مواجهـات بيـن الأمـن ومحتجـي “سـوق الصالحيـن”

إضرام النار في العجلات ونقل مصابين إلى المستشفى وإيقاف متورطين بعد يوم من تدشين المشروع النموذجي لسوق الصالحين، الشهير بـ "سوق الكلب" بسلا، اندلعت مواجهات دموية، أول أمس (الخميس)، بين القوات العمومية ومحتجين على إعادة الإيواء وباعة جائلين، انتهت بسقوط مصابين بين الطرفين، نقل عدد منهم إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بسلا لتلقي العلاجات، كما أوقفت مصالح الشرطة عددا من المتورطين في إضرام النيران بعجلات مطاطية وإحداث الشغب. ومازال البحث مستمرا عن آخرين، بعدما استمرت المواجهات من منتصف الليل إلى الخامسة والنصف صباحا، وقضى مسؤولون من مختلف الأجهزة الأمنية والترابية والقضائية ليلة بيضاء. وأوردت مصادر متطابقة أنه، فور وصول عناصر الأمن والقوات المساعدة ورجال السلطة ليلا، إلى السوق لفك الاعتصام وتحرير الملك العمومي، واجههم المحتجون بالحجارة وتوجهت تعزيزات أمنية إضافية من مختلف الوحدات بمنطقة أمن سلا، إضافة إلى عناصر القوات المساعدة والوقاية المدنية ورجال الإدارة الترابية، بعدما طلبت منهم السلطات فك الاحتجاج مقابل حل مشاكلهم، وأجلت تدشين المشروع، الأسبوع الماضي، رغم استكمال الترتيبات واستدعاء وزراء، إضافة إلى منتخبين كبار بجهة الرباط سلا القنيطرة، واضطر عبد الوافي لفتيت إلى إشعار زملائه بتأجيل تدشين المشروع، كما ظل أعيان المدينة ورؤساء جمعيات يترددون على السوق عشرة أيام، بعد استدعائهم من قبل عمالة المدينة، قبل أن يدشن المشروع، مساء الثلاثاء الماضي. وسارع المحتجون إلى تنظيم وقفات احتجاجية ونصبوا خيمة للاعتصام داخلها، تزامنا مع إعلان تدشين المشروع الكبير، مطالبين بفتح تحقيق بعدما تم ترحيل عدد منهم، ليكتشفوا، حسب أقوال بعضهم، وجود مشاكل في الوعاء العقاري، وتأخر بناء سكنهم، ما دفعهم إلى كراء منازل بصفة مؤقتة، فيما عاد آخرون إلى السوق للاحتماء بسكنهم العشوائي القديم، كما صرح بعضهم أن هناك تلاعبات في البقع الموزعة، واستفادة أشخاص لا علاقة لهم بقاطني دواوير "سوق الصالحين"، كما أعفي عون سلطة (مقدم) يشتبه في علاقته في وقوع تجاوزات بدور الصفيح. وأعطيت انطلاقة مشروع وتهيئة السوق، باعتباره مشروعا سوسيو-اقتصاديا، إذ رصد له غلاف مالي يفوق 30 مليارا، من أجل النهوض بظروف اشتغال التجار والعمل على استقرار الباعة الجائلين والقضاء على البنيات العشوائية وتحرير الطرق والفضاءات العمومية والارتقاء بجمالية المشهد الحضري. وفي تقديم للبرنامج أمام الملك، أوضح المشرفون على المشروع أنه يتوخى تحقيق مجموعة من الأهداف التضامنية وسيمتد على مساحة 23 هكتارا للنهوض بالاقتصاد التضامني، وإدماج التجارة غير المهيكلة ضمن النسيج الاقتصادي وتحسين الجودة والسلامة الصحية للمنتوجات المعروضة للبيع وتطوير بنية المدينة الاقتصادية والتجارية، كما سيهم المشروع بناء مركب تجاري (968 محلا تجاريا)، وإنجاز سوق مركزي (391 محلا تجاريا)، وتهيئة وتسويق تجزئة سكنية وإنجاز ملاعب للقرب، وأكشاك لبيع الزهور والعصافير وتهيئة فضاءات خضراء وأماكن مخصصة لركن السيارات، كما سيتم إحداث مرأب تحت أرضي سينجز في إطار شراكات، سيعهد إلى شركة "الرباط الجهة للتهيئة"، في إطار شراكة بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة وعمالة سلا والمجلس الجماعي للمدينة. ومن المحتمل أن تحيل فرقة الشرطة القضائية بسلا، على وكيل الملك، اليوم (السبت)، المتورطين في المواجهات قصد استنطاقهم في الاتهامات المنسوبة إليهم. عبد الحليم لعريبي

مواجهـات بيـن الأمـن ومحتجـي “سـوق الصالحيـن”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق في مصرع فنان شعبي

الثقافة الجنسية ... المسؤولون يرفضون مناقشة الموضوع

مقالات ذات صلة