ميلود العضراوي: سيناريو الحرب الكورية الأمريكية القادمة

سيناريو الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية مبني على مفارقات غير مدروسة وتصورات مبدئية خاطئة من أساسها، أولها أن الحرب ضد النظام الديكتاتوري الشمولي في كوريا الشمالية ليست حرب الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها، وثانيا لم تعد أمريكا ترمي بعسكرها في الفراغ كما فعلت في حرب فيتنام وأفغانستان والعراق،بل أي هجوم عسكري تقوم به أمريكا الآن يجب أن تكون نتائجه مضمونة خصوصا وهي تحارب عدوا شرسا مثل كوريا الشمالية، لم يعد من ضمن الخطة العسكرية للبنتاغون إعلان الحرب قبل بدئها ، حتى لو كانت القوة المضادة تتشكل ترسانتها العسكرية من أسلحة تقليدية بنسبة كبيرة مثل كوريا الشمالية التي تعتمد على الصواريخ الباليستية علما أن الصواريخ البالستية لا تحقق انتصارا في حرب ذكية تعتمد على الشبكة الفضائية للدفاع الجوي وأمريكا تمتلك قدرة هائلة لإفشال كل هجوم صاروخي على قواعدها ومصالحها أين ما كانت.وقد بدأت أمريكا هذا المشروع منذ وقت مبكر في عهد ريغان تحت شعار"حرب النجوم". السيناريو الذي يقدم شب تكافؤ عسكري بين كوريا الشمالية وأمريكا سيناريو مغرض ومضلل ويستدرج العته الكوري بخفة ليسقط في خطأ قاتل وهو سيناريو سبق للإعلام الغربي أن جربه قبل حرب الخليج الثانية مع صدام حسين جين دعا القوة العراقية هي ثاني جيش قوي في العالم وصدام حسين رجل يفاوض على ثلث احتياطي المخزون البترولي في العالم.لقد غيب هذا السيناريو كثيرا من المعطيات ،وجعل روسيا والصين معزولتين عن المعركة الأمريكية الكورية بسبب الفيتو الذي دعمت به روسيا موقف كوريا الشمالية الشهر الماضي، وهي تعلم أن صواريخ المعتوه لا يحكمها منطق الصداقة فقد تسقط على مدنها الصناعية الواحدة تلو الأخرى وأن نظامها الدفاعي الجوي لا يرقى إلى ترسانة باتريوت الأمريكية المعدلة تعديلا جذريا. قد تتحول معطيات المعركة تحولا كبيرا حين تدخل روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية على الخط. الهجوم العسكري الخاسر فكرة مرفوضة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في حرب المستقبل الأكثر قوة وتطورا، والمجازفة في حرب من هذا الحجم ليست فكرة جيدة ولا يمكن أن تعيش في العقل العسكري الأمريكي مطلقا بعد حرب الخليج الثانية،إن فرضية الحرب بالقياس إلى ما يمتلكه العدو (كوريا الشمالية) تستدعي استعمال خطة الشلل التام للقدرة العسكرية المضادة، فالجيش الأمريكي قادر على استعمال الضربة التنويمية القاضية ضد الترسانة الباليستية الكورية أولا، أي قبل البدء بأي هجوم عسكري على العدو، وحين لن يكون هناك صاروخ واحد قيد الحياة ولا قاعدة أو منصة عسكرية لإطلاق الصواريخ الكورية من بعيد أو من قريب، بل حتى سيول القريبة جدا من كوريا الشمالية ، قد لا يجد الرئيس المعتوه وقتا كافيا لرجمها بصاروخ أو قذيفة .خصوصا إذا علمنا أن في سماء كوريا توجد 23 ألف طائرة حربية مستعدة للاجتياح و450 قطعة بحرية تتقلب في بحر شمال آسيا وتلف الجزيرة الكورية وتراقب عن قرب تحرك قوات المعتوه. إن حرب الاستباق هي من سيحسم المعركة بشكل سريع ويجعل خسائرها محدودة مقارنة مع الإفراط الشديد في تقديم الأرقام الجزافية التي أتى بها سيناريو الحرب المقبلة بين و.م.أ وكوريا الشمالية، مثل تدمير "نيويورك" و"سان فرانسيسكو" و" سيول" و"طوكيو" ولربما "موسكو" و "بيكين" عاصمتي كل من روسيا الاتحادية والصين الشعبية.. إنه لمن المعلوم أن أكبر شبكة فضائية للإنذار المبكر والأكثر تحسبا للغزو الجوي الصاروخي وأكثرها تطورا ودقة في اقتناص الأهداف العابرة للسماء، هي التي تتوفر عليها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الوقت الحاضر.

ميلود العضراوي: سيناريو الحرب الكورية الأمريكية القادمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاربة الدعارة بسيدي بوزيد

أكثر من مليوني شخص مصاب بداء السكري

مقالات ذات صلة