة ويمارس وصايته على العلاقات بين الجنسين، من خلال وضعها في إطارات محددة سلفا. بدر الدين عتيقي

“الميمات” و التقاعد الجنسي … “زهــوانيـــة وعـــاجــبنــــي راســـي…”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كالما جديد موس

أسلحة صيد "الكبيرات"

مقالات ذات صلة